نبض أرقام
11:49 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/25

الذهب .. توقعات متفائلة بتحقيق مستويات قياسية في ظل آفاق ضبابية للاقتصاد العالمي

2023/01/26 أرقام - خاص

يتجه الذهب فيما يبدو صوب عام من الأداء القوي على الرغم من أنه تراجع تقريبا واحدا في المائة في 2022 وسط أداء متقلب.

 

وتلقى الذهب الدعم لفترة من العام الماضي بفعل الأداء المتقلب للأسهم، إذ استقبل الذهب التدفقات الباحثة عن الملاذ الآمن بعد أن تسببت الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة وموجة التضخم العالمية في انخفاض أسواق الأسهم وحالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي على الأخص في الصين التي كانت تواجه موجات متتابعة من فيروس كورونا.

 

لكن المعدن الأصفر والذي يُعتبره المستثمرون أداة تحوط في مواجهة التضخم تأثر سلبا بفعل زيادة أسعار الفائدة الأمريكية وما استتبعه ذلك من صعود الدولار. ويتضرر الذهب من ارتفاع العملة الأمريكية وعادة ما يتحرك في اتجاه عكسي لها، إذ إن ارتفاع الدولار المقوم به الذهب يقلص جاذبية المعدن الثمين الذي لا يدر عائدا.

 

أسعار الفائدة الأمريكية محفز أساسي

 

 

وارتفع الذهب منذ أوائل نوفمبر تقريبا وسط مؤشرات على أن بنك الاحتياطي الاتحادي الأمريكي سيتبع سياسة نقدية أقل تشددا، وفي ظل انخفاض العوائد على الدولار وسندات الخزانة الأمريكية. ويرى الخبراء أن الذهب قد يستفيد من الطلب على الملاذ الآمن في الوقت الذي تزداد فيه التوقعات الاقتصادية لأمريكا وأوروبا قتامة، وحتى مع توقع انتعاش الاقتصاد الصيني في وقت لاحق من العام الجاري.

 

ويرى محللون في استطلاع أجرته "رويترز" أن التوقف المحتمل للزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية سينعش اهتمام المستثمرين بالذهب.

 

وكان الذهب قد بلغ مستوى 2000 دولار للأوقية في مارس الماضي لكنه سرعان ما تراجع سريعا إلى نحو 1650 دولاراً في نوفمبر مع توالي رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى أسعار الفائدة سريعا لمواجهة التضخم.

 

وتؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى ارتفاع العوائد على الأصول الأخرى مثل السندات الحكومية والدولار الذي ينافس الذهب على الاستثمار.

 

وقال "فرانك شالنبرجير" رئيس أبحاث السلع الأولية لدى "إل.بي.بي.دبليو" إن الذهب سيغير اتجاهه "عندما تقتنع السوق بأن بنك الاحتياطي الاتحادي سيتوقف عن رفع الفائدة".

 

وقال "فلوران بيليه" المحلل لدى "سوسيتيه جنرال" إن العوائد على السندات الحكومية الأمريكية المعدلة، وفقا للتضخم من المرجح أن تظل إيجابية حتى أواخر الربع الثالث من 2023.

 

وأضاف "في ظل أسعار الفائدة الحقيقية الإيجابية في الولايات المتحدة وأسعار الفائدة الآخذة في التزايد في أوروبا، من المرجح أن يعزف المستثمرون عن الأصول التي لا تدر عائدا مثل الذهب".

 

وقال المحلل المستقل "روس نورمان" إنه من المستبعد أن ينخفض الذهب كثيرا لأن الأسعار المنخفضة ستشجع المستهلكين على المزيد من الشراء في آسيا، وكذلك الأمر بالنسبة لصناع المجوهرات.

 

 

 وارتفع الذهب نحو 5 في المائة منذ بداية العام الجاري. وقال "داميان نوفيزيفسكي" من "انفتسينج دوت كوم" إن الذهب قد يشهد أعلى مستوياته على الإطلاق خلال العام الجاري. وأضاف أن تباطؤ معدل التضخم وبالتالي إبطاء البنك المركزي الأمريكي وتيرة زيادات أسعار الفائدة سيدعم الذهب.

 

وأشار إلى أنه بشكل عام، فإن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتحرير الطلب المكبوت في الصين بعد تخفيف القيود المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا سيكونان عاملين مساعدين للذهب.

 

وأشار إلى أنه، وفقا للتوقعات التي جمعها موقع "جولد سيلفر دوت كوم"، فإن الغالبية العظمى من التوقعات الخاصة بالذهب تشير إلى زيادات قوية في 2023.

 

لكنه قال إن هذه التوقعات يجب التعامل معها بحذر، إذ إن تنبؤات مماثلة في الأعوام السابقة لم تتحقق في نهاية المطاف.

 

وأشار "نوفيزيفسكي" إلى أنه في هذا السياق، فإن المؤشر الرئيسي الذي يجب متابعته هو تحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي في اجتماعه القادم في أول فبراير، إذ إن لهجة البيان الصادر عن الاجتماع والمؤتمر الصحفي الذي يليه لرئيسه جيروم باول من العوامل التي ستحدد مسار الذهب القادم. ونظرا لأننا شهدنا في الأشهر الأخيرة ميلا صوب التشديد النقدي نسبيا، فإن أي تغيير محتمل في اللهجة سيكون دافعا قويا للمشترين.

 

ويرى محللون أن مستوى المقاومة القادم للذهب يتمثل في 2000 دولار للأوقية وبعد ذلك فإن المنطقة الرئيسية ستكون عند أعلى مستوى على الإطلاق وهو 2075 دولارا والتي كانت مستوى مقاومة في أوائل مارس من العام الماضي.

 

الصين محرك للأسعار

 

 

وكان بنك الاستثمار الأمريكي "جولدمان ساكس" توقع أن تتجه أسعار الذهب صوب 1950 دولارا للأوقية في العام الجاري. وقال البنك في مذكرة بحثية إنه يتوقع أن تؤدي إعادة فتح الاقتصاد الصيني وزيادة مشتريات البنك المركزي الصيني من الذهب إلى دعم الأسعار في العام الجاري، مقارنة مع العام الماضي. والصين أكبر مستهلك للذهب في العالم.

 

من جانبه، قال "أولي هانسن" رئيس استراتيجية السلع لدى "ساكسو بنك" إن أسعار الذهب ستلاقي بيئة داعمة هذا العام في ظل توقعات بركود اقتصادي عالمي والمخاطر التي تكتنف التقييمات في سوق الأسهم، وبلوغ البنوك المركزية مستوى الذروة فيما يتعلق بزيادة أسعار الفائدة في نهاية المطاف تزامنا مع احتمال ضعف الدولار وعدم عودة التضخم إلى المستوى المتوقع البالغ 3 في المائة في الولايات المتحدة بحلول نهاية العام.

 

وأضاف هانسن أن ثمة عوامل إضافية تدعم الذهب أيضا منها عمليات الدولرة التي نفذتها العديد من البنوك المركزية في العام الماضي عندما اشترت كمية قياسية من الذهب في سبتمبر وهو اتجاه من المرجح أن يستمر مما سيقدم الدعم للسوق.

 

يقول المحللون إن جزءا كبيرا من توقعات الأسواق للعام الجاري يتوقف على مسار السياسة النقدية، وينقسم الخبراء بشأن ما إذا كنا سنشهد خفضا لأسعار الفائدة في نهاية العام مثلا، خاصة في ظل توقعات بأن يظل التضخم أعلى بكثير من النطاق المستهدف في معظم الاقتصادات الكبرى.

 

2100 دولار هدف محتمل

 

 

وقال "إريك ستراند" مدير "إي.إس.جي جولد ماينينج إف.تي.إي" إن 2023 سيشهد أعلى مستوى على الإطلاق للذهب وبدء "سوق صاعدة طويلة الأجل" جديدة حيث قد يتجاوز السعر 2100 دولار للأوقية.

 

وأضاف "البنوك المركزية استمرت بشكل جماعي، منذ الأزمة المالية الكبرى، في إضافة المزيد من الذهب إلى احتياطياتها، مع تسجيل رقم قياسي جديد في الربع الثالث من 2022".

 

وقال "في رأينا، ستتراجع البنوك المركزية عن رفع أسعار الفائدة وتصبح أكثر ميلا صوب التيسير النقدي في 2023، الأمر الذي سيؤدي إلى تحرك فائق للذهب في السنوات القادمة. لذلك نعتقد أن الذهب سينهي 2023 مرتفعا 20 في المائة على الأقل.

 

يردد ذلك الرأي "يورغ كينر" العضو المنتدب وكبير مسؤولي الاستثمار لدى "سويس آسيا كابيتال" والذي قال إن الأوضاع الحالية للسوق تشابه تلك التي شهدتها في عامي 2001 و2008.

 

وقال "في 2001، لم تتحرك سوق الذهب 20 أو 30 في المائة فحسب، بل تحركت أكثر، كما حدث في عام 2008 عندما شهدت السوق عمليات بيع أصغر وعودة التحفيز، وارتفع الذهب من 600 إلى 1800 دولار في وقت قليل، لذلك أعتقد أن لدينا فرصة جيدة لأن نرى حركة كبيرة مماثلة في وقت قصير جدا".

 

وأضاف "لن يكون تحركا بنسبة 10 أو 20 في المائة فقط، أعتقد أنني أتطلع إلى تحرك سيحقق ارتفاعا جديدا حقا".

 

المصادر: أرقام- رويترز- بلومبرج- إنفستنج دوت كوم- سي.إن.بي.سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.