الاتحاد الأوروبي يريد تعديل موقفه تجاه الصين

2023/05/13 أ ف ب

أعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة "تعديل" نهجه تجاه الصين من أجل تقليص تبعيته الاقتصادية ودفع بكين إلى اتّباع سياسة أكثر تشدد إزاء موسكو في ملف أوكرانيا.

ووافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية التي قدمها مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل خلال اجتماع غير رسمي في ستوكهولم الجمعة.

وسيعقبه السبت اجتماع مع شركاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ في إطار منتدى تم إنشاؤه عام 2021 لا تشارك فيه الصين وتايوان.

وأعلن بوريل اثر الاجتماع أن الوثيقة التي تحدد الاستراتيجية الجديدة "تعتبر أساس عمل قويا للغاية. وستؤخذ ملاحظات الوزراء في الاعتبار لوضع اللمسات الأخيرة على الاقتراح الذي سيعرض على القادة الأوروبيين في قمتهم في حزيران/يونيو".

وأكد أحد المشاركين أن الصين تظل شريكًا ومنافسًا وغريما للاتحاد الأوروبي "لكن بتأكيد بكين قوتها، صار العنصر الثالث الأهم".

وأكد وزير لوكالة فرانس برس أن "الجميع وافقوا على الوثيقة"، فيما شددت الوزيرة الفرنسية كاترين كولونا على أنها "تناسبنا تماما".

وسيتم استكمالها باستراتيجية الأمن الاقتصادي التي ستعلنها المفوضية الأوروبية في 21 حزيران/يونيو.

مع ارتفاع منسوب التوتر حول تايوان، برزت في الأسابيع الأخيرة تباينات في توجّهات الدول الأعضاء في التكتل، ما دفع أوروبا إلى السعي لاعتماد موقف موحّد في علاقة معقّدة وإنما لا يمكن الاستغناء عنها مع الصين.

تشدّد الوثيقة التي اطّلعت عليها وكالة فرانس برس على أن "الصين تغيّرت كثيرا. صعود النزعات القومية والأيديولوجية، واشتداد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين وهو أمر مؤثر في كل المجالات السياسية، وكون الصين بصدد التحوّل، كلها أمور تفرض تحديد استراتيجية متماسكة".

وقال بوريل الذي دعا قبل فترة قصيرة إلى "وضع حد لانعدام التناغم" في المواقف، إنه "يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تكون أكثر اتّحادا والتصرّف وفق سياسة موحّدة" إذا أرادت أن تكون في وضعية متناسبة "إزاء صعود الصين بصفتها قوة عظمى".

من أهم الملفات الخلافية مع الصين هو غموض موقفها إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

فبكين لم تصدر أي إدانة لموسكو، وبعض شركاتها تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات الأوروبية.

وقال بوريل "لا يمكننا أن نقيم علاقة طبيعية مع الصين إن لم تستخدم تأثيرها القوي على روسيا من أجل وضع حد لهذه الحرب".

وأثارت بروكسل حفيظة بكين باقتراحها على الدول السبع والعشرين تقييد إمكانات التصدير بالنسبة إلى ثماني شركات صينية متّهمة بإعادة تصدير سلع إلى روسيا بمكوّنات إلكترونية وتقنيّات حسّاسة مثل أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة. لكنّ وزير الخارجيّة الصيني تشين غانغ الذي يجول في أوروبا حذّر في برلين من أنّ بكين "ستردّ" إذا تمّ تبني هذه الإجراءات.

ويجري الأخير هذا الأسبوع جولة في أوروبا، وهو موجود الجمعة في النروج.

وقال بوريل إن "أي قرار لم يتّخذ بعد"، وأضاف "القرار يعود للدول الأعضاء والإجماع ضروري".

كذلك، شدد على ضرورة أن يظل الاتحاد الأوروبي "يعمل" مع الصين رغم الاختلافات ودعا إلى "تقليل التبعيات المفرطة في قطاعات استراتيجية معينة، لأنها عندما تكون مهمة جدا، فإنها تصبح تهديدا".

وقال ممثّل بولندا وزير الخارجية بافيل جابلونسكي "علينا أن نجد سبيلا لكي نكون (الاتحاد الأوروبي) شريكا لا زبونا".

من جهته، قال وزير الخارجية الصيني تشين غانغ من أوسلو، المحطة الأخيرة في زيارته لأوروبا، إن على الصين وأوروبا معًا "رفض عقلية الحرب الباردة".

وسيركز وزراء الاتحاد الأوروبي ونظراؤهم في منطقة آسيا-المحيط الهادئ خلال اجتماعهم السبت في ستوكهولم على الجانب الأمني مع التوتر في مضيق تايوان، "لكنه سيتيح خصوصا البحث في الشراكات بطريقة بناءة" كما قال مسؤول أوروبي رفيع المستوى.

وأضاف "من غير الوارد السعي لإيجاد اصطفاف بين المشاركين ضد روسيا خلال هذا الاجتماع، ويجب الحفاظ على الوضع القائم بين الصين وتايوان لتجنب حصول تصعيد".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.