نبض أرقام
04:42 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/02
2024/12/01

ترامب يدافع عن الرسوم الجمركية ويراهن على النمو الكبير

2024/10/16 اقتصاد الشرق

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إن سياساته ستعزز النمو على الرغم من زيادة الديون، وذلك في مسعى لتهدئة قادة الأعمال الذين يخشون أن تؤدي خططه الاقتصادية إلى تأجيج التضخم.


وأضاف ترمب لرئيس تحرير "بلومبرغ نيوز" جون ميكليثويت يوم الثلاثاء في مقابلة في النادي الاقتصادي في شيكاغو: "نحن جميعاً نهتم بالنمو. سنعيد الشركات إلى بلدنا".


دافع المرشح الجمهوري عن مقترحاته لزيادة التعريفات الجمركية بشكل كبير على السلع الأجنبية، قائلاً إن المقترحات كانت من أجل "حماية الشركات الموجودة هنا، والشركات الجديدة التي ستنتقل". ولكنه رفض فكرة أن الرسوم الجمركية ستؤثر على الأميركيين الذين تعتمد وظائفهم على التجارة، قائلاً إن الخسائر سيتم تعويضها من خلال وظائف التصنيع المحلية الجديدة.


ترمب أشار في رده على قول ميكليثويت إن تأثير الرسوم الجمركية سيكون سلبياً على الاقتصاد، إلى أن التأثيرات "ستكون هائلة وإيجابية". وأضاف: "كلما ارتفعت الرسوم الجمركية، زادت احتمالية دخول الشركة إلى الولايات المتحدة وبناء مصنع في الولايات المتحدة، حتى لا تضطر إلى دفع هذه الرسوم".


تأتي تعليقات المرشح الرئاسي الجمهوري قبل ثلاثة أسابيع بالضبط من يوم الانتخابات، فيما توقعت استطلاعات الرأي أن تكون منافسة حامية مع نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس. تظهر الاستطلاعات أن الاقتصاد الأميركي هو القضية الأساسية للناخبين.


لقد تعززت مكانة ترمب في حملته الثالثة للبيت الأبيض بسبب السخط واسع النطاق بين رجال الأعمال والناخبين بشكل عام بشأن سجل الرئيس جو بايدن. تشير استطلاعات الرأي إلى أن القلق بشأن الأسعار المرتفعة والوظائف، دفعا الجمهور الأميركي إلى تفضيل نهج المرشح الجمهوري على نهج هاريس.


لقد تعهد الرئيس السابق بتنفيذ حملة عدوانية لإلغاء القيود التنظيمية، وتجديد التخفيضات الضريبية المنتهية الصلاحية، وخفض معدل ضريبة الشركات إلى 15% من 21%، وتقديم تخفيضات ضريبية جديدة وفوائد لدعم التصنيع المحلي، وهي سياسات رحب بها كبار قادة وول ستريت والشركات.


ومع ذلك، فإن كلفة مقترحات ترمب الضريبية، فضلاً عن التخفيضات الضريبية والفوائد المتنافسة التي اقترحتها هاريس، مرتفعة (تريليونات الدولارات)، وتهدد بتفاقم العجز الفيدرالي الأميركي الذي أصبح عند مستويات تاريخية. يراهن بعض المستثمرين على أن سياسات ترمب ستترك الولايات المتحدة مثقلة بمزيد من الديون، وارتفاع التضخم وأسعار الفائدة. العجز السنوي لأميركا يقترب بالفعل من تريليوني دولار.


الدفاع عن الرسوم الجمركية


إن خطة ترمب الاقتصادية تعتمد بشدة على التعريفات الجمركية، والتي يهدف إلى فرضها على كل من حلفاء الولايات المتحدة وخصومها، بما في ذلك فرض ضريبة بنسبة 60% على الواردات من الصين، و10% على بقية العالم.


كما أصر ترمب على أن التعريفات الجمركية الجديدة ستساعد في تمويل تخفيضاته الضريبية، لكن خبراء الاقتصاد يقولون إنه من غير المرجح أن تخلق الإيرادات التي يحتاجها. ويقدر "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" أن التعريفات الجمركية قد تجمع أكثر من 200 مليار دولار سنوياً. وحققت الولايات المتحدة إيرادات تقدر بنحو 4.9 تريليون دولار في السنة المالية 2024.


كما تهدد أجندة التعريفات الجمركية للرئيس السابق أيضاً بخفض أو إعادة توجيه تدفقات التجارة، مما يؤثر بشكل أكبر على الإيرادات. وحذر العديد من خبراء الاقتصاد من أن التعريفات الجمركية ستضرب الأسر الأميركية بما هو في الواقع زيادة ضريبية، مما قد يؤدي على الأرجح إلى ارتفاع التضخم، وزيادة الضغوط على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.


كما كرر ترمب تعهده بمنع بيع شركة "يو إس ستيل كورب" إلى شركة "نيبون ستيل كورب"، إذا تم الانتهاء من الصفقة البالغة قيمتها 14.1 مليار دولار بحلول الوقت الذي تولى فيه منصبه. وأضاف معلقاً عن البيع المحتمل: "أعتقد أنه يوصل رسالة مروعة"، قائلاً إن الصلب يمثل مصلحة أمنية وطنية بالغة الأهمية. وأضاف: "هناك شركات معينة يجب أن تمتلكها".


أعرب كل من بايدن وهاريس عن معارضتهما عملية البيع، والتي أصبحت نقطة مهمة في السباق الانتخابي، خاصة في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، حيث يوجد مقر كل من الشركة الأميركية ونقابة عمال الصلب المتحدة، التي تعارض الصفقة أيضاً.


بنك الاحتياطي الفيدرالي


تجنب ترمب سؤالاً حول ما إذا كان سيسعى إلى إقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، لكنه قال إنه يعتقد أنه من العدل أن يتواصل الرئيس مع رئيس البنك المركزي، ليخبره كيف يعتقد أن أسعار الفائدة يجب أن تتغير.


وقال ترمب: "أعتقد أنه إذا كنت رئيساً جيداً للغاية ولديك حس سليم، فيجب أن تتمكن على الأقل من التحدث معه"، مضيفاً أنه لا يعتقد أن الرئيس يجب أن يكون قادراً على فرض التغيير. 


كما سخر ترمب من وظيفة إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقال: "أعتقد أنها أعظم وظيفة في الحكومة". متابعاً: "تذهب إلى المكتب مرة واحدة في الشهر وتقول: دعنا نقول رمي العملة المعدنية، ثم يتحدث الجميع عنك وكأنك إله".


انتقد المرشح الجمهوري مراراً الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه، قائلاً إنهم "أخطأوا" في تحديد التضخم، وأن خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة في سبتمبر، كان خطوة سياسية تهدف إلى تعزيز مكانة هاريس قبل الانتخابات.


قال الرئيس السابق إنه لن يعيد تعيين باول، الذي تنتهي ولايته كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في عام 2026. بإمكان منح الرؤساء المزيد من النفوذ على السياسة النقدية، أن يغير السياسة القديمة التي تسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بتحديد أسعار الفائدة بشكل مستقل عن الاعتبارات السياسية.


تفكك "جوجل"


لم يقل ترمب ما إذا كان يعتقد أن وزارة العدل يجب أن تسعى إلى تفكيك "جوجل" قسراً، قائلاً إنه في حين يعتقد أنه يجب القيام بشيء لجعل محرك البحث "أكثر عدالة"، فقد لا يتطلب الأمر فصل "ألفابت".


وقال ترمب: "ما يمكنك فعله دون تفكيكها، هو التأكد من أنها أكثر عدالة. إنهم يعاملونني بشكل سيء للغاية".


تدرس وزارة العدل ما إذا كانت ستقسم "جوجل" كحل، بعد أن وجد حكم قضائي تاريخي أن الشركة احتكرت سوق البحث عبر الإنترنت.


اشتبك ترمب بشكل متزايد مع "جوجل"، مما يسلط الضوء على نهج أكثر صرامة تجاه شركات التكنولوجيا الكبرى من المحافظين.


في أغسطس، دعا ترمب أنصاره إلى التوقف عن استخدام محرك بحث "جوجل"، في إشارة إلى مزاعم من الملياردير إيلون ماسك وآخرين بأن محرك البحث يتدخل في الجهود المبذولة للعثور على معلومات عن الرئيس السابق.


العمال المهاجرون


مع ذلك، فإن الهجرة هي قضية قد يفرض فيها نهج ترمب تحديات جديدة على الأعمال التجارية، مما يؤدي إلى تفاقم نقص العمالة والتسبب في اضطرابات في الاقتصاد. أعرب بعض قادة الأعمال عن قلقهم من أن خطة ترمب لقمع المهاجرين من شأنها أن تقلص من تجمع العمالة المتاحة، مما يجعل من الصعب توظيف العمال.


وقال ترمب: "أريد أن يأتي الكثير من الناس إلى بلادنا، ولكن أريدهم أن يأتوا بشكل قانوني".


وتعهد الرئيس السابق بإنهاء بناء الجدار على الحدود الجنوبية الغربية، وإعادة فرض حظر على الأشخاص من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين، إذا أعيد إلى البيت الأبيض.


وقد تعرض لانتقادات بسبب لغته، ونشر ادعاءات لا أساس لها من الصحة، بما في ذلك أن المهاجرين الهايتيين في سبرينغفيلد بولاية أوهايو كانوا يأكلون الكلاب والقطط، وأن أورورا بولاية كولورادو اجتاحتها عصابات فنزويلية تروع السكان المحليين. وسعى المسؤولون في تلك المدن إلى دحض ادعاءات ترمب.


العلاقة مع بوتين


رفض ترمب أن يقول ما إذا كان قد تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ ترك منصبه في عام 2021، رداً على سؤال حول الادعاءات الواردة في كتاب جديد للصحفي بوب وودوارد.


قال ترمب: "حسناً، أنا لا أعلق على ذلك، لكنني سأخبرك أنه إذا فعلت ذلك، فهو أمر ذكي". وأضاف: "إذا كنت ودوداً مع الناس، وإذا كانت لدي علاقة مع الناس، فهذا شيء جيد، وليس شيئاً سيئاً".


يستشهد كتاب وودوارد بمساعد للرئيس السابق لم يُذكر اسمه، يشير إلى أنه تحدث إلى بوتين ما يصل إلى سبع مرات منذ ترك منصبه. ووصفت حملة ترمب ادعاء وودوارد بأنه "قصص ملفقة".


دافع ترمب عن العلاقة مع بوتين، قائلاً إن علاقتهما الإيجابية كانت نعمة للولايات المتحدة، وأنه زرع علاقات مع الزعيم الروسي على الرغم من أنه وافق على فرض عقوبات على خط أنابيب "نورد ستريم 2" بين روسيا وأوروبا.


سباق متقارب


كان ترمب وهاريس يكثفان رسائلهما الاقتصادية، وخاصة في الولايات المتأرجحة التي من المرجح أن تحدد انتخابات نوفمبر.


عندما سُئل ترمب عن الولايات التي سيشاهدها ليلة الانتخابات، اقترح أن بنسلفانيا أو ميشيغان - اثنتان من الولايات الثلاث التي تشكل الجدار الأزرق الديمقراطي الحاسم لآمال هاريس - قد تكون حاسمة في النهاية.


قال ترمب، مشيراً إلى بيانات التصويت المبكر: "بناءً على الأصوات التي جاءت حتى الآن، فإننا نبلي بلاءً حسناً للغاية".


أدى دخول هاريس إلى السباق الرئاسي إلى إزالة الكثير من التقدم الذي حققه ترمب عندما كان بايدن على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين، وذلك بفضل زيادة الحماسة للحزب الديمقراطي. ولكن على الرغم من ميزة جمع التبرعات لهاريس، والتي سمحت لها بإغراق موجات الأثير بالإعلانات، وأدائها القوي في المناظرة ضد ترمب، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر أن السباق يشتد مرة أخرى في المرحلة النهائية.


لقد شهد سباق عام 2024 ترسيخ ترمب لقبضته على الحزب الجمهوري، حيث هزم بسهولة منافسيه في الانتخابات التمهيدية، على الرغم من سلسلة من العقبات القانونية التي تشمل كونه أول رئيس أميركي سابق يُدان بارتكاب جناية.


مع ضمان قاعدته، سعى ترمب إلى تعزيز جاذبيته الانتخابية، والتواصل مع الدوائر الانتخابية الديمقراطية الأساسية مثل الناخبين السود واللاتينيين، وكذلك الناخبين من الطبقة العاملة والنساء في الضواحي، الذين يشعرون بالقلق إزاء الحراك الاقتصادي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.