نبض أرقام
02:54 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

مراجعة كتاب: النساء اللاتي صنعنَ الاقتصاد الحديث

2023/11/25 أرقام

في كتابها الجديد بعنوان "النساء اللاتي صنعن الاقتصاد الحديث"، تحاول "راشيل ريفز"، وزيرة الخزانة الحالية في حكومة الظل البريطانية وعضو البرلمان عن حزب العمال، تسليط الضوء على عمل وأفكار النساء اللائي لم يتم تقدير تأثيرهن على الاقتصاد الحديث،  على أمل أن تصبح قصص هذه النساء نماذج يحتذى بها، مما يزيد من تنوع الاقتصاديين في المستقبل.

 

 

-  يزخر الكتاب بأمثلة واسعة النطاق. منها على سبيل المثال "هارييت مارتينو"، التي ساهمت خلال القرن التاسع عشر في نشر مفهوم التجارة الحرة بين جمهور كبير باستخدام قصص خيالية بما في ذلك قصة تسمى "بيركلي المصرفي".

 

- أو "ماري بالي مارشال"، التي كانت أفكارها حول سبب وجود التجمعات الاقتصادية هي الأساس لكتاب شاركت في تأليفه مع زوجها ألفريد.

 

- أيضاً "آنا شوارتز" التي شاركت في تأليف كتاب "التاريخ النقدي للولايات المتحدة" مع ميلتون فريدمان. (اعترف فريدمان نفسه بأنها "قامت بكل العمل وكان لها الكثير من الفضل في تأليفه").

 

- وإجمالًا، الكتاب مُصاغ بشكل واضح وسهل الفهم، أما فيما يتعلق بمضمون الكتاب، فهناك سؤال واحد يتردد صداه بين دفتيِ الكتاب وهو ما إذا كان الاقتصاد سيبدو مختلفا إذا تم الاعتراف بمساهمات المرأة على النحو اللائق.

 

- تأخذ "ريفز" القارئ في رحلة لاستعراض أعمال الاقتصاديات في عشرة فصول لإظهار الطرق المختلفة التي عالجن بها الأسئلة الاقتصادية الأساسية في عصرهن وكيف تظل ذات صلة حتى اليوم.

 

- من خلال تركيز الاقتصاد على "الأسرة"، تشرع "ريفز" في الدفاع عن سياستها الخاصة "بالأمان"، والتي ترفض التخفيضات الضريبية وإلغاء الضوابط التنظيمية للقطاع المالي، وبدلاً من ذلك تدافع عن تعزيز البنية التحتية والتعليم وإمدادات العمالة.

 

- ولا يُفهم من ذلك أن "ريفز" تجادل بأن العالم الذي تتولى فيه النساء المسؤولية سيكون أفضل بكثير من العالم الذي وصلنا إليه.

 

- في الواقع، تختلف "ريفز" في كثير من الأحيان مع الاقتصاديات اللائي تسلط عليهن الضوء.

 

- على سبيل المثال، تشعر "ريفز" بالقلق من أن "إلينور أوستروم"، الحائزة على جائزة نوبل، والتي زعمت أن الإدارة المحلية للموارد العامة يمكن أن تعمل بشكل جيد في العالم الحقيقي، تقلل من أهمية اتفاقيات المناخ العالمية.

 

- وفي مثال آخر، تؤكد أن "شوارتز" ذهبت بأفكارها النظرية حول التحكم في المعروض من النقود إلى أبعد مما ينبغي، من خلال الدعوة إلى سياسة نقدية أكثر إحكاما لا يستطيع الاقتصاد تحملها.

 

- وبشكل عام، يهدف الكتاب إلى 3 أهداف رئيسية:

 

- أولاً: إعادة كتابة دور المرأة في تاريخ الاقتصاد بعد أن تم غض الطرف عن مساهماتها العديدة في هذا المجال.

 

- ثانيًا: تسليط الضوء على الموهبة الفريدة للمرأة، لا سيّما في الاهتمام بالأسرة وحياة الناس العاديين بطرق لم يتمكن من القيام بها سوى عدد قليل من الاقتصاديين الآخرين.

 

- ثالثًا: استخدام هذه النماذج للدفاع عن المزيد من النساء في الاقتصاد بسبب مهارات المرأة الفريدة في صنع القرار.

 

- وقد نجحت "ريفز" بالفعل في تسليط الضوء على العديد من الاقتصاديات البارزات بل وفاضلت بين وجهات النظر المختلفة.

 

- فمثلًا، يُظهر الفصل المتعلق بالاقتصاد التنموي وجهات نظر مختلفة حول مسألة المساعدات، حيث ينادي البعض مثل الاقتصادية الزامبية المولد دامبيسا مويو إلى رفض شامل لمساعدات التنمية وتدعو بدلاً من ذلك إلى مزيد من الاعتماد على الرأسمالية لانتشال الناس من الفقر.

 

- في المقابل، تركز خبيرة الاقتصاد في الأمم المتحدة "ساكيكو فوكودا بار" على تحسين فعالية المساعدات بدلاً من رفض المساعدات الإنمائية تمامًا.

 

- ربما تشكك القراءات النسوية في اختيارات الكاتبة، أو حتى في سياسات بعض هؤلاء الاقتصاديات وما إذا كانت سياساتهن المقترحة مؤيدة للمرأة بالفعل أم لا.

 

- ومع ذلك، فإن حقيقة أنه في الثمانمائة عام الماضية لم تشغل أي امرأة أبدًا منصب وزير الخزانة، يشير إلى ما يمكن أن يصفه معظمهم بأنه عدم مساواة طويلة الأمد وغير ديمقراطية تسترشد بها السياسة حتى اليوم.

 

- إن كتاب "النساء اللاتي صنعن الاقتصاد الحديث" يقوم بعمل قيم يتمثل في تحدي المفاهيم المسبقة لدى القراء حول ماهية الاقتصادي.

 

- ولكن ربما يكون الدرس الأكثر أهمية الذي يمكن استخلاصه من هذه الأزمة هو أهمية منح الفضل لمن يستحقه.

 

المصدر: كلية لندن للاقتصاد

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.