طيران الهند تقترب من إبرام صفقة ضخمة مع إيرباص وبوينغ

2023/02/11 اقتصاد الشرق

وقعت شركة طيران الهند عدداً من الاتفاقات مع شركتي "إيرباص" و"بوينغ" لعملية شراء طائرات قد تكون الأضخم بتاريخ قطاع الطيران التجاري، إذ تسعى الشركة لإعادة تقديم نفسها بواسطة أسطول يتميز بالكفاءة في استهلاك الوقود، ما سيمكنها من التصدي لمنافسين محليين من شركات طيران اقتصادي، بجانب شركات طيران خليجية قوية على غرار طيران الإمارات.
 

قبلت شركة الطيران الهندية بالخطوط العريضة للاتفاق مع شركتي تصنيع الطائرات، وربما تعلن بصورة رسمية عن الصفقة مع بداية الأسبوع الجاري، بحسب أشخاص مطلعين على المحادثات طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم نظراً لسرية المفاوضات.
 

أوضح الأشخاص أن شركة "إيرباص" ستفوز بما يصل إجماليه إلى 250 طلب شراء تقريباً بجانب الالتزامات، تشمل 210 طائرة من طرازات عائلة "إيه 320" (A320) ذات الهيكل الضيق و40 طائرة أخرى من ذوات الهيكل العريض من طراز "إيه 350" (A350). ذكر الأشخاص أن "بوينغ" أمّنت 290 طلباً محتملاً للشراء تقريباً، تتضمن 190 طائرة من طراز "737 ماكس" مع وجود خيار لشراء 50 طائرة إضافية، علاوة على 20 طائرة من طراز " 787 دريملاينر" ونفس العدد كطلب تكميلي محتمل، بجانب 10 طائرات من طراز "777x".
 

صفقة معقدة
 

أشار الأشخاص إلى أن المحصلة النهائية ما زالت عرضة للتغير بسبب البنية المعقدة للصفقة، والتي تتضمن طلبات شراء مؤكدة بجانب مذكرات للتعاون وخطابات نوايا، وكلاهما يعد أقل تأكيداً مقارنة بأي اتفاقية شراء مكتملة.
 

امتنع مسؤولون في "إيرباص" و"بوينغ" وشركة طيران الهند عن التعليق على الأمر.
 

استغرقت شركة طيران الهند وشركتها الأم، "تاتا غروب"، شهوراً للتفاوض حول الصفقة الهائلة، والتي ستمكن شركة الطيران من تحسين الخدمة والاعتمادية بجانب تقليص تكاليف الوقود. تمثل هذه الصفقة أيضاً محاولة من قبل شركة الطيران العريقة، التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي كشركة تابعة لـ"تاتا"، لتسترد مرة أخرى حركة السفر من منافسين خليجيين على غرار طيران الإمارات أو الخطوط الجوية القطرية، اللتين أنشأتا نموذجاً للأعمال لنقل الهنود للولايات المتحدة الأميركية وأوروبا عبر مراكزهم الهائلة بدبي والدوحة.
 

طفرة بسبب الصين
 

جددت شركات الطيران بكافة أنحاء العالم من أساطيلها لاستغلال التعافي السريع لقطاع السفر عقب انتهاء وباء كوفيد. وبات توفير التزامات الطائرات الجديدة أمراً عاجلاً لشركة طيران الهند، إذ أصبحت إمدادات الطائرات المصنعة حديثاً محدوداً بطريقة متزايدة.
 

في أعقاب إنهاء الصين العديد من تدابيرها الصارمة المتعلقة باحتواء بفيروس كورونا بطريقة مفاجئة بديسمبر الماضي، وفتحها بسرعة مفاجئة الشهر الماضي حدودها الدولية، حصل قطاع السفر على قوة دافعة كبيرة.

وتزيد شركات الطيران سعة مقاعدها على المدى البعيد، بدافع من إمكانية فتح أكبر سوق سياحية للخارج على مستوى العالم للشركات مرة ثانية، والرهان على عودة الطلب بدرجة أكبر لمستويات ما قبل وباء كورونا 2023.

 

اشترت "تاتا" شركة طيران الهند العام الماضي ضمن عمليات خصخصة هي الأكثر شهرة في حقبة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وتوجت الصفقة عقوداً من محاولات التخلص من شركة الطيران الخاسرة المثقلة بالديون، والتي صمدت على مدى أعوام بفضل عمليات إنقاذ بأموال دافعي الضرائب.
 

دمج السوق
 

في إطار صفقة الشراء، بدأت المجموعة دمج أنشطتها التجارية على صعيد الطيران، والتي تشمل 4 علامات تجارية لشركات طيران. وأوضحت "تاتا" السنة الماضية أنها ستدمج شركة طيران الهند مع شركة "فيستارا" (Vistara) التي تملكها بالاشتراك مع شركة الخطوط الجوية السنغافورية. ستمنح هذه الاتفاقية شركة طيران سنغافورة حصة ملكية تبلغ 25.1% في الشركة المدمجة.
 

تشكل الصفقة أيضاً انتصاراً كبيراً لشركتي "إيرباص" و"بوينغ"، فكلتيهما لديهما مشروعات محلية بالتعاون مع "تاتا غروب"، أكبر شركة متعددة الأنشطة بالهند. أفاد ازدهار شركات الطيران الاقتصادي بالهند شركات تصنيع الطائرات، حيث تقدمت بطلبات شراء ضخمة خلال الأعوام الماضية. في 2019، عقدت شركة "إيرباص" صفقة كانت من بين الأكبر في تاريخها، حيث باعت 300 طائرة ضيقة الهيكل لشركة الطيران الاقتصادي الهندية "إنديغو" (IndiGo)، بقيمة تفوق 33 مليار دولار وفقا لأسعار المصنع المعلنة.
 

بينما يعزز طلب الشراء الأخير الخاص بشركة طيران الهند من تفوق "إيرباص" على صعيد طائرات الهيكل الضيق، إلا أنه يعطي شركة التصنيع الأوروبية انتصارا مهماً على صعيد طائرات الهيكل العريض التي كانت "بيونغ" تهيمن عليها من الناحية التاريخية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.