50 عاماً في نفس الشركة .. ما خلاصة التجربة الناجحة لهذا الرجل؟

-عندما تقدم "كيب تيرنر" لأول مرة للعمل لدى شركة الاتصالات AT&T في عام 1973، لم يتوقع أنه سيقضي جلّ حياته المهنية التي استمرت 50 عامًا في نفس الشركة.

- حيث انضم "تيرنر"، البالغ من العمر الآن 68 عامًا، إلى الشركة لأول مرة كعامل تركيب للمحطات عندما كان عمره 18 عامًا، دون الحصول على شهادة جامعية، وكان ينوي العودة إلى الكلية ليصبح طبيبًا بيطريًا.

- بدلاً من ذلك، على مدى العقود الخمسة التالية، تولى كيب حوالي 8 أدوار وظيفية مختلفة في المجال الهندسي، وهو يعمل الآن كمهندس رئيسي لتطوير المنتجات بالقرب من مقاطعة فولكنر، أركنساس.

- لقد تبنى "تيرنر" أيضًا الكثير من المتدربين الأصغر سنًا طوال هذه الرحلة المهنية الطويلة ويعتقد أنه على الرغم من ثقافة التنقل بين الوظائف الشائعة اليوم، ولكن حتى الخريجين الشباب يمكنهم بناء حياتهم المهنية لمدة 50 عامًا.

- وهو يعتقد أن هذا ممكن إذا وُجدت الإرادة والعزيمة. مضيفًا أن هناك سمة مشتركة بين معظم الموظفين الأصغر سناً الذين قدم لهم المشورة، وهي أنه ليس لديهم الصبر للبقاء في شركة واحدة لفترة طويلة.

- من وجهة نظره، يقول "تيرنر" إن مفتاح حياته المهنية التي استمرت 50 عامًا كان التركيز على أن يصبح خبيرًا في وظيفته الحالية، ثم يتعلم أن يكون راضيًا عما يفعله.

- مردفًا أنه لم يكن أبدًا لحوحًا بشأن الحصول على ترقية. وأنه كان يطلب من رؤسائه أن يتركوه وشأنه حتى يتعلم مهارات الوظيفة الجديدة ويتقن كافة جوانبها.

- على مر السنين، تعلم "تيرنر" الكثير من المهارات الجديدة من خلال طرح الأسئلة على الزملاء، وحتى سؤال رئيسه.

- يقول "تيرنر" إنه لم يكن من المفترض أن يخبر مشرفه أنه يتقدم لوظيفة، ولكنه كان يفعل ذلك دائمًا. وعند سؤاله عن السبب كان الرد أنه يبحث عن فرصة أفضل، أو مجال مختلف، أو راتب أعلى.

- ويشدّد "تيرنر" على نقطة في غاية الأهمية وهي أنه قد لا يحصل المرء على وظيفة أو ترقية لأنه قد يكون غير مؤهل لها، وأنه إذا كان يريدها حقًا، فيجب أن يستغل وقته في تعلم المهارات التي سيحتاجها للتفوق والترقي.

- ويتذكر "تيرنر" أحد الأدوار الوظيفية التي تقدم إليها عدة مرات وتم رفضه، لأنه، بصراحة، كان هناك شخص آخر أكثر كفاءة منه.

- ولكن في إحدى المرات، انتهى الأمر بالشخص الذي يؤدي هذه الوظيفة إلى ترك الشركة في وقت لاحق، وهكذا ذهب تيرنر إلى رئيسه وأخبره بمهاراته وأنه يعتقد أنه مناسب لهذا الدور. وقد حصل بالفعل على الوظيفة.

السعادة في العمل تتجاوز الأجر بكثير

- وفقا لمركز بيو للأبحاث، يستقيل معظم الأشخاص من عملهم بسبب انخفاض الأجور وانعدام الفرص للتقدم والترقي.

- وقد أدت عوامل عديدة إلى جعل التنقل بين الوظائف أكثر انتشارا في العقود الأخيرة، بما في ذلك بطء نمو الأجور، واستراتيجيات الاستعانة بموظفين من خارج الشركة.

- فيما يتعلق بالراتب، يعترف "تيرنر" بأنه لم يجر محادثة حول الراتب مع أي شخص منذ سنوات عديدة. لذلك لا يعرف ما إذا كان (الشباب) راضين عن رواتبهم أم لا.

- ولكنه يعلم أنه في معظم الأحيان، هذا هو السبب وراء انتقال الناس- أنهم يريدون رواتب ومزايا أفضل.

- ويضيف أنه تمكن، مع بعض الاستثناءات، من تحقيق ذلك بفضل الراتب الذي كان يتقاضاه طوال هذه السنوات.

- بالإضافة إلى الراتب، يقول "تيرنر" إنه حافظ على عمله في شركة AT&T بسبب كل التدريب أثناء العمل الذي تمكن من متابعته ورفع مستواه في حياته المهنية.

- على الرغم من أن "تيرنر" لم يحصل أبدًا على شهادة جامعية، إلا أنه تمكن من الحصول على حوالي 150 دورة تدريبية مختلفة لتعلم مهارات هندسية مختلفة لوظيفته، بما في ذلك المهارات التي سمحت له بالترقي إلى فرص جديدة.

- وهو يشجع الشباب بقوة على الاستفادة من جميع فرص التدريب والتعليم التي تقدمها الشركة، لأنه في نهاية المطاف، يعتمد بناء مهنة تمتد لنحو خمسين عامًا على الرضا عن مؤسستك وعن دورك الوظيفي- على حد قوله.

المصدر: سي إن بي سي