نبض أرقام
06:48 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

رغم المشهد المليء بالتحديات .. هل يُمكن للصين الوصول للاكتفاء الذاتي في صناعة الرقائق؟

2024/06/07 أرقام

تصاعدت التوترات العالمية المتعلقة بتكنولوجيا أشباه الموصلات في السنوات الأخيرة، وأصبحت الصين تُبحر في مشهد مليء بالتحديات في سعيها إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بصناعة أشباه الموصلات.

 

وفي عام 2023، وسعت الولايات المتحدة قائمة أدوات صناعة الرقائق المحظور بيعها للصين، ما شكل عقبة كبيرة أمام البلاد وصعب وصولها إلى التقنيات المتقدمة، إلى جانب إلغاء الحكومة الهولندية ترخيص تصدير الآلات المتطورة، ما أدى لمنع "إيه إس إم إل" من البيع للصين، وفرضت اليابان أيضًا قيود على التصدير على مختلف المعدات المستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات.

 

وبالفعل أثرت التطورات الأخيرة في ضوابط التصدير من قبل لاعبين رئيسيين بشكل كبير على قدرة الصين على الوصول إلى معدات صناعة الرقائق المتقدمة، وبالتالي اضطرت لزيادة جهودها المحلية لتعزيز قدرتها، ولم يؤدِّ ذلك إلى تعزيز تصنيع أشباه الموصلات المحلي في الصين فقط بل حفز أيضًا نموًا ملحوظًا لدى موردي الأجزاء والمكونات.

 

ويُنظر لأشباه الموصلات باعتبارها تكنولوجيا مستقبلية حيوية وضروية للتقنيات الخضراء والرقمية، كما أنها أساسية للذكاء الاصطناعي.

 

ومن المتوقع تجاوز إيرادات صناعة أشباه الموصلات العالمية مستوى تريليون دولار بنهاية العقد الحالي، وفقًا لتقديرات الشركة الاستشارية "إنترناشونال بيزنس ستراتيجيز".

 

 

المبيعات العالمية لمعدات تصنيع أشباه الموصلات

 

تراجعت المبيعات العالمية لمعدات تصنيع أشباه الموصلات بنسبة 1.3% إلى 106.3 مليار دولار في عام 2023، من المستوى القياسي البالغ 107.6 مليار دولار في 2022، حسب بيانات رابطة الصناعة التي تمثل سلسلة توريد تصميم وتصنيع الإلكترونيات العالمية SEMI.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

وشكلت الصين وكوريا وتايوان المراكز الثلاثة الأولى من حيث الإنفاق على معدات الرقائق في العام الماضي، بما يشكل 72% من السوق العالمية، مع بقاء الصين أكبر سوق لمعدات أشباه الموصلات في العالم مع تسارع وتيرة الاستثمارات بها بحوالي 29% على أساس سنوي.

 

أكبر أسواق معدات أشباه الموصلات في العالم خلال 2023          

المنطقة

الإنفاق على معدات الرقائق (مليار دولار)

الصين

36.6

كوريا

19.94

تايوان

19.62

أمريكا الشمالية

12.05

اليابان

7.93

أوروبا

6.46

بقية العالم

3.65

 

جهود واسعة النطاق

 

بالفعل جمعت الصين 48 مليار دولار في أحدث جولة تمويلية لصندوق لأشباه الموصلات يهدف لتعزيز قدرتها على صناعة الرقائق، إلى جانب الجولتين السابقتين البالغة قيمتهما الإجمالية 50 مليار دولار تقريبًا.

 

وهناك حملة محلية واسعة النطاق في الصين لاستئصال التكنولوجيا الأمريكية في الصين باسم "Delete A" والتي تسارعت في السنوات الأخيرة مع تصاعد الصراع بين أكبر اقتصادين في العالم على الهيمنة على تكنولوجيا الجيل التالي.

 

 

وأضافت الولايات المتحدة "إس إم آي سي" SMIC لقائمتها السوداء للصادرات الأمريكية في ديسمبر 2020، وهو ما يعني أن الشركات التقنية الأمريكية تحتاج لموافقة واشنطن لبيع أدواتها للشركة الصينية، ما دفع الأخيرة لتسريع جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

 

وكنموذج على الجهود الصينية على صناعة الرقائق بأدوات محلية، تعمل "إس إم آي سي" في مرفق تابع لها في الضواحي الصناعية لبكين على دمج معدات إنتاج أشباه الموصلات المحلية بقوة في خط التصنيع الخاص بها، وتسعى أيضًا لتقليص اعتمادها منذ فترة طويلة على الأدوات الأمريكية الرائدة في الصناعة، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال" عن مصادر على دراية بالأمر.

 

وأوضحت المصادر أن الأدوات المحلية المستخدمة في خط الإنتاج تشمل أدوات من صنع شركات رائدة في صناعة أشباه الموصلات مثل "نوارا تكنولوجي جروب" و"إيه إم إي سي"، و"إيه سي إم ريسيرش".

 

ولكن مشروع "إس إم آي سي" لا يزال يضم بعض الأدوات الأمريكية ومعدات أخرى من خارج الصين، لذلك يرى الخبراء أن الدولة أمامها طريق طويل لتقليص اعتمادها على التقنيات الأجنبية وخاصة تلك اللازمة لإنتاج الرقائق المتقدمة.

 

ومن المتوقع أن يكون مسار الصين نحو الاكتفاء الذاتي صعبًا بصورة متزايدة مع تقدم تقنيات الرقائق، وحتى تصل لتلك المرحلة بشكل حقيقي فإنها ليست بحاجة لمعدات محلية الصنع فقط بل عليها أيضًا التأكد من أن المكونات الموجودة داخل تلك المعدات المحلية يتم إنتاجها داخل حدود البلاد.

 

المصادر: وول ستريت جورنال -  موقع SEMI

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.