كشف تقرير جديد صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بعنوان "مستقبل الغذاء والزراعة: الدوافع المحركة والمحفزات للتَحوَّل"، عن أن قدرتنا على إطعام عدد متزايد من سكان العالم باتت معرضة للخطر.
كما يحذر التقرير أيضًا من أنه من دون إجراء تغييرات واسعة النطاق على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، لن نكون قادرين على بناء أنظمة غذائية زراعية مستدامة وصيانتها.
من جانبه أكّد شو دونيو، المدير العام للفاو على أن العديد من أهداف التنمية المستدامة ليست على المسار الصحيح ولن تتحقق إلا إذا تم تغيير أنظمة الأغذية الزراعية بشكل صحيح لتحمل الشدائد العالمية المستمرة والتي تقوض الأمن الغذائي والتغذية بسبب الاختلافات الهيكلية المتزايدة وكذلك عدم المساواة الإقليمية.
ما أنظمة الأغذية الزراعية؟
تُعرِّف منظمة الفاو أنظمة الأغذية الزراعية (Agrifood Systems) على أنها "النطاق الكامل الذي يضم الجهات الفاعلة، وأنشطتها المترابطة من إنتاج المنتجات الزراعية الغذائية وغير الغذائية، وتخزين، وتجميع، ومناولة ما بعد الحصاد، بالإضافة إلى تجهيز جميع المنتجات الغذائية وتوزيعها وتسويقها والتخلص منها واستهلاكها".
ما القوى التي تشكل مستقبلهم؟
يحدّد تقرير الفاو 18 جهة يطلق عليها القوى المحركة، وهي مترابطة بطبيعتها وتشمل القوى الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
تتفاعل هذه العناصر وتساعد في تشكيل عناصر مختلفة من منظومة الأغذية الزراعية العالمية، وتشمل الفقر وعدم المساواة وعدم الاستقرار الجيوسياسي وتدهور الموارد.
يحذر التقرير في ضوء المسارات الحالية من مستقبل مهدّد بانعدام الأمن الغذائي المستمر، وتدمير وتدهور الموارد، ونمو اقتصادي غير مستقر.
أربعة سيناريوهات تشكل مستقبل أنظمة الأغذية الزراعية
يحدّد التقرير أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل أنظمة الأغذية الزراعية: انتهاج نفس السياسات القديمة؛ أو المستقبل المعدل، أو التدهور نحو القاع؛ أو التحول نحو الاستدامة.
من جانبه، يوضح شو دونيو، كيف أن الاستبصار الاستراتيجي يمكن أن يساعدنا جميعًا، والحكومات على وجه الخصوص، من خلال تحليل الاتجاهات قصيرة وطويلة الأجل واستشراف سيناريوهات مستقبلية بديلة. ومن خلال دراسة السيناريوهات الأسوأ، يمكننا توقع المسارات السلبية المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة لتجنّبها.
كيف نوجه أنفسنا للمسار الأفضل؟
يحذر التقرير من ضرورة إجراء تغيير سريع ومتعجل. لذا تقترح منظمة الفاو أربعة "محفزات للتحول" لدفع عملية التغيير وهي: تحسين الحوكمة؛ المستهلكون الناقدون والمطلعون؛ توزيع أفضل للدخل والثروات؛ والتكنولوجيا والأساليب المبتكرة.
يعلق شو على الأمر مؤكدًا على أن ضمان الوصول إلى الغذاء الكافي والمغذي، وتوفير الوظائف المناسبة، وفرص الدخل، والخدمات البيئية، من بين أمور أخرى، يتطلب منا أن نكون أكثر ذكاءً في تحديد المحفزات اللازمة لتسريع العمليات التحويلية.
سلسلة من التحديات المترابطة
لا شكَّ أن الأمن الغذائي هو تحد من سلسلة من التحديات المترابطة، بدءًا من تكلفة المعيشة المرتفعة إلى أزمة الطاقة، والتي سيتم تناولها جميعًا في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس والذي سيُقام في الفترة من 16 إلى 20 يناير 2023.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}