دروسٌ مُستفَادة من ركلات الترجيح في كأس العالم: "كيف تتحمّل الضغوط؟"

أمضى عالم النفس "جير جورديت" خمس سنوات في مشاهدة ركلات الجزاء الترجيحية في كل بطولة دولية لكرة القدم للرجال على مدى الخمسين عامًا الماضية، وأجرى مقابلات مع 25 لاعباً من اللاعبين المشاركين فيها لفهم أفضل لكيفية تأثير الضغط -الخارجي والداخلي- على جودة الأداء.

- لمن لا يعرف ركلات الترجيح فهي تُستخدم لتسوية مباريات البطولة التي ظلت متعادلة بعد اللعب لوقت إضافي. حيث يتناوب كل فريق على تسديد الكرة من ركلة جزاء. في النهاية، يتم تسديد إحدى الركلات، أو تفويتها، ويفوز فريق واحد بالمباراة.

- خلال الأسبوع الماضي، تم إحراز 274 تسديدة من أصل 388 محاولة. أي بمعدل 70%، وهو معدل مرتفع بدرجة كافية لأنه عندما تطيش ركلتك، يمكن أن يكون شعورك مقيتًا، لأن فريقك وبلدك يعتمدان عليك، والأهم من ذلك مصيرك.

إذن ما النتائج التي خرج بها جورديت؟

- لاحظ جورديت أن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على أداء اللاعبين في ركلات الترجيح وهي:

- الضغط: تطيش تسديدات اللاعبين بشكل أكبر عندما تكون أدوارهم متأخرة في ركلات الترجيح. (الأمر ليس مفاجئًا).

- الفئة العمرية: يميل اللاعبون الأصغر سنًا (23 عامًا أو أقل) إلى تسجيل الأهداف بشكل أكبر. (أحيانًا تكون سذاجة الشباب، مع ما يصاحبها من افتقار إلى منظور أوسع، أمرًا جيدًا).

- الإرهاق: من المرجح أن تطيش تسديدات اللاعبين الذين يلعبون طول مدة المباراة. (أمر منطقي).

- المكانة الدولية: لُوحظ أنه قبل حصول اللاعب على جائزة مرموقة (جائزة الكرة الذهبية مثلًا)، يسجل اللاعبون 89% من التسديدات. ولكن بعد حصولهم على جائزة، يسجل اللاعبون 65% فقط من التسديدات. ربما يرجع ذلك إلى أن المكانة التي حققوها -وما يصاحبها من توقعات- تضيف المزيد من الضغط لموقف مشحون بالتوتر.

إذن ما علاقة كل ذلك بك؟ بالتأكيد لست بحاجة إلى بحث لتعرف أن الضغط والإرهاق يؤثران تأثيرًا كبيرًا على أدائك. ولكن إليك بعض الملاحظات المفيدة التي ستساعدك عندما تكون في موقف مشحون ومتوتر.

طريقة التفكير مهمة

- تقبل حقيقة أن القلق والتوتر مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالمواقف عالية المخاطر. لهذا السبب يقول "جوي لوغانو،" بطل سلسلة كأس "ناسكار" -أعلى سلسلة سباقات في الرابطة الوطنية لسباق السيارات- إنه يرى "الضغط امتيازًا وأفضلية"، لأنه يعني أن ما هو على وشك القيام به مهم.

إذن كيف يمكنك تحمّل الضغط حتى تقدم أفضل ما لديك؟

- تمهل ولا تتسرع: لاحظ "جورديت" أن اللاعبين الذين تسرعوا في تسديد ركلات الترجيح أخطأوا بشكل متكرر أكثر من أولئك الذين أخذوا وقتهم. لذا خذ نفَس عميق، فكر في الأداء الجيد، ولا تتسرع في التنفيذ.

- تحمّل المسؤولية: وجد "جورديت" أنه كلما زاد عدد اللاعبين الذين يعتقدون أن نتيجة العقوبات تأتي بالصدفة، زاد احتمال تعرضهم لقلق مدمر. إن تحمل المسؤولية وتقبل حقيقة أن عملك الشاق وجهدك وتحضيرك سيحدث الفرق هو المفتاح.

التحضيرات أيضًا مهمة

- ربما يكون تنظيم الأدوات على مكتبك -من دفاتر وأقلام وما إلى ذلك- بطريقة معينة قبل كل مكالمة زوم (Zoom) مفيدًا.

- مارس طقوسًا تساعدك على الشعور بمزيد من الثقة والراحة والأمل، أي باختصار، افعل شيئًا يساعدك على الإيمان بنفسك- لأن ذلك سيجعلك أكثر قدرة على تقديم أفضل ما لديك.

- كما يقول السير "ريتشارد برانسون"، رجل الأعمال البريطاني المعروف: "التمرين يضعني في حالة ذهنية رائعة للانطلاق إلى العمل".

المصدر: مجلة INC