توصلت دراسة أعدتها "ماكينزي آند كومباني" إلى أن 70% من الشركات تفشل في الاستفادة من التقنيات الجديدة، الأمر الذي يستدعي فهم أسباب هذا الفشل، خاصة في ظل التطورات الفائقة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الـبلوكتشين.
والملاحظ أن الأمر لا يتعلق بضعف استثمارات الشركات في التحول نحو التقنيات الجديدة، إذ أشار مصرف "جولدمان ساكس" في وقت سابق من العام الجاري إلى أن الشركات أنفقت تريليون دولار على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لكن المعضلة تكمن في أن هذا الكم من الاستثمارات لم يُسفر عن تحولات كبيرة بنفس القدر.
ذكر رجل الأعمال "كريس ديكسون" في كتاب بعنوان "اقرأ واكتب بنفسك: بناء العصر التالي للإنترنت"، أن الشركات تستخدم التكنولوجيا الجديدة في بداية الأمر لمجرد إنجاز أعمال تقليدية لكن بسرعة أكبر، أو بجهد أقل، أو بجودة أعلى.
لكن سبل الاستخدام تتطور بمرور الزمن لتشمل الاستفادة من التكنولوجيا في إنتاج أو تنفيذ أشياء لم تكن موجودة من قبل، وفي مثال على ذلك، عندما شرعت شركات التقنية في تطوير أجهزة الحاسوب، أطلقت على واجهة المستخدم اسم "سطح المكتب" لتحاكي المكاتب الملموسة في العمل.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
في حين باتت التكنولوجيا تُستخدم اليوم في جوانب لم تكن لتخطر على بال إنسان لكنها بسيطة في الوقت ذاته، مثل مسح رموز "كيو آر كود" بواسطة الجوالات في المطاعم للاطلاع على قائمة الطعام بدلاً من طباعة نسخ ورقية منها.
ومن هذا المنطلق يمكن استنباط عاملين أساسيين بالنسبة لتطور استخدام التكنولوجيا بصفة عامة، واستفادة الشركات منها بشكل خاص، الأول هو الزمن، حيث يستغرق التأقلم مع التقنيات الجديدة، ومعرفة مدى قدراتها، والجوانب التي يمكن أن تساعد فيها؛ مدة من الوقت.
أما العامل الثاني فهو المرونة، لأنها تساعد على التفكير في أوجه القصور التي تعانيها الأعمال، وعدم التعامل معها على أنها مسلمات أو ثوابت لا يمكن التغلب عليها.
ومن ثم تدفع مرونة التفكير الشركات إلى تجربة سبل جديدة لتنفيذ العمليات التي تعتريها بعض أوجه القصور اعتماداً على الابتكارات، والخطط المحسنة، والتقنيات الحديثة.
وفي تطبيق عملي على ذلك، كانت تجربة تسوية المدفوعات بواسطة تقنيات التكنولوجيا الحيوية في بعض متاجر سلسلة "هول فودز ماركت" التابعة لـ "أمازون"، إذ اعتمدت الشركة الأمريكية على تكنولوجيا مسح راحة اليد لإجراء معاملة الدفع بدلاً من اضطرار العميل إلى إخراج بطاقة الائتمان لتنفيذ العملية، الأمر الذي نتج عنه تجربة تسوق أكثر سرعة ويسراً.
المصدر: بروجكت سيندكيت
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}