لفترة طويلة، عرضت شركات البث عبر الإنترنت على المستخدمين المحتملين، إعلانات من نوعية "أدخل بيانات الدفع الخاصة بك واستمتع بأسبوع أو شهر مجاني"، في محاولة لجذب المشتركين الجدد.
وكانت هذه حيلة تسويقية جديدة تستخدمها الشركات لحث العملاء على تجربة منتجها، فيما كان الخطر الوحيد بالنسبة للمستخدمين هو عدم إعجابهم بالخدمة، ونسيان إلغاء اشتراكهم قبل انتهاء الفترة المجانية والاضطرار إلى الدفع.
ومع ذلك، فإن التجارب المجانية على منصات البث المباشر عبر الإنترنت - التي تقدم عادةً للعملاء الجدد فقط - أصبحت أقصر وبدأت في الاختفاء على كثير المنصات.
لا "مجانًا" بعد الآن
- أنهت "نتفليكس" ميزة التجربة المجانية لمنصتها والتي تستمر 7 أيام في عام 2020، ولحقتها "ديزني +" في نفس العام حيث أنهت تجربة السبعة أيام المجانية الخاصة بها أيضًا.
- كما أنهت "إتش بي أو/ ماكس" خاصية التجربة المجانية في نفس العام، إلى جانب منصات "بيكوك- Peacock" و"هولو" و"إي إس بي إن +" التي اتخذت قرارات مماثلة، ومع ذلك، لا تزال بعض شركات البث تقدم تجارب مجانية، لكنها قليلة.
- أما "يوتيوب تي في" التابعة لـ "جوجل"، والتي ظهرت لأول مرة في عام 2017 مع نسخة تجريبية مجانية مدتها 30 يومًا، تقدم الآن تجارب مجانية تتراوح من 14 يومًا إلى يومين، اعتمادًا على المكان الذي يعيش فيه المستخدم.
- تقدم "آبل" نسخة تجريبية مجانية مدتها سبعة أيام لخدمة البث الخاصة بها، فيما تمنح "أمازون" المستخدمين الجدد اشتراكًا مجانيًا لمدة 30 يومًا، مع الاختلاف، حيث إن "أمازون برايم" أكثر بكثير من مجرد خدمة بث، وتشمل الشحن المجاني والسريع للمشتريات.
استراتيجية غير فعالة
- بالنسبة لمعظم شركات البث، لم تكن التجارب المجانية فعالة، حيث تسمح هذه الخاصية (كلما طالت) للأشخاص بمشاهدة جميع الأشياء التي يرغبون في مشاهدتها، ثم إلغاء الاشتراك، ولو كانت فعالة سيحتفظون به ويدفعون مقابله.
- كان يتنقل العملاء في الماضي عبر خدمات البث المختلفة بهدف مشاهدة العروض مجانًا، ويرى محللون أن تجربة الثلاثين يومًا المجانية تسمح لعدد كبير من الأشخاص بمشاهدة كل ما يريدونه، لذلك أصبحت التجارب الأقصر منطقية أكثر.
- تقول "جاكلين كوربيلي" الرئيسة التنفيذية لشركة "برايت لاين" للبرمجيات والمتخصصة في الإعلانات التلفزيونية، إن السبب الآخر وراء إلغاء شركات البث التجارب المجانية هو ضغط المستثمرين لإعطاء الأولوية للأرباح.
- الدافع هو الضغط الذي تمارسه وول ستريت على هذه المنصات التي تخسر الكثير من الأموال، حيث أصبح هذا الأمر محط تركيز للمستثمرين، والشركات بحاجة إلى تحقيق إيرادات إضافية بسبب مشكلة الربحية، بحسب "كوربيلي".
مبررات التحول
- أثبت نشاط البث الحديث أنه عمل تجاري يصعب فيه تحقيق الربح، وقالت شركة "كومكاست" إن خدمة "بيكوك" الخاصة بها خسرت 2.75 مليار دولار في عام 2023.
- خسرت أيضًا "ديزني +" 138 مليون دولار في الربع الأخير، فيما تعد "نتفليكس" واحدة من شركات البث القليلة التي تحقق أرباحًا عبر مشتركيها البالغ عددهم 260 مليونًا.
- إلى جانب تعظيم الإيرادات، هناك سبب آخر وراء رغبة الشركات في إنهاء التجارب المجانية في السنوات الأخيرة، وهو أن الكثير منها يقدمون أنظمة اشتراك مدعومة بالإعلانات أرخص والتي يمكن أن تشجع الأشخاص على الاشتراك.
- في السنوات الأخيرة، أطلق الكثير من العلامات التجارية، بما في ذلك "ديزني" و"نتفليكس" و"هولو" و"ماكس"، أنظمة اشتراك منخفضة التكلفة تسمح بعرض الإعلانات التجارية للمستخدمين.
- قد لا تكون هذه الحسابات المدعومة بالإعلانات مجانية، لكن الكثير منها يكون أحيانًا بنصف سعر الاشتراكات الخالية من الإعلانات، بمعنى أنها تعطي المستخدم فرصة المشاهدة بتكلفة أقل لفترة زمنية أطول بكثير من التجارب المجانية.
المصدر: ماركت ووتش
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}