أتاحت المناظرة الرئاسية التي أجريت بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في انتخابات هذا العام فرصة سانحة أمام "تيم والز" و"جيه ديفيد فانس" لإلقاء اللوم على كل من "دونالد ترامب" و"كامالا هاريس" في المشاكل التي تواجهها البلاد.
وجه "والز" المرشح الديمقراطي الذي سيتولى منصب نائب رئيس البلاد حال فوز "كامالا هاريس" اللوم مرارًا وتكرارًا في وضع البلاد اليوم على السنوات الأربعة في ولاية "ترامب" الأولى.
بينما أشار المرشح الجمهوري "فانس" – الذي سيكون نائب الرئيس إذا عاد "ترامب" للبيت الأبيض - إلى "هاريس" باعتبارها المسؤول الرئيسي عن المشاكل التي تواجهها البلاد.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والأخبار عن الانتخابات الأمريكية 2024
ورغم اللحظات المتوترة التي شهدتها المواجهة التي عقدت مساء الثلاثاء إلا أنها ربما تكون شهدت النقاش الأكثر تحضرًا في حملة انتخابات هذا العام، لأن الطرفين اتفقا خلالها على بعض النقاط رغم الاختلافات الجوهرية في موضوعات أخرى.
وقبل خمسة أسابيع تقريبًا من يوم الانتخابات، قال "فانس" خلال المواجهة التي استضافتها شبكة "سي بي إس نيوز": إذا كان "تيم والز" هو نائب الرئيس القادم، فسوف أدعو له وأتمنى له كل التوفيق، وسأقدم له المساعدة متى أراد.
الهجرة
اختلف الخصمان في أول مناظرة بينهما في الرأي حول الهجرة والاقتصاد والصراع الدولي وغيرها من القضايا الرئيسية، واستمر النقاش حتى تساءل "والز" – البالغ من العمر 60 عامًا - بشكل مباشر عما إذا كان "ترامب" قد خسر انتخابات 2020، لكن رد عليه خصمه: أنا أركز على المستقبل.
أدعى "فانس" – البالغ من العمر 40 عامًا - أن سياسات الهجرة خلال إدارة "بايدن-هاريس" الحالية دمرت حياة المواطنين في سبريغفيلد في أوهايو، قائلاً: أشعر بقدر كبير من القلق بشأن الأشخاص في سبرينغفيلد، المواطنون الأمريكيون الذين دمرت فكرة الحدود المفتوحة الخاصة بـ "هاريس" حياتهم.
وأضاف: إنه لأمر مخز يا "تيم"، وأعتقد أنني أتفق معك بالفعل، أعتقد أنك تريد حل هذه المشكلة، لكنني لا أعتقد أن "هاريس" تريد ذلك.
وخلال تبادلهما الآراء بشأن قضية الهجرة، أشار "والز" إلى تعهد "ترامب" بجعل المكسيك تدفع ثمن الجدار الحدودي وانتقده قائلاً: كان أمامه أربع سنوات للقيام بذلك، ووعد أمريكا بمدى سهولة ذلك.
تغير المناخ
وصف "فانس" إعصار "هيلين" الذي ضرب البلاد – وأودى بحياة أكثر من 100 شخص - بأنه مأساة إنسانية لا توصف، وعندما سُئل عن كيفية تعامل إدارة "ترامب" المحتملة مع تغير المناخ، تحدث عن جلب التصنيع للبلاد دون تقديم خطة سياسية.
بينما أشار "والز" إلى أن "ترامب" وصف تغير المناخ بأنه خدعة، وأكد على الجهود المبذولة في ظل إدارة "بايدن-هاريس" على الاستثمار في الطاقة الشمسية والوظائف الخضراء.
إقرار بالخطأ
كان "فانس" معروفًا من قبل بانتقاداته الكثيرة لـ "ترامب" قبل أن يتحالف معه، ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي رسائل خاصة أعرب خلالها عن شكوكه بشأن الرئيس الأمريكي السابق في عام 2020.
وانتقد في تلك الرسائل "ترامب" وكتب فيها: "فشل "ترامب" تمامًا في تحقيق شعبويته الاقتصادية"، كما توقع خسارته أمام "بايدن".
وجهت المنسقة المشاركة "مارجريت برينان" تساؤلاً للسيناتور عن ولاية أوهايو بخصوص تلك الرسائل، لكنه أجاب: عندما ترتكب خطأ، عندما تخطئ في الحديث، عندما تخطئ في شيء وتغير رأيك، يجب أن تكون صادقًا مع الشعب الأمريكي بشأن ذلك، كنت مخطئًا بشأن "دونالد ترامب".
وأضاف: كنت متمسكًا للغاية برأيي بأن هناك الكثير من الأمور التي كان بوسعنا القيام بها بصورة أفضل في إدارة "ترامب" في الجولة الأولى إذا كان الكونجرس يقوم بوظيفته، وأعتقد بشدة أن الكونجرس ليس مجرد مجتمع راق للمناظرة، ليس مجرد منتدى لأعضاء مجلس الشيوخ والنواب للتذمر بشأن المشاكل.
تعليقات على المناظرة
جاءت المناظرة - والتي تعد الأخيرة المجدولة حتى الآن قبل يوم الانتخابات – في ظل احتدام السباق الرئاسي بشدة، لكن بالنسبة للمواطنين في أمريكا، فكانت فرصة جيدة للتقييم والمقارنة بين المرشحين وسماع آراء كل من الحزبين في نفس الوقت.
ووصفت أغلب التعليقات المناظرة - التي استمرت 90 دقيقة - بأنها اتسمت باللباقة والود من الطرفين، حتى رغم الاختلافات والانتقادات التي وجهها كل منهما للمرشحين للرئاسة.
تابع "ترامب" المناظرة واتهم المنسقين بتفضيل "تيم والز"، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": يقوم "جيه دي" بعمل رائع، مستوى ذكاء مختلف عن "تيم"، وانتقد "والز" أيضًا لتدوينه للملاحظات.
واعترض على قيام المنسقين بإدراج بيانات عن تغير المناخ، قائلاً: إنها تكرار آخر للأخبار المزيفة التي تسيء للمرشح الجمهوري، ومحاولة لدفع الديمقراطي البائس لعبور خط النهاية، لكن هذا لا يهم لأن الجمهور يرى الأمر على حقيقته "أخبار مزيفة".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" بعد انتهاء البث مباشرة إلى أن 42% من المشاهدين شعروا بأن "فانس" فاز في المناظرة، مقارنة بنسبة 41% رجحوا فوز "والز"، بينما وصفها 17% بالتعادل.
المصادر: أرقام - إن بي سي – بي بي سي - سي بي إس نيوز - وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}