نبض أرقام
02:36 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

بعضُ أفضلِ الكتبِ الجديدة في الاقتصاد

2023/07/15 أرقام

"تخيل أن تبدأ مع تشرشل وتنتهي مع ليز تراس؟ يا لها من صورة مجازية تلخص حالة التدهور الاقتصادي التي تمر بها بريطانيا"

 

هكذا يكتب مارك بليث، أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة براون، في مقدمة كتابه "طغيان الحنين إلى الماضي: نصف قرن من التدهور الاقتصادي البريطاني".

 

إن أي شخص يسعى إلى التعرف على كيفية أداء اقتصاد المملكة المتحدة على مدار الخمسين عامًا الماضية لا يمكنه أن يفعل أفضل من قراءة هذا الكتاب.

 

باعتماد منهج سردي مباشر، يُسلط المؤلف الضوء على الأداء الاقتصادي البريطاني مع التركيز بشكل خاص على صنع السياسات - والأهم من ذلك، أبرز النجاحات والإخفاقات خلال هذه الفترة.

 

 

والكتاب ممتع وسهل القراءة للغاية؛ حيث يأخذ القارئ في رحلة آسرة عبر الماضي القريب (نسبيًا).

 

نقطة البداية للسرد هي "العصر الذهبي" في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عندما أصبحت تقلبات الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية مجرد ذكريات، وأعقبتها بيئة اقتصادية لم تحدث فيها انكماشات اقتصادية واضحة.

 

وكانت البطالة منخفضة والدخول الحقيقية آخذة في الارتفاع - وهي حالة يمكن التعبير عنها بشكل مناسب من خلال مقولة هارولد ماكميلان الشهيرة: "لم تكن الأمور بهذه الجودة من قبل".

 

ثم يقدم المؤلف منظورًا جديدًا عن السبعينيات - عندما انتهى عصر النفط الرخيص فجأة وارتفع التضخم والبطالة على حد سواء كما حدث في النزاعات الصناعية - وصل التصعيد الأخير إلى ذروته مع "شتاء السخط" عام 1978.

 

يستمر السرد في تغطية العقود اللاحقة، وتسليط الضوء على التطورات الاقتصادية والمالية المهمة التي أجرتها مارجريت تاتشر في الثمانينيات.

 

مع سرد دقيق بشكل خاص للأحداث الهامة مثل طرد الجنيه الإسترليني المخزي من آلية سعر الصرف الأوروبية في سبتمبر 1992 ("الأربعاء الأسود")، وصولاً إلى حكومة توني بلير والأزمة المالية واستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

وتختتم القصة قبل ظهور الجائحة وجميع التحديات الاقتصادية المعقدة بشكل غير عادي التي شكلها الوباء (على الرغم من أن مشكلة الميزانية غير الحكيمة في سبتمبر الماضي قد تم ذكرها بالفعل).

 

هذا الكتاب هو أكثر من مجرد سرد تاريخي مفصل لاقتصاد المملكة المتحدة على مدى العقود السبعة الماضية.

 

حيث يشرح المؤلف كيف ساعدت الظروف الاقتصادية والسياسية السائدة في التأثير على كيفية تطور فروع معينة من فكر الاقتصاد الكلي وأيديولوجيته من خلال رؤساء الوزراء المتعاقبين ومستشاريهم، وبين الناخبين.

 

ثم يربط كل ذلك بسلسلة من الدروس، بما في ذلك الحاجة إلى تغيير العقليات لخوض المعارك الاقتصادية الحالية، أثناء التحضير للمعارك التالية.

 

يتمثل أحد الجوانب المفيدة بشكل خاص في نهج المؤلف في تحديد المبادئ الأساسية للنموذج السائد للتفكير الاقتصادي - أو "الأرثوذكسية الاقتصادية" - التي سادت في أي وقت وإظهار كيف أدى ذلك إلى دفع النقاش السياسي والقرارات السياسية الناتجة.

 

في الواقع، يبدو تصوير المؤلف الممتاز للمِحن الاقتصادية في بريطانيا أشبه بمأساة شكسبيرية، مليئة بالمخلصين والأشرار وقصص النجاح والإخفاق.

 

 

كان انهيار بنك وادي السيليكون في مارس، وأزمة بريطانيا في العام الماضي، بمثابة جرس إنذار بأن اللوائح في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008 لا تزال غير كافية لحماية الأنظمة الاقتصادية والمالية الديناميكية.

 

في كتاب "الانهيارات الكبرى" تأخذ ليندا يويه، أستاذة الاقتصاد المساعدة في كلية لندن للأعمال، القارئ في رحلة مفصلة من 10 انهيارات مالية رئيسية في القرن الماضي، بما في ذلك الكساد الكبير وانهيار الدوت كوم.

 

وهي تقارن بخبرة ودهاء أسباب الانهيارات وعواقبها المختلفة، وتحدد ثلاث مراحل مشتركة: أولاً تأتي النشوة، ثم المصداقية، تليها العواقب.

 

يوفر هذا الإطار نافذة ثاقبة على السلوكيات والخطوات الخاطئة في السياسة التي ساهمت في أكثر الحوادث سيئة السمعة.

 

لذا يُعد هذا الكتاب مهمًا لإفاقتنا وإبقائنا جميعًا على أهبة الاستعداد عندما يبدأ شعور الرضا عن الذات في التسلل مرة أخرى.

 

 

غيّـر إدموند فيلبس -الحائز على جائزة نوبل لعام 2006- الطريقة التي يفكر بها الاقتصاديون في العالم. وتُعد سيرته الذاتية، "رحلاتي في النظرية الاقتصادية"، رحلة عبر تطور الفكر الاقتصادي الكلي والجزئي على مدى العقود الستة الماضية، والتي قدم فيها فيلبس مساهمات كبيرة.

 

بدءًا من جامعة ييل في أوائل الستينيات، عندما كتب ورقة بحثية شهيرة حول "معدل الادخار للقاعدة الذهبية"، وصولاً إلى تحدياته لافتراض المعلومات المثالية في النماذج الاقتصادية، يتعرج فيلبس من خلال تطوره الفكري ومناقشاته مع زملائه الاقتصاديين الحائزين على جائزة نوبل، بما في ذلك أمارتيا سين وكينيث آرو.

 

تمضي مذكرات فيلبس -التي ستثير اهتمام أي شخص مهتم بالطبيعة متعددة التخصصات للعلوم الاجتماعية- لتحدد بحثه الأساسي في أوائل السبعينيات حول التمييز الإحصائي، قبل فترة عمله في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير في التسعينيات، مع ملاحظة الاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية في أوروبا الشرقية.

 

 

أثار صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي حالة من الإثارة والقلق بين الاقتصاديين. قد تكون هناك مكاسب كبيرة في الإنتاجية، لكن العواقب الاجتماعية والاقتصادية غير واضحة.

 

وهذا يجعل موعد طرح كتاب "الطاقة والتقدم"، الذي كتبه الاقتصاديان في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دارون أسيموغلو وسيمون جونسون، هو الوقت المناسب.

 

وبفضل خبرتهما في كيفية تشكيل المعايير والثقافة والمؤسسات للاقتصادات، يقدم المؤلفان عكس السرد القائل بأن الابتكار التكنولوجي يساوي بالضرورة التقدم، من خلال دراسة تاريخية لعلاقة البشرية بالتكنولوجيا.

 

تتمثل فكرتهما الأساسية في أنه لكي يكون للابتكار فوائد واسعة النطاق، يجب إدارته بفعالية. كما يسلطان الضوء على كيفية تحدي المجتمعات للنخب على المكاسب من الأفكار والتكنولوجيا الجديدة من أجل الحصول على حصة اقتصادية أكبر وظروف عمل أفضل.

 

تقدم نظرة المؤلفيَـن الدقيقة إلى التطور التكنولوجي الرؤى حول كيفية ضمان أن تؤدي ثورة الذكاء الاصطناعي القادمة إلى فوائد واسعة النطاق للكثيرين، وليس فقط لرجال التكنولوجيا.

 

المصدر: الفاينانشال تايمز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.