أبحرت أكبر سفينة سياحية في العالم "آيكون أوف ذا سيز" أو "أيقونة البحار" المملوكة لمجموعة "رويال كاربيان" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في رحلتها الأولى.
ولكن هناك مخاوف بشأن انبعاثات غاز الميثان التي ستصدر عن السفينة، إذ يحذر علماء البيئة من أن "أيقونة البحار" التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال سوف تسرب غاز الميثان الضار في الهواء.
ونظرًا لأن السفن الضخمة تعتمد عادة على مرافق كثيفة استهلاك الطاقة، وبالتالي فإن الانبعاثات الناجمة عن صناعة الرحلات البحرية آخذة في الارتفاع.
وتعرضت صناعة الرحلات البحرية على مدى عقود لانتقادات بسبب تأثيرها السلبي على البيئة، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2021 في "نشرة التلوث البحري" أنه على الرغم من التقدم التقني إلا أن الرحلات البحرية تظل مصدرًا رئيسيًا لتلوث الهواء والماء والأرض مما يؤثر على صحة الإنسان.
مواصفات أيقونة البحار
- تم بناء "أيقونة البحار" في حوض بناء السفن في توركو بفنلندا ويبلغ طولها 365 مترًا ووزنها 250.8 ألف طن، أي أنها أكبر 5 مرات عن "تيتانك"، وتشمل 20 طابقًا، وتبلغ تكلفة البناء 1.79 مليار دولار.
- ويمكن للسفينة السياحية الأكبر في العالم استيعاب 7600 راكب كحد أقصى، وتحتوي على سبعة حمامات سباحة و6 متزلقات مائية.
- وحسب موقع "رويال كريبيان"، فإن تكلفة تذكرة الرحلة البحرية على السفينة تتراوح بين 1723 دولارًا و2639 دولارًا للفرد، على أن تصل التكلفة في موسم الذروة خلال الكريسماس إلى 5124 دولارًا.
التحول إلى مصادر الطاقة البديلة
- "أيقونة البحار" أول سفينة تابعة لـ "رويال كاريبيان" تعمل بالغاز الطبيعي المسال وهو الوقود الأحفوري الذي تروج له صناعة الرحلات البحرية كبديل أنظف مقارنة مع زيت الوقود الثقيل الشائع الاستخدام.
- يخفض الغاز الطبيعي المسال انبعاثات الكبريت وأكسيد النيتروجين بشكل كبير، ويدعي الكثيرون أن التأثير هو خفض انبعاثات الغازات الدفيئة 30%.
- على الرغم من أن أيقونة البحار مزودة بالتكنولوجيا الموفرة للطاقة، إلا أن بعض خبراء المناخ يرون أن التحدي الأكبر الذي تواجهه تلك السفية هو حجمها.
- وفي حين رحبت المجموعات البيئية ببعض الميزات التي تضمها السفينة مثل نظام معالجة المياه المتقدم، إلا أن البعض ذكر أن بناء مثل هذه السفن الضخمة يتعارض مع أهداف صناعة الرحلات البحرية طويلة المدى المتمثلة في الاستدامة.
- ولكن ذكر متحدث باسم "رويال كاريبيان" أن "أيقونة البحار" مصممة للعمل بكفاءة أكبر بنسبة 24% من المعايير الدولية للسفن الجديدة.
مخاوف بيئية
- على الرغم من احتراق الغاز الطبيعي المسال بصورة أكثر نظافة من الوقود البحري التقليدي مثل زيت الوقود، إلا أن هناك خطرًا من تسرب غاز الميثان مباشرة إلى الغلاف الجوي، وهو غاز دفيء أقوى بحوالي 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
- وعلى عكس الطيران، فإن السفن السياحية لا تخضع دائمًا لنفس التدقيق البيئي، ويرجع ذلك جزئيَا لأن السفن غالبًا ما يٌنظر إليها على أنها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من السفر الجوي.
- وقام "بريان كومر" مدير البرنامج البحري في المجلس الدولي للنقل النظيف (آي سي سي تي) في عام 2022 بفحص البصمة الكربونية للرحلات البحرية مقارنة بالسفر الجوي والإقامة في فندق، وذلك نظرًا لأن الرحلات البحرية عبارة عن فنادق عائمة بالفعل.
- ووجد تحليله أن الشخص الذي يسافر في رحلة بحرية في الولايات المتحدة لمسافة 1200 ميل (2000 كيلو متر) على متن الرحلات البحرية الأكثر كفاءة سيكون مسؤولاً عما يقرب من 500 كيلو جرام من ثاني أكسيد الكربون.
- وذلك مقارنة مع 235 كيلوجرامًا من ثاني أكسيد الكربون في حال انطلق في رحلة جوية ذهابًا وإيابًا مع الإقامة في فندق أربع نجوم.
- وهو ما يعني أن القيام برحلة بحرية يولد حوالي ضعف إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة مع الطيران.
المصادر: أرقام – نيويورك تايمز – بي بي سي - بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}