لم تعد منصة التدوين الاجتماعي المصغر "تويتر" كما كانت وبالطبع فإن الأمر لا يقتصر على الاسم فقط، إذ كان أكبر تغيير ظاهري للشركة في أواخر يوليو الماضي عندما أعلن الملياردير "إيلون ماسك" تغيير اسم المنصة وشعارها إلى "إكس"، والتخلي عن الطائر الأزرق الذي اشتهرت به.
وكانت "تويتر" مصدرًا مهماً لتبادل الآراء والأخبار بالنسبة للعديد من الأشخاص، ولكن وبعد مرور عام واحد من تولي "ماسك" قيادة المنصة ذكر بعض المستخدمين أن معنى المنصة تغير بشكل جذري.
وجاء ذلك التحول بعدما أنفق "ماسك" –الذي يدير كلا من "تسلا" و"سبيس إكس"– 44 مليار دولار للاستحواذ على المنصة في أكتوبر 2022، بهدف السماح بمزيد من حرية التعبير عليها وتحويلها لتطبيق لكل شيء للمحادثات والمدفوعات وغيرها، وخفف من قواعد الإشراف على المحتوى وخفض حوالي 50% من الموظفين البالغ عددهم 7500 موظف.
وتم إطلاق "تويتر" في وادي السيلكون عام 2006، وبدأت كمنصة للتدوين الاجتماعي المصغر تسمح للمستخدمين بمشاركة منشورات مكونة من 140 حرفًا تسمى بـ "التغريدة"، وبحلول ديسمبر 2022 كان لديها أكثر من 368 مليون مستخدم نشط حول العالم.
هجرة المعلنين
وفي الرابع من نوفمبر 2022، أي بعد مرور أكثر من أسبوع على إتمام "ماسك" صفقة الاستحواذ على المنصة، ازداد انزعاج "ماسك" بسبب قائمة المعلنين الذين أوقفوا إعلاناتهم على "تويتر" مؤقتًا والتي شملت شركات منها "فولكس فاجن" و"يونايتد إير لاينز".
وبالطبع فإن هجرة المعلنين مزعجة لأن الإعلانات تشكل ما يقرب من 90% من إيرادات المنصة، وارتفعت وتيرة رحيل المعلنين مع تزايد المنشورات المتطرفة على المنصة.
في أقل من شهر، خسرت "تويتر" 50 من أكبر 100 معلن على المنصة، والذين أنفقوا أكثر من 750 مليون دولار على الإعلانات في عام 2022 فقط.
ولعام 2023، كان هدف "إكس" لإيرادات الإعلانات حوالي 2.5 مليار دولار أو ما يزيد قليلاً على نصف ما حققته الشركة في العام السابق بأكمله قبل أن يشتريها "ماسك"، وذلك وفقًا لما ذكرته مصادر مطلعة على أعمال الشركة لـ "بلومبرج".
وفي نوفمبر الماضي، ذكر "ماسك" أن القرار الذي اتخذه بعض من كبار المعلنين بإبعاد أنفسهم عن منصة التواصل الاجتماعي يمكن أن يقتل الشركة، قائلاً: وسيعرف العالم كله أن هؤلاء المعلنين قتلوا الشركة.
تداعيات إدارة ماسك
وبحلول مايو 2023، وجد محللو السوق لدى "فيدلتي" –وهو صندوق لإدارة الأصول يمتلك حصة في "إكس"– أن "تويتر" خسرت حوالي ثلث قيمتها منذ استحواذ "ماسك" عليها، وفي يوليو أقر "ماسك" بأن الشركة خسرت ما يقرب من نصف إيراداتها الإعلانية منذ توليه قيادتها.
وخلال العام الماضي، انتقد "جاك دورسي" المدير التنفيذي السابق للمنصة والشريك المؤسس لها علنًا قيادة "ماسك" للشركة خلال مناقشة مع مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي "بلوسكاي"، وعندما سُئل عما إذا كان "ماسك" القائد المناسب للمنصة أجاب "لا"، وأشار إلى أنه كان يجب أن يبتعد عن عملية الاستحواذ.
وأضاف "دورسي": أخذت الأمور منعطفًا نحو الأسوأ بعد شراء "ماسك" للشركة، لا أعتقد أن مجلس الإدارة كان يجب أن يفرض البيع لأن كل الأمور ذهبت نحو الأسوأ.
وتعتبر تلك التصريحات بمثابة تحول كبير مقارنة مع تصريح "دورسي" السابق الذي أشار فيه إلى أن الاستحواذ على الشركة كان الحل الوحيد، كما أنه ذكر في تغريدة في أبريل 2022 أنه يثق في مهمة "ماسك" المتمثلة في نشر نور الوعي من خلال المنصة.
تغييرات إدارية
وفي مواجهة الانتقادات المتزايدة، أجرى "ماسك" في ديسمبر 2022 استطلاعًا للرأي على المنصة يسأل فيه المستخدمين عما إذا كان عليه التنحي عن منصب المدير التنفيذي للمنصة، والذي انتهى بتصويت غالبية المستخدمين بالإيجاب.
وفي يونيو 2023، تولت "ليندا ياكرينو" -المسؤولة التنفيذية السابقة عن التسويق لدى "إن بي سي يونيفرسال"- رسميًا الإدارة التنفيذية لـ "إكس".
ولكن حتى بدون لقب المدير التنفيذي، يحتفظ "ماسك" بسيطرة كبيرة على "تويتر" باعتباره مالكها، وأوضح أنه سيشرف على المنتجات والتكنولوجيا والبرمجيات والأنظمة.
من تولى قيادة تويتر على مدار السنين |
|
المدير التنفيذي |
فترة الإدارة |
جاك دورسي |
2008-2007 |
إيف ويليامز |
2010-208 |
ديك كوستولو |
2015-2010 |
جاك دورسي |
2021-2015 |
باراج أجراول |
2022-2021 |
إيلون ماسك |
2023-2022 |
ليندا ياكرينو |
2023 – حتى الآن |
المصادر: أرقام - نيويورك تايمز – بيزنس ويك
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}