آفات مدمرة تجتاح محاصيل 20 مقاطعة صينية بعد دوكسوري

يواجه المزارعون في الصين هجوماً يجتاح محاصيلهم هذا العام بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً، حيث يؤدي الطقس المتطرف إلى تسريع انتشار ونمو الأمراض والآفات الزراعية المدمرة، مثل دودة الحشد الخريفية المروعة.

تتعرض المحاصيل الزراعية الرئيسية للخطر، بما في ذلك الذرة والأرز اللذان يعتبران غذاءً أساسياً مهماً بالنسبة إلى العالم، في الوقت الذي تعاني فيه إمداداتهما بالفعل من تهديدات بأماكن أخرى في آسيا. تعد الصين أكبر منتج ومستورد للحبوب في العالم التي تشكل غذاءً للمليارات.

أصبحت الآفات الزراعية، المدمرة للمحاصيل، أكثر فتكاً، وتشكل تهديداً أكبر للأمن الغذائي العالمي بسبب تغير المناخ، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو). قالت الحكومة الصينية إن الأمطار الغزيرة والرياح، بما فيها تلك التي تسبب بها مؤخراً إعصار "دوكسوري" المدمّر ساعدت في هجرة الحشرات وتفشي الأمراض.

ظهرت الحشرات التي تلتهم حقول الأرز والذرة في وقت سابق بمناطق النمو الرئيسية في شمال وجنوب الصين هذا العام، وفقاً لوحدة بوزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية. كذلك أسهم الطقس الأكثر دفئاً في انتشار الآفات أيضاً إلى جانب الأمطار والفيضانات الأخيرة.

طقس متطرف
 

قال هو غاو، الأستاذ في جامعة "نانجينغ" الزراعية: "ظواهر الطقس المتطرفة، الناجمة عن تغير المناخ، لها تأثير كبير على هجرة الحشرات وإصابة المحاصيل بالأمراض. أصبح من الصعب التنبؤ بذلك، حيث تحولت الهجمات هذه إلى كونها غير منتظمة بعض الشيء".

تتركز دراسة "هو" على حشرات "قافزات النباتات" و"لفافة الأوراق"، وهي من الآفات الشائعة التي تغزو حقول الأرز. يقول إن انتشار الحشرات في جنوب الصين-حيث يُزرع معظم محصول البلاد-بات أكثر خطورة من السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أنه أضاف أن التأثير على الإنتاج محدود حتى الآن.

يرجح أن يؤدي أي ضرر كبير على إنتاج الأرز إلى زيادة الضغوط على السوق العالمية إذا احتاجت الصين إلى استيراد المزيد منه. قفزت الأسعار في آسيا إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عاماً تقريباً هذا الأسبوع بسبب مشكلات الإمدادات.

وفقاً لمنظمة "الفاو"، يتكبّد الاقتصاد العالمي سنوياً أكثر من 220 مليار دولار بسبب أمراض النباتات، وتكلف الآفات 70 مليار دولار على الأقل. قالت المنظمة الأممية إن ما يصل إلى 40% من محاصيل العالم تُهدر بسبب الآفات الزراعية.

تفشٍ أسرع

ذكرت الحكومة الصينية إنها اكتشفت دودة الحشد الخريفية في 20 مقاطعة على مستوى البلاد في الصين حتى الآن في عام 2023، وظهرت في أكبر منطقة نامية في البلاد في الشمال في وقت أسرع من السنوات السابقة. ومع ذلك، ذكرت صحيفة "بكين نيوز" الحكومية أن جهود المكافحة منعت معظم الحشرات من عبور نهر اليانغتسي، مما خفف التأثير على المحاصيل.

كذلك يتسبب صدأ الذرة، وهو أحد مسببات الأمراض الفطرية التي يمكن أن تقتل النباتات، في تفاقم المشكلة.

قال سونغ كانيونغ، مزارع في مقاطعة هينان بوسط البلاد: "بدأ للتو في الظهور. خلال السنوات السابقة، كان يتفشى متأخراً، مع اقتراب موعد الحصاد. كل ما يمكنني فعله هو رش بعض المبيدات ومحاولة السيطرة على انتشاره. دودة الحشد الخريفية موجودة هنا أيضاً، لكن ليس بشكل كبير".

عادة ما يتم حصاد المحصول في منطقة هينان في شهر أكتوبر تقريباً، مما يعني أن وصول صدأ الذرة في أسرع وقت يترك النباتات أكثر عرضة للتلف. شكلت المقاطعة ما يقرب من 8% من المحصول الوطني في عام 2021.

تتأهب الصين لمواجهة طقس أكثر قسوة في أعقاب الأمطار الغزيرة التي سببها إعصار "دوكسوري"، حيث دمر بعض المحاصيل في الشمال الشرقي، التي اشتهرت بأنها سلة الحبوب في البلاد. من المقرر أن تضرب بقايا عاصفة أخرى-خانون-مقاطعات هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ ومنطقة منغوليا الداخلية.