نبض أرقام
08:06 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

ماذا نعرف عن تفشي الميكوبلازما في الصين؟ .. وهل نشهد وباءً عالمياً جديدًا؟

2023/11/27 أرقام - خاص

عادت الصين من جديد إلى بؤرة اهتمام نظام الصحة العالمي، بعد انتشار سريع لحالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي خلال الأسابيع الأخيرة.

 

وأثار الارتفاع الكبير والغامض للمرض في عدة مناطق في الصين حالة قلق عالمية من تكرار أزمة جائحة "كوفيد-19" والتي انطلقت من مقاطعة ووهان الصينية في عام 2019.

 

 

انتشار سريع للمرض

 

- تكتظ المستشفيات في شمال الصين بالأطفال المرضى، مع ارتفاع معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي ومجموعة الالتهاب الرئوي "الميكوبلازما".

 

- وفي مستشفى بكين للأطفال، كانت طوابير طويلة من الناس تنتظر التسجيل، مع اكتظاظ غرف الانتظار بالآباء والأطفال، بحسب وسائل إعلام صينية وأمريكية.

 

- ذكرت الإذاعة الوطنية الصينية في تقرير عبر موقعها على الإنترنت أن متوسط عدد المرضى في قسم الطب الباطني في مستشفى بكين للأطفال تجاوز 7000 مريض يومياً، وهو ما يتجاوز قدرة المستشفى.

 

- انتشرت صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية لغرف الانتظار المزدحمة بالمرضى وذويهم، مع احتياج بعض العائلات إلى سبع ساعات لرؤية الطبيب بسبب الازدحام.

 

 

- الالتهاب الرئوي أو "الميكوبلازما  mycoplasma pneumonia " هو التهاب في الرئتين يحدث عادة بسبب العدوى جراء الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات، ويصيب عادة الأطفال الأصغر سناً.

 

- رغم أن التعافي من هذا الالتهاب عادة ما يستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع مع ظهور أعراض خفيفة، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج في المستشفى.

 

- تتضمن أعراض المرض آلام الجسد والسعال وفقدان الشهية وارتفاع درجة حرارة الجسم وضيق التنفس والشعور بالتعب والصداع.

 

- يمكن أن تختلف شدة المرض باختلاف المصابين، حيث إن الأطفال دون الخامسة والمسنين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا وأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

 

- يبدو أن الالتهاب الرئوي الذي شوهد مؤخرًا في الصين أكثر خطورة من المعتاد، حيث ظهرت على الأطفال المصابين أعراض مثل الحمى القوية والتهاب الرئتين، لكنهم لا يعانون من الأعراض الأخرى المرتبطة بالأمراض التنفسية مثل السعال.

 

قلق عالمي متصاعد

 

- تحولت القضية إلى مشكلة عالمية في الأسبوع الماضي، عندما طلبت منظمة الصحة العالمية من الصين المزيد من المعلومات حول انتشار المرض، مستشهدة بتقرير برنامج مراقبة الأمراض الناشئة حول مجموعة الالتهاب الرئوي غير المشخص لدى الأطفال.

 

- طلبت منظمة الصحة في الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري معلومات وبائية وسريرية إضافية من الصين، بالإضافة إلى النتائج المختبرية للإصابات بين الأطفال.

 

 

- يعتبر الطلب العام الذي قدمته منظمة الصحة العالمية للحصول على المعلومات من الصين "غير معتاد"، ما أثار المخاوف بشأن مدى شفافية بكين حيال الأزمة.

 

- قالت منظمة الصحة إنها لاحظت زيادة في الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا في شمال الصين منذ منتصف أكتوبر الماضي بمقارنة بنفس الفترة في السنوات الثلاث السابقة.

 

- شددت منظمة الصحة على أنها تسعى للحصول على معلومات إضافية حول التطورات في الصين، مشيرة إلى أن جزءا من الزيادة في الإصابات حدثت في وقت مبكر هذا الموسم، لكنها ليست غير متوقعة نظرًا لرفع القيود الخاصة بجائحة "كورونا".

 

- أوصت المنظمة الأشخاص في الصين باتباع التدابير اللازمة للحد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، ما يشمل التطعيمات الموصى بها، والابتعاد عن المرضى، والبقاء في المنزل في حال التعرض للمرض، وارتداء أقنعة الوجه.

 

- لكن منظمة الصحة العالمية شددت على أنه ليس هناك ما يشير إلى أن تفشي المرض يشكل أي تهديد عالمي، ناصحة بعدم فرض أي قيود على السفر إلى الصين بالنظر إلى المعلومات المتوفرة حالياً.

 

الصين ترد وتوضح

 

- من جانبها، أكدت الصين أن انتشار أمراض الجهاز التنفسي مؤخرًا يعود إلى أسباب معروفة ومعتادة، نافية التكهنات بشأن ظهور مرض جديد.

 

- قالت لجنة الصحة الصينية إن مجموعة من مسببات الأمراض كانت وراء زيادة حالات الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحادة في جميع أنحاء البلاد.

 

 

- ذكرت "مي فنغ" المتحدثة باسم لجنة الصحة الوطنية الصينية في مؤتمر صحفي أن الإنفلونزا هي أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الإصابة، كما ساهمت فيروسات الميكوبلازما الرئوية والفيروس المخلوي التنفسي في الأمر أيضًا.

 

- ذكرت السلطات الصينية أنه لا وجود لمسببات أمراض غير عادية أو جديدة وراء حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال مؤخرًا.

 

- حثت وزارة الصحة الصينية السلطات المحلية على زيادة عدد عيادات الحمى وتمديد ساعات الخدمة وتعزيز إمدادات الأدوية.

 

- كانت السلطات الصينية قد أعلنت في الثالث عشر من نوفمبر زيادة في حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي في البلاد، بفعل رفع القيود المرتبطة بجائحة "كوفيد-19" وانتشار مسببات الأمراض المعروفة.

 

- في الحادي والعشرين من نوفمبر، ذكرت تقارير أن هناك مجموعة من حالات الميكوبلازما غير المشخصة لدى الأطفال في شمال الصين.

 

- قالت منظمة الصحة العالمية إن الصين بررت ارتفاع الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا برفع القيود المرتبطة بجائحة "كوفيد-19".

 

- بالفعل، شهدت دول أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا زيادات مماثلة في الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا بمجرد رفع القيود المرتبطة بوباء "كورونا".

 

- يعتبر هذا هو أول شتاء كامل يمر على الصين بعد رفع قيود الإغلاق المرتبطة بالسيطرة على "كورونا" في ديسمبر الماضي.

 

ذكريات الوباء تتجدد

 

- أثارت التقارير الأخيرة بشأن " الميكوبلازما" في الصين مخاوف البعض من تكرار كارثة وباء "كوفيد-19" والذي ظهر لأول مرة كحالات التهاب رئوي غامضة في مدينة ووهان الصينية في عام 2019.

 

 

- لكن على عكس "كوفيد"، فإن "الميكوبلازما" هي جرثومة معروفة وشائعة تميل إلى التسبب في تفشي المرض كل بضع سنوات.

 

- يقول الخبراء إنه من السابق لأوانه التنبؤ بما إذا كان هذا سيتحول إلى جائحة أخرى، بالنظر إلى نقص المعلومات المتاحة حالياً.

 

- قال "فرانسوا بالوكس" الأستاذ في معهد علم الوراثة في كلية لندن إنه من المرجح أن تشهد الصين موجة كبيرة من التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال، لأن هذا هو الشتاء الأول بعد الإغلاق الطويل المرتبط بجائحة "كورونا".

 

- أوضح "بالوكس" أن الإغلاق الطويل لا بد أن يكون تسبب في انخفاض انتشار فيروسات الجهاز التنفسي، وبالتالي تراجع المناعة ضد الجراثيم المتوطئة.

 

- تسببت إجراءات الإغلاق المرتبطة بوباء "كوفيد-19" في الحد من انتشار الجراثيم الشائعة أيضًا ما تسبب في ما يُعرف بـ "فجوة مناعية" تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض عند انتهاء التدابير الاستثنائية.

 

 

- بينما ذكر "بول هانتر" الأستاذ في جامعة "إيست أنجليا" أن المعلومات المتوفرة حالياً قليلة جدًا لحسم التشخيص النهائي لسبب العدوى.

 

- لكن "هانتر" أشار إلى أنه بشكل عام، لا يبدو أن هذا وباء بسبب فيروس جديد، مشيرًا إلى أنه إذا كان الأمر كذلك، فإننا يجب أن نرى المزيد من الإصابات لدى البالغين، موضحًا أن حقيقة قلة الإصابات المبلغ عنها لدى البالغين تشير إلى وجود مناعة من الفيروس من تعرض سابق له.

 

- يعتقد "بن كاولينج" عالم الأوبئة في جامعة هونج كونج أن الأزمة تمثل مجرد زيادة موسمية كبيرة نسبياً، والتي ربما ترجع جزئياً إلى الصدفة أو تراجع المناعة جراء انخفاض الإصابات على مدى الثلاث سنوات الماضية.

 

- كما شدد "بريان مكلوسكي" خبير الصحة العامة الذي قدم المشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن وباء "كورونا" على أنه لن يقوم بتفعيل وضع الذعر من احتمالية حدوث وباء جديد بناءً على المعلومات المتاحة حتى الآن.

 

- لكن "مكلوسكي" أشار إلى أنه حريص للغاية على رؤية استجابة الصين لطلبات منظمة الصحة العالمية ورؤية تقييم المؤسسة الدولية بعد ذلك.

 

المصادر: أرقام – منظمة الصحة العالمية – بلومبرج – رويترز – إيفيجنج ستاندرد – بي بي سي – إن بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.