لا شكّ أن متابعة التطورات السياسية والأخبار والأحداث العالمية، خاصةً في هذه الأيام، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتنا العقلية.
تقول كاثرين مانينغ، التي تتمتع بخبرة تزيد على 25 عامًا في التعامل مع الضغوط في مكان العمل، إن الصدمات النفسية أضحت بمثابة الهواء الذي نتنفسه في عشرينيات القرن الحالي.
بدءًا من جائحة كورونا وحتى الحرب في غزة، يمكن أن تسبب الأحداث صدمة غير مباشرة للمشاهد وشعوراً بالتعب والإرهاق.
الأمر الذي قد يكون له تداعيات سلبية على إنتاجية الموظف وحالته المزاجية، فإذا كنت تشعر بأن إنتاجيتك ومزاجك يتأثران، فأنت لست وحدك.
تقول مانينغ إننا لن ننجح في دعم الآخرين إذا لم نعتنِ بأنفسنا، وبالتالي صار لزامًا علينا في خضم الأحداث الجارية، أن نجد طريقة للاعتناء بأنفسنا.
وهي تستشهد بقصيدة لشاعر أسترالي بعنوان "خواطر على هامش الأيام الأولى من عام 2020" عن حرائق الغابات، والتي اكتسبت زخمًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
تقول القصيدة: "أغسل وجهي قبل النوم بينما تشتعل النار في بلد ما. أشعر بالغباء لغسل وجهي، والغباء لعدم غسله".
تعلق مانينغ على الأمر بقولها إنها في كل مرة تقرأ فيها [هذه القصيدة]، تشعر أنها تعبر عن حالها اليوم، وهذا هو بيت القصيد.
وإنه إذا كنا ننتظر أن تنطفئ جميع الحرائق التي تحرق العالم أو في العمل أو في مجتمعاتنا قبل أن نبدأ في إعطاء الأولوية لأنفسنا، فلن يتحقق ذلك أبدًا.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
نصائح لإدارة الأزمات |
|
1- خذ الوقت الكافي للتحقق من نفسك والتعامل مع مشاعرك |
عوضًا عن قمع المشاعر السلبية وإجبار أنفسنا على ارتداء قناع الإيجابية، علينا أن نصنف مشاعرنا بفاعلية ونمنح أنفسنا الإذن للشعور بها.
تقول مانينغ إن البشر مجبولون على التعاطف، وإن هناك في الواقع جزءاً من أدمغتنا يسمح لنا بالتقمص والشعور بمشاعر الأشخاص الذين نراقبهم.
لذا أعطِ الأولوية للهوايات التي تستخدمها للتكيف ومحاولة التأقلم، واختر هواية أو أكثر تكون على رأس قائمة النشاطات التي تبث الحياة في عروقك وتشحنك بالطاقة والشغف. هواية تجد نفسك فيها مبدعاً دون تكلف.
قد يكون السبيل إلى تحقيق ذلك هو ممارسة الرياضة، أو الكتابة أو المشي أو ممارسة الفن.
|
2- حدد ما أنت ممتن (شاكر) له |
للعودة إلى المسار الصحيح وإعادة تحفيز نفسك، تنصح مانينغ بالتفكير في 3 أشياء على الأقل قمت بها بشكل جيد في نهاية كل يوم.
وتقول إن سبب الإرهاق والإحباط هو الشعور بالعجز، وكأنك لا تنجز أي شيء على أرض الواقع.
لذا، فإن تغيير وجهة نظرك قليلاً عن طريق احتساب إنجازاتك والشعور بالامتنان، بدلاً من النظر إلى كل الأشياء التي تسير بشكل خاطئ في العالم، يمكن أن يساعدك.
وهنا تؤكد مانينغ على أنه ليس من الضروري أن تكون هذه الإنجازات كبيرة.
بل إن تلقِّي مكالمة من صديق أو الذهاب في نزهة لطيفة في وقت الغداء يمكن أن يكون مهماً.
يمكن أن تكون مشاعر الامتنان لأشياء بسيطة من قبيل احتساء كوب من الشاي في أجواء هادئة.
|
3- أعد التفكير في أهدافك |
خلال الأوقات التي تفتقر فيها إلى الحافز والإيمان بأهمية عملك، من المهم تذكير نفسك بسبب قيامك بهذا العمل في المقام الأول.
تقول مانينغ، إن هناك سبباً لاختيار المجال الذي تعمل فيه أو المنظمة المحددة التي تعمل بها.
يمكن أن يكون ذلك بسبب شغفك بقضية عالمية حيث تساعدك هذه الوظيفة على معالجتها، أو لأن الراتب الذي تحصل عليه يمكّنك من تلبية احتياجات عائلتك.
إن تذكير نفسك بما تعنيه وظيفتك بالنسبة لك هو الطريقة المثلى لاستعادة بعض المرونة والقدرة على الشعور وكأنك ناجح في عملك وفي حياتك.
|
4- اطمئن على زملائك في العمل وموظفيك أكثر من مرة |
تقول مانينغ إنه حتى الرسائل والجهود ذات النوايا الطيبة من أصحاب العمل يمكن أن تكون قاصرة في هذه الأوقات.
إن دعم موظفيك وزملائك في العمل وإشعارهم بأنهم مسموعون، وتوجيههم إلى الموارد المتاحة، هو أمر في غاية الأهمية.
لكن مانينغ تقول إن هذا لا ينبغي أن يكون مرة واحدة. بدلا من ذلك، تابع المحادثة.
وأضافت: في كثير من الأحيان، عندما نمر بهذه الأوقات الصعبة والمضطربة، يأتي الناس إلى استجاباتهم العاطفية في أطر زمنية مختلفة جدًا.
لذلك إذا أرسلت رسالة ولكنك لم تكررها أبدًا، فإن هذا وحده يمكن أن يجعل رسالتك تبدو أقل صدقًا.
|
المصدر: سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}