خلال أقل من أربعة أشهر، استغنت أربع من أكبر خمس شركات للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، عن عشرات الآلاف من الموظفين، في تراجع واضح لنظرية "النمو الذي لا يمكن إيقافه" في هذا القطاع.
ومع ذلك، كانت شركة "آبل" هي الاستثناء الوحيد والواضح، إذ لم تعلن صانعة "أيفون" حتى الآن عن أي عمليات تسريح في صفوف قواها العاملة.
في أواخر الشهر الماضي فقط، وبعد أشهر من عمليات التسريح في القطاع، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الشركة تعتزم خفض العمالة المتعاقدة، وهم أولئك الذين يؤدون لها المهام من خلال شركات التعهيد وبعقود مؤقتة.
ويرجع الفضل جزئيًا في تماسك "آبل" حتى الآن، إلى تباطؤ نمو عدد موظفيها مقارنة ببعض أقرانها خلال الوباء، وفي نفس الوقت، استمرار الطلب على منتجاتها الأساسية.
رغم الضغوط الواضحة على مبيعات "أيفون"، يرى محللون أن "الطلب المكبوت" على ترقية أجهزة "آبل" لا يزال قويًا، ويتوقعون ألا تضطر الشركة إلى عمليات التسريح الجماعي حتى إذا استهدفت خفض بعض التكاليف.
لماذا آبل مختلفة؟
- مع زيادة الطلب على المنتجات الرقمية خلال ذروة الجائحة، بدأت شركات التكنولوجيا الكبيرة عمليات توظيف هائلة، وتضاعف عدد الموظفين في "أمازون" و"آبل" بين عامي 2019 و2022.
- في الوقت نفسه، زادت شركة "ألفابت" من عدد موظفيها بنسبة 64% خلال تلك الفترة، فيما ارتفع عدد العاملين في "مايكروسوفت" بأكثر من 50%.
- لوضع النسب المذكورة في منظور أفضل، فإن القوى العاملة لشركة "أمازون" زادت من 750 ألفا إلى 1.5 مليون موظف، وزادت في "مايكروسوفت" من 144 ألفًا إلى 221 ألفًا.
- في "ألفابت" نما عدد الموظفين من 114 ألفا في عام 2019 إلى 187 ألف موظف تقريبًا في 2022، وفي "ميتا" من 43 ألف موظف إلى 87 ألفًا.
- بالمقارنة، زاد عدد موظفي"آبل" بنسبة 20% فقط، وبحلول سبتمبر من عام 2022، قالت الشركة إن لديها ما يقرب من 164 ألف موظف بدوام كامل، ارتفاعًا من 137 ألفًا.
الإفراط في التوظيف
- ألقى العديد من الرؤساء التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، باللوم على الإفراط في التوظيف خلال الأيام الأولى للوباء، وقالوا إنها السبب في عمليات التسريح الجماعي الحالية للعمال.
- مع تخفيف القيود الوبائية في العام الماضي، تراجع الطلب على الخدمات الرقمية إلى مستويات ما قبل الجائحة، وأدى التضخم إلى تقليص الإنفاق الاستهلاكي، ومع زيادة أسعار الفائدة تلاشت فرص الحصول على التمويل الرخيص.
- دفع ذلك الشركات في وادي السيليكون، واحدة تلو الأخرى، للإعلان عن تسريح العمال على نطاق واسع للتكيف مع البيئة الجديدة، وخفض النفقات.
آبل واجهت الضغوط
- رغم عدم تسريح العمال حتى الآن، لم تكن "آبل" بمنأى عن الضغوط، حيث واجهت تهديدات بإجراءات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
- أيضًا، وافق الرئيس التنفيذي "تيم كوك" على خفض كبير في أجره هذا العام، بعد تصويت المساهمين على حزمة التعويضات الخاصة به، عقب انخفاض سهم الشركة بنحو 27% في عام 2022.
- مع تراجع الإنفاق الاستهلاكي، انخفضت شحنات الهواتف الذكية العالمية بنسبة 18% في الربع الأخير من عام 2022، وفقًا لشركة أبحاث السوق "كاناليز"، وواجهت أعمال "آبل" عقات في سلسلة التوريد.
- أعلنت الشركة في الشهر الماضي انخفاض إيراداتها إلى 117.1 مليار دولار في الربع الأخير من 2022، هبوطًا من 123.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021، وهو أول انخفاض فصلي منذ عام 2019.
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}