يجري رئيسا أكبر مصرفين في سويسرا مزيدا من المحادثات الأحد لبحث استحواذ بنك يو بي إس على بنك كريدي سويس الذي طلب 53,7 مليار دولار الأسبوع الماضي لإنقاذه في ظل الشكوك المتزايدة في قدرته على الوفاء بالتزاماته.
سيتعين على الرئيس التنفيذي لبنك يو بي إس رالف هامرز الذي كانت أولويته حتى الآن الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية، أن يقرر ما إذا كان مصرفه سيستحوذ كليا أم جزئيا على منافسه المتعثّر.
ويعرف رئيس كريدي سويس أولريش كورنر بنك يو بي إس جيدا وقد يكون قادرا على استخدام ذلك لتسهيل المفاوضات، وإن كان مصمما حتى الآن على المضي قدما في خطة إعادة هيكلة مصرفه التي أطلقها في تشرين الأول/أكتوبر.
يقود الهولندي هامرز (56 عاما) يو بي إس منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
اكتسب المصرفي سمعة طيبة في البنك الهولندي آي إن جي الذي تولى مسؤوليته عندما كان يواجه مشكلة في سداد 10 مليارات يورو للحكومة التي أنقذته خلال الأزمة المالية العالمية.
تحت إشرافه، سدد آي إن جي قروضه قبل سبعة أشهر من الموعد النهائي للدفع.
لكن تحت قيادته أيضا، اضطر آي إن جي إلى تسوية قضية غسل أموال بقيمة 775 مليون يورو مع السلطات الهولندية عام 2018، بعد أن فشل في ضمان عدم إخفاء أشخاص أموالا مستخدمة في أغراض غير قانونية في حساباته.
تولى هامرز مسؤولية يو بي إس من سيرجيو إرموتي، رئيس مجلس إدارة شركة التأمين سويس آر آي.
قضى إيرموتي تسع سنوات في استعادة سمعة يو بي إس بعد تدخل الحكومة السويسرية والبنك المركزي لإنقاذه عام 2008، وبعد خسائر بقيمة 2,3 مليار دولار عام 2011.
غادر إرموتي البنك وهو في حال جيدة، ما أعطى هامرز المجال لإطلاق المرحلة التالية في نموه: توجيهه نحو التكنولوجيا الرقمية، وقد كان ذلك أحد إنجازاته الرئيسية في آي إن جي.
لكن رالف هامرز عانى من بعض الانتكاسات، ففي العام الماضي اضطر يو بي إس للتخلي عن صفقة استحواذ بقيمة 1,4 مليار دولار على شركة ويلث فرونت لخدمات الاستثمار ومقرها كاليفورنيا.
فشلت الخطة لكن هامرز واصل الاستثمار في القطاع الرقمي على رأس بنكه الذي حقق أرباحا بلغت 7,6 مليار دولار العام الماضي.
كثيرا ما يظهر هامرز بدون ربطة عنق وياقة قميصه مفتوحة، وهو مظهر بعيد كل البعد عن الزي الرسمي الذي يعتمده معظم المصرفيين في زيورخ.
أصبح كورنر (60 عاما) الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس في آب/أغسطس 2022.
وتسلم هذا المنصب الرفيع بعد أن تولى قسم إدارة الأصول اثر إفلاس شركة غرينسيل البريطانية التي استثمر البنك فيها نحو 10 مليارات دولار.
بدأ كورنر الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، حياته المهنية في شركة ماكينزي للاستشارات.
عمل لاحقًا في كريدي سويس في مناصب مختلفة بين عامي 1998 و2009، ولا سيما إدارة الأنشطة في السوق السويسرية، قبل الانتقال إلى يو بي إس حتى عام 2020.
عاد المواطن الألماني-السويسري إلى كريدي سويس عام 2021 حيث تم تكليفه بإدارة الأصول بعد قضية غرينسيل.
تميز كورنر بقدرته على تنفيذ برامج إعادة الهيكلة، فبصفته رئيسا للعمليات في يو بي إس، أدخل تغييرات على وظائف أساسية في المقر الرئيسي "مثل الآلة"، وفق عبارة صحيفة تاغز-أنزيغر السويسرية.
وكشف النقاب عن برنامج إعادة هيكلة لكريدي سويس في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، يشمل التخلي عن النشاط الاستثماري وإعادة تركيز المجموعة على أنشطة أكثر استقرارا مثل إدارة الأصول.
ويتضمن البرنامج إلغاء تسعة آلاف وظيفة بحلول عام 2025، ما سيقلل القوة العاملة بنسبة 17 في المئة.
الثلاثاء، عشية أسوأ يوم للبنك على الإطلاق في البورصة، حضّ أولريش كورنر المستثمرين على منحه ثلاث سنوات كما تنص خطته لتنفيذ الإصلاح الشامل ورؤية تؤتي ثمارها.
لكن مع خسارة سنوية قدرها 7,3 مليار فرنك سويسري العام الماضي وتوقع مزيد من الخسائر لعام 2023، لم يقتنع المستثمرون، ما دفع البنك المركزي السويسري إلى تمديد قرض طارئ بقيمة 50 مليار فرنك سويسري (54 مليار يورو).
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}