- يخوض مراسل الشؤون الاقتصادية العالمي لصحيفة نيويورك تايمز، رحلة استثنائية لسبر أغوار سلسلة التوريد العالمية – والكشف عن كل مسارات التصنيع والنقل التي تتيح وصول المنتجات إلى باب منزلك.
- كما يسلط الضوء على منطق الأعمال الذي لا يرحم والذي ترك المجتمعات المحلية تحت رحمة شبكة معقدة وهشة لسد احتياجاتها الأساسية.
- في كتابه "كيف نفد كل شيء من العالم"، يوضح بيتر إس جودمان كيف تسببت الجائحة في إحداث فوضى في سلاسل التوريد، وعبر عن رفضه للاستعانة بمصادر خارجية والإنتاج في الخارج والإنتاج حسب الطلب.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- وهو يجادل بأن التأخير في التسليم ورفوف البيع بالتجزئة الفارغة وقت الجائحة بين عامـيْ 2021 و2022 كان نتيجة لممارسات معيبة استمرت لسنوات بهدف خفض التكاليف وزيادة الأرباح عن طريق نقل الإنتاج إلى الخارج.
- وهو يتساءل كيف يمكن لأغنى دولة في العالم أن تنفد منها معدات الوقاية في خضم كارثة صحية عامة؟ وكيف يجد الآباء أنفسهم غير قادرين على العثور على لبن الأطفال الرضع الذي يحتاجون إليه بشكل مُلح؟ وكيف تنفق أكبر الشركات مليارات الدولارات في صناعة سيارات لا يستطيع أحد قيادتها بسبب نقص الرقائق؟
- سلطت السنوات القليلة الماضية الضوء بشكل جذري على مدى تعقيد وهشاشة سلسلة التوريد العالمية، عندما تكدست السفن الضخمة في عرض البحر، وامتلأت المستودعات عن آخرها، وتعطّـلت شاحنات التوصيل.
- وكانت النتيجة نقصًا حادًا في كل شيء، بدءًا من حبوب الإفطار إلى الأجهزة الطبية، ومن السلع غير الضرورية إلى الضروريات التي تنقذ الحياة.
- وفي حين أن حجم صدمة الجائحة كان غير مسبوق، إلا أنه أكد على الحقيقة المثيرة للقلق والمتمثلة في أن النظام كان عرضة للانهيار الفوضوي طوال الوقت، ولا يزال كذلك.
- لقد أصبح نظام سلسلة التوريد العالمية لدينا على شفا الانهيار المستمر، بعد أن تعرض للتخريب بسبب المصالح المادية وفقدان الشفافية في الأسواق وتدهور ظروف العمل للعاملين المكلفين بتشغيله.
- يكشف جودمان عن النظرة الداخلية لسلسلة التوريد والعوامل التي أدت إلى ضعفها المستمر والخطير.
- تأخذ تقاريره القراء إلى عمق النظام المعقد، حيث تعرض انتصارات وتحديات الأطراف التي تديره - من المصانع في آسيا ومزارع اللوز في شمال كاليفورنيا إلى مجموعة من عمال السكك الحديدية المضربين في تكساس وسائق شاحنة يرافقه جودمان عبر مئات الأميال من السهول الكبرى.
- من خلال قصصهم، ينسج جودمان حجة قوية لإصلاح سلسلة التوريد لتصبح موثوقة وقوية حقًا، مطالبًا بإعادة تحرير الاتفاقية بين العمالة والمساهمين، وبذل اهتمام أكبر بكيفية الحصول على الأشياء التي نحتاجها.
- يُظهر غلاف كتابه رسمًا كاريكاتوريًا للكرة الأرضية مع مصانع ضخمة وناطحات سحاب ومنازل، وهناك مسطح مائي بين قارتين وتبحر بينهما سفن الحاويات، في حين تحلق طائرة صغيرة تحمل لافتة عليها عبارة "داخل سلسلة التوريد العالمية".
- ورغم أنه من غير المرجح أن يتم تفكيك سلسلة التوريد العالمية، فإن أيديولوجية العولمة تتعرض للهجوم عمليًا وسياسيًا.
- إن رد الفعل العنيف ضد العولمة خلق شوقًا مفرطًا لصورة ذهنية للماضي، هل حقًا نفتقد الأيام التي كانت فيها السيارات المستوردة قليلة وكان الابتكار يعني بناء سيارات أكبر حجماً؟
- هل يجب أن نعود إلى الثمانينيات الهادئة، عندما حافظت التعريفات الجمركية المرتفعة على الملابس المستوردة على وظائف نصف مليون عامل كانوا يكسبون لقمة عيشهم في مصانع التفصيل والخياطة؟
- يزعم جودمان أن الأزمة كشفت عن هشاشة النظام الذي اعتمد لسنوات على التصنيع "في الوقت المناسب"، الأمر الذي أدى إلى تقلص المخزونات لدى كبار تجار التجزئة مثل أمازون وولمارت كما تقلص عدد الموردين والعمالة.
- كما يقول جودمان، "نجح" هذا النظام في تخفيض الأسعار للمستهلكين وزيادة حصة السوق لهذه الشركات العملاقة.
- عندما ضربت الجائحة البلاد، لم يتمكن المصنعون ذوو المخزون المنخفض من التعامل مع مزيج من الطلب المتزايد وعدد أقل من العمال، في حين تمكن بعض الوسطاء، مثل شركات الشحن العالمية وتغليف اللحوم، من تحقيق الربح.
- يُعد جودمان من أحد أكثر الصحفيين الاقتصاديين احترامًا اليوم، وكتابه بمثابة نظرة ذكية وغنية بالمعلومات حول كيفية عمل سلسلة التوريد الخاصة بنا، ولماذا يُعد إصلاحها أمرًا بالغ الأهمية - ليس فقط لتجنب الخلل في حياتنا اليومية، ولكن أيضًا لحماية مصير ثرواتنا العالمي.
المصدر: نيويورك تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}