قال كبير خبراء الاقتصاد في مجموعة البنك الدولي، إن البلدان ذات الدخل المنخفض تحتاج إلى جذب الاستثمار، وعندما تتحول إلى دول ذات دخل متوسط، تحتاج لضخ التكنولوجيا الخارجية في أسواقها المحلية، قبل أن تصل لمرحلة الإبداع والابتكار، وعندها تحقق الثراء.
وأوضح أن التزام البلدان النامية بالنهج القديم في التنمية يعوق وصولها إلى تصنيف الدخل المرتفع بحلول منتصف هذا القرن، ووفقاً للاتجاهات الحالية، سوف يستغرق الأمر من الصين 11 عامًا للوصول إلى ربع دخل الفرد في الولايات المتحدة، وسوف يستغرق الأمر من إندونيسيا 69 عامًا والهند 75 عامًا.
وأضاف "إندرميت جيل" في تقرير الإثنين، أن النمو الاقتصادي في البلدان النامية يميل إلى الاستقرار أثناء مرحلة الدخل المتوسط، وهو ما يسميه البنك الدولي "فخ الدخل المتوسط"، فمنذ عام 1970 لم يتجاوز متوسط دخل الفرد في البلدان متوسطة الدخل 10% من نظيره في الولايات المتحدة.
ومنذ عام 1990 لم يتمكن سوى 34 اقتصادًا من الانتقال من الدخل المتوسط إلى الدخل المرتفع ــ وأكثر من ثلث هذه الاقتصادات كانت مستفيدة إما من التكامل مع الاتحاد الأوروبي أو من النفط الذي لم يُكتشف من قبل- ويبلغ عدد سكان هذه الاقتصادات نحو 250 مليون نسمة.
وأشار "جيل" إلى أن البلدان متوسطة الدخل - البلدان التي يبلغ دخل الفرد السنوي فيها ما بين 1150 دولاراً و14 ألف دولار- أصبحت حاليًا موطناً لنحو 6 مليارات نسمة، ونحو ثلثي أولئك الذين يعانون من الفقر المدقع، وهي تنتج نحو 40% من الناتج الاقتصادي العالمي.
وتبرز كوريا الجنوبية في الفئات الثلاث: جذب الاستثمارات، ثم تبنّي التكنولوجيا الأجنبية، والإبداع، وفي حين بلغ دخل الفرد السنوي 1200 دولار فقط في عام 1960، إلا أنه بحلول نهاية عام 2023، ارتفع إلى 33 ألف دولار، ولم تتمكن أي دولة أخرى من تحقيق مثل هذا الأداء.
واختتم بأن أهداف البلدان النامية للتحول لاقتصادات متقدمة - الصين بحلول عام 2035، وفيتنام بحلول عام 2045، والهند بحلول عام 2047- تظل بعيدة المنال، طالما تمسكت بنهج من القرن الماضي: سياسات تركز بشكل كبير على جذب الاستثمار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}