تراجعت صادرات الصين إلى روسيا في مارس، في أول انخفاض على أساس سنوي منذ منتصف عام 2022، وسط تهديدات أميركية متزايدة بالانتقام من بكين إذا ساعدت منتجاتها موسكو في غزو أوكرانيا.
قد يتحدث الرئيس فلاديمير بوتين عن الحاجة إلى تعزيز حجم التجارة في محادثاته مع الزعيم الصيني شي جين بينغ عندما يزور الصين الشهر المقبل، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة القضايا الداخلية، موضحاً أن روسيا تعتبر التباطؤ مؤقتا.
انخفضت صادرات الصين إلى روسيا بنسبة 16% تقريباً في مارس مقارنة بشهر المقابل من العام السابق، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية. يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه روسيا صعوبات متزايدة في المدفوعات الدولية بشكل عام، وسط خطر متزايد من فرض عقوبات ثانوية أميركية على البنوك والشركات المتهمة بمساعدة موسكو في غزو أوكرانيا.
لم يستجب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لطلب التعليق.
تأثير العقوبات على روسيا
سجلت التجارة بين روسيا والصين رقماً قياسياً بلغ 240 مليار دولار العام الماضي، مدفوعة بواردات الصين من النفط الروسي وصادرات السيارات والمعدات الصناعية والإلكترونيات.
وتتعثر تجارة تركيا مع روسيا أيضاً تحت ضغط العقوبات، مما أدى إلى ضرب خط إمداد رئيسي لموسكو تقول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إنه يغذي آلتها الحربية.
تُظهر بيانات بنك روسيا أن إجمالي ما استوردته روسيا في مارس تقلص بنسبة 18% مقارنة بالشهر المقابل من العام الماضي.
وقال ألكسندر إيساكوف، المختص بالاقتصاد الروسي في "بلومبرغ إيكونوميكس"، إن الإشارة الأميركية القوية إلى مخاطر العقوبات الثانوية المرتبطة بروسيا "تعني أن التسوية التجارية تستغرق وقتاً أطول، ويتعين على المستوردين الروس الاعتماد بشكل متزايد على دول في آسيا الوسطى لتسهيل هذه التجارة".
أعلنت موسكو وبكين عن صداقة "بلا حدود" ساعدت روسيا حتى الآن على تجاوز العقوبات الدولية غير المسبوقة منذ أمر بوتين بغزو فبراير 2022. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الجانبين اتفقا على العمل على "التصدي المزدوج" للولايات المتحدة وحلفائها خلال محادثات مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين الأسبوع الماضي.
تهديدات أميركا للصين
زارت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الصين الأسبوع الماضي، وحذرت من "عواقب وخيمة" على البنوك والمصدرين الصينيين إذا عززوا القدرة العسكرية الروسية، قائلة إنهم "سيعرضون أنفسهم لخطر العقوبات الأميركية" إذا فعلوا ذلك.
جاء ذلك بعد أيام من قيام الرئيس الأميركي جو بايدن بالتعبير عن مخاوفه بشأن "دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية" خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس شي.
في ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الخزانة أنها ستفرض عقوبات ثانوية على البنوك التي تسهل الصفقات التي تشتري فيها روسيا أشباه الموصلات والمحامل الكروية وغيرها من المعدات اللازمة لجيشها، حتى لو لم تكن على علم بأنها تفعل ذلك.
استجابة صينية حذرة
قالت مصادر مطلعة في يناير الماضي إن البنوك الصينية المملوكة للدولة شددت القيود على تمويل العملاء الروس بعد أن سمحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات ثانوية.
وقال ألكسندر غابويف، مدير مركز "كارنيغي" لمنطقة روسيا وآسيا الوسطى: "يظهر هذا أن بعض الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لها تأثير مدمر، لكن من السابق لأوانه معرفة مدى استمراريتها". و"النتيجة الأكثر ترجيحاً هي أن الصينيين سيكونون أكثر حذراً".
بدأت البنوك الصينية في أواخر شهر مارس منع المدفوعات من الشركات الروسية التي تشتري مكونات للتجميع الإلكتروني، حسبما ذكرت صحيفة "كوميرسانت" يوم 4 أبريل، نقلاً عن مشاركين في السوق بروسيا.
وذكرت الصحيفة أن مشاكل تحويل الأموال لتسوية الفواتير بدأت تؤثر على مستوردي السلع الإلكترونية الصينية في ديسمبر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}