سجلت صادرات كوريا الجنوبية بداية قوية في مستهل الربع الثاني من العام، حسب بيانات التجارة الأولية لشهر أبريل، مما عزز توقعات النمو الاقتصادي في البلاد.
ارتفعت قيمة الصادرات بنسبة 11.1% مقارنة بالعام السابق في أول 20 يوماً من الشهر الجاري، وفقاً للبيانات الصادرة يوم الاثنين عن مكتب الجمارك. فيما صعدت الواردات بنسبة 6.1%، مما أسفر عن عجز تجاري قدره 2.6 مليار دولار.
تصدر كوريا الجنوبية بيانات التجارة في وقت مبكر عن معظم الدول، وهي واحدة من أكبر مصنعي منتجات التكنولوجيا الفائقة في العالم، مما يجعل أداءها مؤشراً رئيسياً لاتجاهات التجارة العالمية الأوسع نطاقاً.
وأدى الذكاء الاصطناعي والتطورات الأخرى التي تعتمد على التكنولوجيا إلى تحول شركات البلاد للاعبين رئيسيين في شبكات التجارة العالمية، كما ارتفعت أرباح شركة "سامسونغ إلكترونيكس" في الربع الأول، بعدما بدأت أقسام أشباه الموصلات والهواتف الذكية في تحقيق تقدم كبير.
وواصلت شحنات أشباه الموصلات قيادة النمو في صادرات البلاد خلال أبريل، حيث ارتفعت بنسبة 43% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقاً لمكتب الجمارك.
صادرات التكنولوجيا الكورية
تشكل منتجات التكنولوجيا حصة كبيرة من القوة الصناعية لكوريا الجنوبية، ومن المرجح أنها ساعدت في دعم الاقتصاد خلال فترة فتور الاستهلاك. ومن المقرر أن يصدر بنك كوريا المركزي إحصاءات النمو الاقتصادي للربع الأول يوم الخميس. ويتوقع الاقتصاديون تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 2.5% على أساس سنوي.
كما انتشر زخم الصادرات في دول آسيوية أخرى كذلك، حيث تحتضن المنطقة مصانع المكونات المتقدمة للمنتجات الاستهلاكية ذات التقنية العالية.
انتعاش عالمي أوسع نطاقاً
قال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في بنك "إتش إس بي سي" عبر مذكرة: "في بداية الأمر، أدى الطلب المتزايد على الأجهزة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى دفع الصادرات لمنتجين واقتصادات بعينها. لكن الآن، يتسع نطاق انتعاش التجارة".
لكن ورغم أن الطلب على أشباه الموصلات شكَّل مصدراً رئيسياً لزخم صادرات كوريا الجنوبية، فإن انتشار الانتعاش بصورة أكبر سيعتمد على كيفية أداء الشركات الأخرى التي تساهم في سلاسل التوريد العالمية، جنباً إلى جنب مع الاقتصاد الصيني.
وأظهرت بيانات مكتب الجمارك أن الصادرات إلى الصين ارتفعت بنسبة 9% في أول 20 يوماً من أبريل، وهو تحسن مقارنة بالفترة نفسها من مارس الماضي. كما زادت الصادرات الكورية الجنوبية إلى الولايات المتحدة بنسبة 22.8% على أساس سنوي منذ بداية هذا الشهر وحتى الآن.
رياح عكسية تهدد الصادرات الكورية
التوترات الجيوسياسية والشكوك المحيطة بالسياسة النقدية الأميركية قد تؤثر سلباً على التجارة في كوريا الجنوبية من خلال الإضرار بالوون. ولامس الوون لفترة وجيزة مستوى مؤثراً عند 1400 وون لكل دولار في الأسبوع الماضي، مع انحسار الرهانات على خفض الفيدرالي أسعار الفائدة، كما أدت توترات الشرق الأوسط إلى تقليل شهية المستثمرين إلى المخاطرة.
ختاماً، ورغم أن ضعف الوون قد يساعد في زيادة أرباح بعض المصدرين، إلا أنه يشكل تحديات أمام الشركات التي تعتمد على المواد الخام المستوردة في تصنيع منتجاتها. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التضخم المحلي، لأن كوريا الجنوبية تستورد معظم احتياجاتها من الطاقة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}