نبض أرقام
11:24 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/04
2024/12/03

كتاب المال .. محاولة للتبحر في تاريخ النقد منذ فجر البشرية

2024/10/12 أرقام

- في تحليل عميق، استعرض أحد الخبراء الاقتصاديين مسيرة المال وتأثيره الشامل على تشكيل الحضارات منذ فجر التاريخ وحتى عصرنا الحالي، مستشهداً بأساطير الملك ميداس ونظريات داروين لتوضيح تلك العلاقة المعقدة.

 

ندرة الكتب الشعبية: الاقتصاد بين التعقيد والتبسيط

 

 

- تسلط الرواية الفيكتورية الضوء بشكل بارز على دور المال، سواء بوصفه وسيلة للثراء والرخاء أو كسبب للفقر والديون، مما يجعله محورًا أساسيًا في حبكاتها وأحداثها.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- كما تصدرت المؤامرات المالية -من الوصايا والمخططات الاحتيالية- المشهد في الرواية الفيكتورية، مما يشير إلى أهمية المال كمحفز للأحداث وتشويق القارئ.

 

- على النقيض من ذلك، تفتقر المكتبات إلى الكتب الاقتصادية التي تبسط مفاهيم المال والاستثمار، فالعمل النظري لــ "جون ماينارد كينز"، "النظرية العامة للعمالة والفائدة والمال"، يُعد من أصعب الكتب الاقتصادية.

 

- ولا يختلف الأمر كثيراً مع كتاب آدم سميث "ثروة الأمم"، حتى الكتاب الحديث لتوماس بيكيتي "رأس المال في القرن الحادي والعشرين"، الذي لاقى رواجاً واسعاً، يظل عملاً أكاديمياً متعمقاً.

 

- ويعود السبب في ندرة الكتب الاقتصادية المشوقة إلى أن معظم الاقتصاديين يفضلون اللغة التقنية المعقدة على الأسلوب السلس الواضح.

 

الاقتصاد بلمسة سردية: رؤية "ماكويليامز" للمال

 

- وهنا يستحق "ديفيد ماكويليامز" كل الإشادة على محاولته الشجاعة في سرد حكاية البشرية بأكملها، من فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، مستخدمًا المال خيطًا ناظمًا لسرديته.

 

- يجزم المؤلف بثقة أن قصة المال هي في الحقيقة قصة حياتنا نحن، ويذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن الكتابة نفسها وُلدت من رحم هذا الابتكار العظيم، فكان المال أولى الأفكار التي سطرتها الأقلام.

 

- رغم أن الحجة المطروحة ليست مقنعة بشكل كامل، إلا أن مؤلف الكتاب، "ديفيد ماكويليامز" - الخبير الاقتصادي السابق في البنك المركزي الأيرلندي - يتمتع بأسلوب كتابي سلس ومقنع.

 

- وقد نجح في إضفاء روحٍ حية على موضوع اقتصادي جاف من خلال سرد مجموعة متنوعة من الحكايات، بعضها مألوف لدى القارئ المتابع، وبعضها الآخر مثير للدهشة كليًا.

 

- فمن منا كان يعلم مثلاً أن نظرية "داروين" للتطور قد تأثرت بعمق بأفكار الاقتصادي "توماس مالتوس" حول السكان؟

 

- كما يقدم الكتاب قراءة جديدة ومثيرة للاهتمام لرواية "الساحر أوز"، حيث يربطها بالصراعات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر.

 

- وتُعد قصة محاولة هتلر تدمير الاقتصاد البريطاني عن طريق تزييف العملة واحدة من أبرز الأمثلة على مدى قدرة الأحداث التاريخية على أن تكون مادة خصبة للسرد القصصي.

 

- تنتقل الرواية بانسيابية بين حقبات تاريخية متباعدة، ابتداءً من الأساطير اليونانية ممثلة في شخصية الملك ميداس وانتهاءً بالقرن العشرين.

 

- ومع أن هذا التنقل الزمني يثري العمل، إلا أن بعض الروابط التاريخية تبدو مفتعلة وغير مدعمة بشكل كافٍ.

 

- إلى جانب ذلك، توجد ملاحظات نقدية محدودة، كان من الممكن التوسع في المقارنة بين الثورة الحداثية في الفن والأدب وبين نظيرتها الاقتصادية التي قادها كينز، وذلك لتسليط الضوء على التفاعلات المتبادلة بين المجالين.

 

- تقدم الفصول الافتتاحية للقارئ تحليلًا عميقًا للأزمات المالية التاريخية، مما يوفر سياقًا أوسع لفهم الأحداث المعاصرة.

 

- كما يسلط الكتاب الضوء على التحديات التي تواجه أي محاولة لتبسيط تاريخ التطور المالي، ويؤكد على تعدد العوامل التي تشكل الأنظمة الاقتصادية.

 

- في ختام هذا الاستعراض، يظهر بوضوح أن المال لم يكن مجرد وسيلة اقتصادية بل خيطًا ناظمًا لتطور الحضارات وأحداث التاريخ.

 

- عبر قرونٍ من التحولات المالية والاجتماعية، نجحت الأعمال الأدبية والاقتصادية في تصويره بطرق متباينة، تراوحت بين كآبة الفقر وفساد الثراء.

 

- ورغم أن الكتب الاقتصادية الشعبية تظل نادرة وصعبة الفهم، يبقى هناك أمل في أن يتواصل السعي نحو تبسيط المفاهيم المالية لجمهور أوسع.

 

- وبينما ينجح "ديفيد ماكويليامز" في إضفاء روح سردية شيقة على هذا الموضوع الجاف، تبقى الحاجة إلى عمق تحليلي أكبر للتفاعل مع تعقيدات التاريخ الاقتصادي واضحة.

 

المصدر: الجارديان

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.