لعلَّ النصيحة الشائعة التي مفادها أن "المتداول بحاجة إلى المخاطرة أكثر لتحقيق عوائد أكبر" هي واحدة من أكثر العبارات الخادعة في التداول؛ إذ إن هذا الأمر عارٍ تمامًا عن الصحة. بل على العكس من ذلك، يتعين على المتداول أن يسعى إلى تقليل المخاطرة في كل صفقة من أجل تحقيق عوائد أعلى.
- عندما يخاطر المتداول اليومي بمبالغ صغيرة في كل صفقة، ولنقل مثلًا 1% من رصيد الحساب، فقد يؤدي هذا إلى تحقيق عوائد كبيرة على المدى البعيد بدلاً من المخاطرة بـ 20% من الحساب.
- ويُعزى السبب في ذلك إلى أنه بغض النظر عن مدى ذكاء المتداول، فإن التداولات الخاسرة لا بد وأن تحدث، بل وأحيانًا عدة خسائر متتالية.
- وكلما زادت المخاطر في كل صفقة، زادت "مخاطر الخسارة"، وزادت احتمالية أن يخسر المتداول كل شيء.
- ولكن إذا كان حجم المخاطرة بنسبة 1% من رصيد الحساب لكل صفقة، تكون مخاطر الخسارة محدودة نسبيًا. وهنا ينبغي التركيز على نقطة في غاية الأهمية، وهي كيفية استثمار الـ 1%.
- فمثلًا، إذا كان لديك حساب به 10 آلاف دولار، فإن المخاطرة بنسبة 1% لا تعني شراء ما قيمته 100 دولار من الأسهم (أو أصول أخرى) وتتركها دون متابعة.
- ولكن عوضًا عن ذلك، لا بد من استثمار الـ 1% مع أمر وقف الخسارة لزيادة كفاءة رأس المال المستثمر إلى أقصى حد.
نسبة المخاطرة إلى العائد ومعدل الربح
- بعد معرفة المقدار الذي يمكن المخاطرة به من الحساب، لا بد من معرفة كيفية استخدام رأس المال هذا. للقيام بذلك، هناك حاجة ماسة إلى تحديد نقطة الدخول وأوامر وقف الخسارة والربح المستهدف.
- على سبيل المثال، إذا كان هناك سهم ما يتم تداوله بسعر 17.15 دولار. ويفكر المتداول في بيعه على المكشوف بسعر 17.11 دولار، وكان لديه حساب به 10 آلاف دولار.
- فإنه من خلال المخاطرة بـ 1% من حسابه، يمكنه تحمل خسارة 100 دولار. وهكذا؛ بعد النظر إلى مخطط الأسهم، قرر وضع أمر وقف الخسارة عند 17.22 دولار لتداوله اليومي.
- وهو بذلك يخاطر فقط بـ 0.11 دولار لكل سهم، ولكن مسموح له بالمخاطرة بـ 100 دولار، لذا عليه أن يقسم 100 دولار على المخاطرة لكل سهم (0.11 دولار)، وسيحصل على 909.
- هذا هو عدد الأسهم التي يمكنه بيعها على المكشوف (حجم المركز). ولكن عليه أن يقرّب العدد إلى 900.
- أيضًا من خلال النظر إلى مخطط الأسعار، يمكنه تحديد أن 16.70 دولار هي هدف ربح جيد. بناءً على نقطة الدخول الخاصة به، يمنحه ذلك ربحًا محتملاً بقيمة 0.41 دولار.
- ومن ثمَّ تكون نسبة المخاطرة إلى العائد هي 0.11 دولار مقسومة على 0.41 دولار، مقابل 0.27. تكون نسبة المخاطر حوالي 1/4 فقط من الربح المحتمل.
- من خلال وضع حد أقصى للمخاطر على الحساب، مع أمر وقف الخسارة، من غير المحتمل أن يخسر المرء أكثر من 1%.
- ومع ذلك، فإن نسبة المخاطرة إلى العائد ليست العامل الوحيد الذي نحتاج إلى مراعاته، إذ إنها تصبح عديمة الفائدة إذا لم يكن هناك فرصة لتحقيق هدف الربح. وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه معظم المتداولين.
- إذ إنهم يتعلمون عن نسب المخاطرة إلى العائد ويعتقدون أن نسبة 0.1 أفضل من 0.5 أو 0.75. بيد أن هذا ليس صحيحًا بالضرورة.
- إذ إن المتداول الناجح يحتاج إلى تعيين أمر وقف الخسارة والهدف لكل صفقة بناءً على ما هو معقول (حركة السعر الأخيرة)، وليس ما يريد حدوثه.
- من الناحية المثالية، قم بإجراء عمليات تداول حيث تكون نسبة المخاطرة إلى العائد أقل من 0.5، ولكن كلما قلت النسبة، تأكّد من أنه لا يزال من المحتمل الوصول إلى هدف الربح.
- ستمنحك ممارسة استراتيجياتك في حساب تجريبي لعدة أشهر فكرة جيدة عن نوع معدل الربح (احتمال التجارة الناجحة) ونسب المخاطرة إلى العائد التي تعمل بشكل جيد لما تتداوله.
التداول الصغير ينتج عوائد كبيرة
- خلاصة القول، من خلال المخاطرة بمبلغ صغير من حسابك في كل صفقة، فإنك تقلّل إلى حد كبير من مخاطر الخسارة.
- ويمكن أن تحقق عوائد أكبر من أولئك الذين يتداولون في الصفقات ذات المخاطر الكبيرة.
- تعني التجارة مع نسبة المخاطرة إلى العائد أنه يمكنك المخاطرة بنسبة 1% من حسابك ولكنك تصل إلى 4% أو أكثر في صفقة في غضون دقائق.
- حتى لو ربحت 50% فقط من تداولاتك، فإن المكاسب اليومية الناتجة يمكن أن تكون كبيرة. يمكن أن يؤدي القيام بذلك يومًا بعد يوم - إبقاء المخاطر صغيرة ومحسوبة - إلى عائد سنوي مركب كبير.
- فكر على نطاق ضيق: ضع حدًا لمخاطر حسابك ومخاطر التجارة، ثم حدد أهدافًا معقولة من المرجح أن يتم الوصول إليها. هذه هي الطريقة التي تحقق بها عوائد كبيرة بينما تخاطر بمبلغ صغير فقط.
المصدر: ذا بالانس ماني (The Balance Money)
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}