نبض أرقام
03:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

مراجعة كتاب التنبؤ بمستقبل مناخنا: ما نعرفه وما لا نعرفه وما لا يمكننا معرفته

2023/12/16 أرقام

في حوار أجرته كلية لندن للاقتصاد مع ديفيد ستينفورث حول كتابه الجديد، "التنبؤ بمستقبل مناخنا: ما نعرفه، وما لا نعرفه، وما لا يمكننا معرفته"، يناقش ديفيد سبل إعادة تقييم دراستنا لتغير المناخ في العلوم الفيزيائية والعلوم الاجتماعية والاقتصاد والسياسة.

 

من أين جاءت فكرة الكتاب؟

 

 

- في الفترة ما بين عامي 2000 و2015، أدرك ديفيد أن وجهة نظره حول ما يجب القيام به في علوم تغير المناخ لم تنعكس على الإطلاق في ممارسات المؤسسات البحثية.

 

- وقد بدا له من المهم أن يكتب شيئًا من شأنه أن يُشرك الناس في جميع التحديات التي تحول دون فهم مشاكل تغير المناخ، على أمل أن يساعد ذلك في توضيح الفصل بين ما نعرفه وما لا نعرفه.

 

- بيد أن هناك ميلاً لإغفال العديد من الأسئلة الكبيرة والأساسية – الفلسفية والرياضية والمادية والاقتصادية – حول تغير المناخ وعدم دراستها، ربما بسبب إلحاح المجتمع على سرعة التصرف.

 

- يطمح ديفيد إلى أن يحفز كتابه طلاب المدارس الثانوية والطلاب الجامعيين عبر تخصصات متنوعة ويثير فضولهم ليقولوا، في الواقع، هناك شيء لم تفهمه البشرية بعد.

 

- بالطبع، لا شيء من هذا يقوض من أهمية التصرف واتخاذ إجراء بشأن تغير المناخ، ولا ضير في أن يسير العمل والدراسة جنبًا إلى جنب.

 

ما هي حدود فهم العلماء للنظام المناخي، ومدى تأثيرها على قدرتنا على التنبؤ بكيفية تغير المناخ؟

 

- يعتقد ديفيد أن المشكلة الأساسية تكمن في التعقيد وهناك جانبان من التعقيد يخلقان حاجزًا أمام التنبؤ بما سيبدو عليه مستقبل المناخ.

 

- يتكون النظام المناخي من العديد من المكونات، وهي الغلاف الجوي والمحيطات والنظم الإيكولوجية البرية والنظم الإيكولوجية للمحيطات والنظم الكيميائية الجيولوجية الحيوية والغلاف الجليدي وما إلى ذلك.

 

- يمكن تقسيم العديد من هذه المكونات إلى أنظمة فرعية. والجانب الأول من التعقيد هو ببساطة كيفية تفاعل هذه المكونات المتباينة.

 

- أما الجانب الثاني من التعقيد فهو جانب رياضي، حيث إن هناك أنواعاً معينة من الأنظمة، مثل النظام المناخي، لديها حواجز حقيقية أمام القدرة على التنبؤ لأن ما يحدث في المستقبل يمكن أن يكون حساسًا جدًا لحالة النظام اليوم. هذا ما يعنيه "تأثير الفراشة."

 

- في الوقت نفسه، فإن العلاقة بين نماذجنا والواقع غير واضحة، فإذا سألنا أنفسنا ما مدى قرب النموذج من الواقع حتى يتمكن من إخبارنا بشيء عن كيفية تصرف الواقع؟

 

- سنجد أن هذا سؤال يصعب الإجابة عليه؛ قد تكون نماذجنا تمثل الواقع عن كثب، ولكنها لا تزال تقدم تنبؤات غير موثوقة.

 

ما هي نماذج المناخ العالمي (GCMs) وما هي قيودها؟

 

- يجيب ديفيد بأن نماذج المناخ العالمي أو نماذج الدوران العام تحلل الغلاف الجوي والمحيطات إلى نقاط شبكة وعند كل نقطة شبكة تحل معادلات الحركة لتخبرنا كيف تتغير الأشياء بمرور الوقت.

 

- هذا هو ما يعرف باسم النهج الاختزالي للنمذجة، ويسمح لنا بمعرفة ما قد تكون عليه حالة الغلاف الجوي أو نظام المحيطات في مرحلة ما في المستقبل.

 

- ولكن هناك الكثير من عناصر النظام المناخي التي لا يمكن نمذجتها [بطريقة اختزالية]، إما لأننا لا نعرف ما هي المعادلات الأساسية أو لأن العمليات تتم على مقاييس أصغر بكثير من أن يتم تضمينها في النماذج.

 

- ومن الأمثلة على ذلك كيف تمتص النظم الإيكولوجية ثاني أكسيد الكربون وتطلقه وكيف تتشكل السحب والأمطار.

 

- بالنسبة لهذه المكونات، هناك طرق مختلفة لتقريب العمليات، ولكن ليس من السهل معرفة مدى موثوقية هذه التقريبات.

 

- ولأن جميع جوانب النظام المناخي تؤثر على الجوانب الأخرى، فهذا يعني أن تنبؤات النموذج لا يمكن أن تؤخذ ببساطة على أنها تنبؤات موثوقة للواقع.

 

لماذا نعتمد بشكل كبير على نماذج المناخ العالمية للتنبؤ بالمناخ ووضع السياسات اليوم؟ وهل هناك خطر في الاعتماد على هذه النماذج؟

 

- يؤكد ديفيد على أنه عندما ندرس تغير المناخ، لا يوجد مناخات متعددة لفحصها. وبالتالي تمكننا النماذج من دراسة ما لا يمكننا دراسته في الواقع.

 

- على سبيل المثال، دراسة السيناريوهات المحتملة لانبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل. لكننا بحاجة إلى أن نتذكر دائمًا أننا ندرس نموذجًا وليس واقعًا.

 

- تشجعنا قوة النماذج وانتشارها في كل مكان على تجنب طرح الأسئلة الكبيرة حول كيفية ارتباط تنبؤات النموذج بالواقع.

 

- وهنا تجدر الإشارة إلى تحسن موثوقية التنبؤات الجوية على مدى السنوات العشرين إلى الثلاثين الماضية بشكل كبير، ويرجع ذلك أساسًا إلى هذه النماذج.

 

- ولكن في التحول من التنبؤ بالطقس إلى التنبؤ بالمناخ، فإننا نتعامل مع مشكلة مختلفة اختلافًا جوهريًا.

 

- لأنه عند التنبؤ بالطقس، لا نحتاج إلى الحصول على النظام المناخي بأكمله بشكل صحيح، إذ يتعلق الأمر بشكل أساسي بمحاكاة الغلاف الجوي.

 

- علاوة على ذلك، نكرر عملية التنبؤ بالطقس ثلاث أو أربع مرات في اليوم، حتى نتمكن من مقارنة تنبؤات النموذج بما يحدث في الواقع.

 

- أما مع المناخ، فإننا نحتاج إلى جلب العديد من العناصر الأخرى للنظام المناخي، بما في ذلك المحيطات والنظم الإيكولوجية، وليس لدينا نفس الإمكانية للتحقق من النتائج.

 

- هذا يضعنا في مجال مختلف تمامًا، ويمثل عائقًا أمام استخدام النماذج بفعالية لمساعدتنا في توفير معلومات موثوقة حول المناخ المستقبلي.

 

كيف يمكننا تمكين إجراء المزيد من البحوث متعددة التخصصات حول تغير المناخ؟

 

- يشدد ديفيد على حاجتنا إلى إدخال تغييرات كبيرة في كيفية إجراء أبحاث تغير المناخ، وعلى أن نكون أكثر وضوحًا حول ما نحاول معالجته وكيف تعمل الروابط بين التخصصات.

 

- ويضيف أنه هناك حاجة أيضًا إلى ممولي البحوث لفهم فرص التغيير، وللجامعات ومعاهد البحوث للالتقاء وخلق مسارات وظيفية تمكن الناس من البحث عبر التخصصات.

 

- ويقترح ديفيد توفير التمويل لمركز يضم الباحثين من كافة التخصصات، من الفلسفة إلى الفيزياء إلى الاقتصاد، ومنحهم الوقت من 5 إلى 10 سنوات للعمل على هذه المشاكل معًا.

 

- هذه هي نقطة البداية -من وجهة نظره- للحصول على معلومات أفضل حول مستقبل مناخنا.

 

- كما أنها نقطة الانطلاق لتدريب مجموعة من الخبراء الذين لديهم عمق المعرفة ليكونوا قادرين على بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع المناخ والتواصل مع ما تبدو عليه مخاطر تغير المناخ في الواقع.

 

المصدر: كلية لندن للاقتصاد

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.