يشهد قطاع التكنولوجيا استمرارًا في موجة تسريح العمالة التي بدأت العام الماضي، وهو ما دفع البعض للتساؤل: لماذا لا تقتفي شركات الصناعة أثر المدير التنفيذي السابق لشركة ألعاب الفيديو "نينتيندو" الراحل "ساتورو إيواتا"؟
عادت قصة "إيواتا" الذي تولى إدارة الشركة اليابانية منذ عام 2022 وحتى وفاته عام 2015 - عن عمر يناهز 55 عامًا – إلى دائرة الضوء مجددًا على وسائل التواصل الاجتماعي مطلع هذا العام، إذ أشاد بعض المستخدمين بنهجه لتجنب تسريح العمالة، في الوقت الذي تتجه فيه شركات صناعة الألعاب لموجة من عمليات خفض الوظائف.
ما القصة؟
في عام 2013، كانت الشركة التي يقع مقرها في كيوتو منصة "وي يو" خلفًا للمنصة الشهيرة "وي"، قد حققت فشلاً تجاريًا، وتسببت في خسائر وتراجعت مبيعات الشركة، ومن أجل عدم خفض الوظائف، قرر "إيواتا" في بداية 2014 خفض راتبه 50% للمساعدة في دفع رواتب الموظفين، ودعم رؤيته بأن "نينتندو" التي تعمل بكامل طاقتها سيكون لديها فرصة أفضل في الانتعاش.
كما تنازل مسؤولون تنفيذيون آخرون بالشركة عما يتراوح بين 20% إلى 30% من رواتبهم.
وأوضح "إيواتا" في ذلك الوقت رؤيته قائلاً: إذا خفضنا عدد الموظفين من أجل تحقيق نتائج مالية أفضل على المدى القصير، بالتالي ستتراجع معنويات الموظفين، وأنا أشك بشدة في أن الموظفين الذين يخشون احتمالية تسريحهم من وظائفهم سيكونون قادرين على تطوير ما يثير إعجاب الناس حول العالم.
وبالفعل سمح خفض راتبه للمواهب بمواصلة العمل في المشاريع القادمة في ظل بيئة خالية من التوتر ومع روح معنوية مرتفعة.
وفي عام 2017، طرحت الشركة منصة الألعاب "سويتش" التي باعت منها أكثر من 139 مليون وحدة حتى من ديسمبر 2023.
هل كانت تلك الاستراتيجية حلاً مثاليًا لكافة الشركات؟
يرى "روهان فيرما" المدرب التنفيذي والقيادي المقيم في سان فرانسيسكو أن بالنسبة لـ "إيواتا" فإن تفضيله لخفض راتبه على تسريح العمالة تمركز حول قدرة الموظفين على التعافي.
وأضاف حسبما نقلت "سي إن بي سي": كانت "نينتندو" بحاجة لرؤية التغييرات التي استلزمت إطلاق "سويتش" والتي كانت مربحة بصورة كبيرة للشركة، لقد كانوا بحاجة للاحتفاظ بتلك المواهب، وجزء من استراتيجية الاحتفاظ بالمواهب هو تقديم تعويضات قوية.
لكنه أضاف أنها خطوة محفوفة بالمخاطر، لأن أي مدير تنفيذي يقتفي أثر "إيواتا" يجب أن يكون على يقين تام من أن استراتيجية شركته لا تزال صحيحة وأن المنتجات أو الخدمات التي تقدمها لا تزال مناسبة للسوق.
ومن ناحية أخرى، فإن تخفيضات أجور المسؤولين التنفيذيين تعد غير شائعة لأنها لا تعالج في الواقع بعض المشكلات الأساسية المسببة لتسريحات العمالة في المقام الأول مثل فشل استراتيجية المنتج أو التسعير الخاطئ.
وقد يرجع السبب وراء تسريح العمالة إلى التوظيف المفرط، أو بسبب الوظائف المكررة الناتجة عن عمليات الدمج، أو لتعديل ميزانية الشركة لمراعاة التضخم على المدى الطويل.
وتحدث "فيرما" عن نقطة أخرى قد تعيق اتباع أثر "إيواتا"، وهي أن بعض المديرين التنفيذيين لديهم عقود "مقيدة" تمنعهم من خفض رواتبهم.
المصادر: سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}