حقّقت موانئ سلطنة عُمان الرئيسة (صلالة وصحار والدقم) خلال العام الماضي 2022م نموًّا إجماليّاً في عملياتها التشغيلية بنسبة 8 بالمائة، فقد تم مناولة أكثر من 3ر62 مليون طن من البضائع العامة بنسبة نمو بلغت 10 بالمائة عن الفترة نفسها من عام 2021.
وبلغت البضائع السائلة التي تم مناولتها حوالي أكثر من 7ر23 مليون طن بنسبة زيادة 22 بالمائة عن الفترة ذاتها من عام 2021م، فيما بلغ عدد الحاويات المناولة في الموانئ الثلاثة حوالي 2ر5 مليون حاوية نمطية، وتمت مناولة أكثر من 59ر1 مليون رأس من الماشية و7ر71 ألف مركبة ومعدة، وقد تجاوز عدد السفن القادمة إلى هذه الموانئ أكثر من 6500 سفينة خلال عام 2022م.
وحصل ميناء صلالة على المركز الثاني في ترتيب موانئ الحاويات الأكثر كفاءةً في العالم، بحسب تقرير "مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2021" الصادر عن البنك الدولي، بالإضافة إلى ذلك وصل عدد الحاويات المناولة في الميناء في يوم واحد إلى 1157 حاوية، ما يعد رقمًا قياسيًّا منذ افتتاحه.
وعمل ميناء صلالة أيضًا على زيادة قدراته الاستيعابية لتلبية الطلب العالمي المتزايد وفقًا للاستراتيجية التوسعية التي تعتمدها مجموعة أسياد، فأدخل حيز الخدمة 16 رافعة جسرية و3 رافعات ذراعية متحركة لرصيف البضائع العامة، والمباشرة في تطوير قدرات محطة الحاويات للميناء في الربع الأخير من 2022 وتجهيزها لاستقبال سفن الحاويات العملاقة.
وفي إطار تعزيز القدرات التشغيلية، أطلق ميناء صلالة خطًّا ملاحيًّا جديدًا يربط مباشرةً بين الصين واليمن عبر معبر المزيونة البرّي، كما عقد شراكة استراتيجية عالمية لبدء أعمال تزويد السفن بالوقود، بهدف تحويل ميناء صلالة إلى وجهة إقليمية مفضّلة لمشغّلي السفن للحصول على خدمات التزوّد بالوقود.
من جهة أخرى، فقد شهد ميناء صُحار عام 2022 نموذجًا للتكامل التشغيلي لوحدات أسياد المختلفة، فقد استقبل الميناء الدفعة الأولى من الحاويات عبر "خطوط أسياد"، قادمةً من الموانئ السنغافورية والماليزية بنسبة إشغال كاملة بلغت 100 بالمائة، ما يشير إلى حجم تشغيل سنوي متوقّع يبلغ 100 ألف وحدة نمطية لهذا الخط فقط.
كما أطلق الميناء الخط المباشر الذي يمرّ بموانئ المملكة العربية السعودية ومصر وليبيا واليونان، وذلك بالتعاون مع شركتي "سي أم آي سي جي أم" و"هتشينسون بورتس" العالميتين.
كما تابع ميناء صُحار المضي في خططه التوسعية عبر توقيع اتفاقية في يونيو 2022 لتوسيع منشآت التخزين مع شركة "سي ستاينويج عُمان" المسؤولة عن تشغيل المحطة الثالثة في الميناء، وإبرام اتفاقية أخرى مع شركة " أدفاريو" لتمديد عقد تشغيل محطة تخزين النفط، تعزيزًا لقدرات الميناء الاستيعابية، وتطويرًا لمستوى خدماته المتكاملة بصفته بوابةً بحرية رئيسة للقطاع الصناعي في سلطنة عُمان.
وفيما يخص ميناء الدقم الذي افتُتِح رسميًّا في فبراير 2022م، فقد بدأ استلام وتشغيل آلات ومعدات لوجستية ثقيلة، منها الرافعات الجسرية المتحرّكة ورافعات إنزال البضائع عن ظهر السفن، وفي إطار سعي شركة ميناء الدقم في جذب الاستثمارات النوعية؛ فقد وقّعت اتفاقية مع مجموعة "جندال شديد" لإقامة مصنع لإنتاج الحديد الأخضر على مساحة تُقدَّر ب 2 كيلومتر مربع واستثمارات تقارب 3 مليارات دولار، إضافة إلى توقيع اتفاقية حجز الأرض مع شركتي "ميتسوي وشركاؤه" المحدودة و"كوبي ستيل" لتطوير مشروع المعادن الحديدية ذات انبعاثات منخفضة لثاني أكسيد الكربون في ميناء الدقم.
وعلى مستوى المناطق الحرّة، وصل حجم الاستثمارات المؤكدة في المنطقة الحرة بصحار والمنطقة الحرة بصلالة ومدينة خزائن الاقتصادية إلى أكثر من 600 مليون ريال عُماني في عام 2022، ما يؤكّد نجاح استراتيجية المجموعة في جذب رؤوس الأموال العالمية إلى مناطقها الحرة والاقتصادية، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة آمنة ومرغوبة للاستثمارات العالمية.
وقد تم افتتاح مشروعين جديدين في المنطقة الحرة بصلالة في مطلع عام 2023، هما: مشروع أوكيو للأمونيا، ومصنع فيلكس للصناعات الدوائية، أما في صُحار فتخطّى حجم التبادل التجاري مليار ريال عُماني في عام 2022، وفي العام نفسه بدأت "خزائن" أعمالَ بناء سوق الخضار والفواكه المركزي الذي من المقرّر أن يُفتتَح في عام 2024.
من جانبه أوضح أحمد بن علي البلوشي رئيس وحدة إدارة الأصول في مجموعة أسياد أن مؤشرات الأداء المميّزة التي سجّلتها المجموعة في العام الماضي تعكس نجاح استراتيجية أسياد للتوسّع والارتقاء بالقطاع اللوجستي في سلطنة عُمان.
وبيّن أن مجموعة أسياد تعمل على تحسين توظيف أصول المجموعة والتكامل التشغيلي بين وحداتها؛ ما أدى إلى تحقيق المجوعة أداءً ماليًّا وتشغيليًّا مميّزًا، محوِّلِين التحديات الدولية على سلاسل الإمداد العالمية إلى فرص لتحقيق النمو وتعزيز حضور سلطنة عُمان على الخارطة اللوجستية في العالم.
وأضاف أن هذه الموانئ نجحت في ربط عُمان بأبرز الأسواق العالمية؛ عبر استحداث خطوط ملاحية جديدة تعزّز دورها كمراكز لوجستية وبوابات تجارية حيوية، كما تمكّنت المناطق الاقتصادية والحرّة التابعة لأسياد من جذب استثمارات أجنبية مباشرة والاستفادة من الفرص التجارية العالمية، مثبتة مكانة أسياد كعلامة تجارية رائدة وموثوقة على مستوى العالم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}