لكل نجاح قصة ورواية.. ولصعود القمة لا بد من العمل الدؤوب، تؤمن بذلك الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو)، الشيخة ادانا ناصر صباح الأحمد التي تعاصر الأزمات الاقتصادية وتواجهها بخطى ثابتة، وذلك ضمن رؤية واضحة في قيادة واحدة من كبرى المجموعات الاستثمارية في الكويت والمنطقة، فانعكست جهودها نجاحا وتألقا.
مزيج فريد في الإدارة تجمع فيها بين الحكمة والتحوط من مخاطر المستقبل والعمل وفق رؤى ابتكارية تصنع من خلالها الفرص وتعظم قيمتها بدلا من انتظارها، تسعى الشيخة ادانا إلى تحقيق رسالتها في «كيبكو» انطلاقا من نجاحات المجموعة في الماضي لتمد جسورا جديدة لنموذج أعمال بناء وطموح، ولتحلق في سماء الريادة محليا وإقليميا عبر سلسلة من الإجراءات بدأت بالاندماج بين «كيبكو» و«القرين».
تقول الشيخة ادانا في لقائها الحصري مع جريدة «الأنباء» والتي بدت فيها مرتاحة لما تم إنجازه في أقل من عام: «لا تحديات ستعوق استراتيجيتنا»، سننطلق لنحقق أهدافنا ووضعنا عددا من الأولويات للمرحلة المقبلة لتعزيز مركزنا المالي وانسيابية العمليات وترتيب الأصول، وتعزيز الأداء التشغيلي للشركات التابعة، والتوسع في عدة قطاعات تتعلق جميعها بتلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان مثل التعليم والصحة والغذاء التي تركت المجموعة فيها بصمات واضحة.
وتبتسم قائلة: «كيبكو» جاهزة لسداد جميع الالتزامات المالية خلال العامين المقبلين 2023 و2024، وهذا يعكس سلامة الاستراتيجية المالية والإدارة الاستباقية لالتزاماتنا المالية».
وتمضى الشيخة ادانا ناصر صباح الأحمد لتقول: «وضعت (كيبكو) خطة طموحة لتزيد من نشاط عمليات بنك برقان وشركة العقارات المتحدة وتعزز أداءهما، إذ لدى المجموعة خطة للتركيز بشكل أكبر على عمليات برقان المحلية، فضلا عن استحداث إدارات جديدة للثروات والاستثمار تابعة للبنك، ناهيك عن تعزيز محفظة العقارات المتحدة من الأصول المدرة للدخل وزيادة حقوق الملكية وخلق فرص استثمارية جديدة».
وتكشف عن أن حجم الأصول في القطاع المصرفي لدى المجموعة وصل إلى نحو8.7 مليارات دينار، بينما بلغ حجم الأصول المدارة لدى ذراعها الاستثمارية «كامكو إنفست» أكثر من 12.9 مليار دولار.
ومع انتهاء عملية الاندماج بين «كيبكو» و«القرين»، توقعت الشيخة ادانا ناصر صباح الأحمد الانتهاء من نقل الأصول بنهاية العام الحالي، حيث ستبقى المجموعة على علامتها التجارية «كيبكو» كما هي من دون تغيير، فيما ستنفذ بعض التعديلات المرتقبة على الهوية البصرية لـ «كيبكو» لتتناسب مع التوجهات الجديدة.
في المقابلة تفاصيل عديدة، حيث أشارت الشيخة ادانا إلى ان المجموعة ليس لديها نية حاليا للإدراج خارج الكويت وقد تنظر في ذلك مستقبلا، إلا أنها تسعى لإدراج السهم على مؤشر «MSCI»، وجاءت التفاصيل كالتالي:
* بصماتكم واضحة في «كيبكو»، فما الذي تعملون عليه بعد نجاح الاندماج؟
- بانتهاء عملية الاندماج بين مجموعة شركة مشاريع الكويت القابضة وشركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية عن طريق الضم، أصبح حجم محفظتنا أكبر من ذي قبل، ولذلك قمنا بتعيين واحد من أكبر المستشارين العالميين من أجل النظر في وضع المحفظة وتقييمها، لتحديد الجوانب التي تحمل فرص نمو واعدة للتركيز عليها، بالإضافة إلى دعم بقية أنشطتنا الأخرى لرفع معدلات نموها أيضا، بما يساعد على تحقيق مستهدفات الشركة التي تعنى بالتوظيف الأمثل لمواردنا كافة، وتعظيم العوائد والقيمة لمساهمينا إلى أقصى درجة، بالارتكاز على تنويع مصادر الإيرادات والتوسع في أنشطة ومشاريع جديدة.
ولذلك يعتبر الاندماج «إنجازا كبيرا» وخطوة واسعة نحو خلق كيان عملاق من حيث حقوق المساهمين ونوعية الأصول وتنوعها، فضلا عن ما يتيحه من فرص أكبر نحو امكانية الدخول في استثمارات جديدة او التخارج من بعضها.
* وما ملامح خطتكم الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة؟
- من المبكر الإعلان عن استراتيجيتنا بصورة كاملة في الوقت الراهن، إلا أن هناك 4 أهداف رئيسية نتطلع إلى تحقيقها، أولها التخفيف من التزاماتنا المالية، ونحن على أتم الاستعداد للسداد، ورتبنا لتلك العملية بالفعل، وهو ما يعكس الملاء المالية القوية لـ «كيبكو».
ويتمثل الهدف الثاني في المحافظة على تنوع محفظتنا عبر توزيعها قطاعيا وجغرافيا، في إطار سياستنا الخاصة بالتحوط من كل أنواع المتغيرات، وذلك وفق رؤى استشرافية، ترتكز بصورة رئيسية على كم الخبرات التي تمتلكها المجموعة للحد من مخاطر تذبذب الأسواق والمحافظة على معدلات النمو المستهدفة.
وتعد الموازنة في تركيز استثماراتنا على قطاعات مختلفة هدفا ثالثا، إذ يأتي متسقا مع سياستنا التحوطية، ويقلل مخاطر الانكشاف على قطاعات بعينها ما يتيح للمجموعة خيارات متعددة للتعامل مع كل المتغيرات بأريحية تمكنها من تحقيق مستهدفاتها.
ويأتي تعزيز الإيرادات في القطاعات التي نعمل بها ونرصد فيها فرصا للنمو هدفا رابعا، إذ إن جزءا من مهمة المستشار العالمي الذي تعاقدت معه «كيبكو» يركز على ذلك الجانب، ناهيك عن تنمية الإيرادات في قطاعات نستهدف التوسع فيها ومنها القطاع الصحي وقطاع الغذاء بالإضافة إلى التعليم.
قيمة مضافة
* ما القيمة المضافة لصفقة اندماج «كيبكو» و«القرين»؟
- بلغ رأس المال المصرح به والمصدر والمدفوع ما بعد الاندماج بين «كيبكو» و«القرين» نحو 504.8 ملايين دينار، ما يمثل زيادة بنسبة 91.2% خصصت لمساهمي القرين، وستصل القيمة السوقية إلى أكثر من 600 مليون دينار، ومن المتوقع أن ترتفع حقوق مساهمي «كيبكو» إلى الضعف تقريبا إذ تخضع لعمليات محاسبية حاليا فيما ستظهر المحصلة النهائية لها في نتائجنا المالية بنهاية العام.
أما لجهة الأصول وحجمها، فإنها تخضع إلى عملية محاسبية سنصل من خلالها إلى صنع نوع من التوازن بين كل قطاع في عملياتنا التشغيلية، غير أنه من الواضح أن أعمالنا المصرفية والمالية سوف يقابلها قطاع الخدمات النفطية، بالإضافة إلى التنوع الذي سوف يخلقه قطاع الأغذية والخدمات اللوجستية والطبية، وسوف يكون حجم بعض استثماراتنا الحالية مثل القطاع الإعلامي أصغر كنسبة من المحفظة الكلية.
* إذن، ما القيمة المضافة التي تحققت في إطار العمليات التشغيلية للمجموعة بعد الاندماج؟
- سوف تتحقق القيمة المضافة عندما تشارك «كيبكو» بشكل مباشر في عملية اتخاذ القرار، ووضع الخطط والاستراتيجيات فيما يخص الأصول الجديدة التي ستنضم إلى محفظتنا، وذلك عن طريق ممثلينا في مجالس الإدارات.
* هل يعني هذا أن المجموعة ستشهد عملية إعادة هيكلة؟
- لن يكون هناك عملية إعادة هيكلة بمفهومها الواسع، ولكن المجموعة منفتحة على القيام بضخ دماء جديدة إلى كوادرها، إذ قد تشهد تغييرات في الإدارات التنفيذية للشركات التابعة من أجل مواكبة التطور الذي نطمح للوصول إليه، ومنه على سبيل المثال التحول التكنولوجي في عملياتنا، خصوصا أن كافة الشركات ستعمل على التوسع في التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا لخلق قيمة مضافة.
* هل سيواكب الانتهاء من «الاندماج» إطلاق هوية وعلامة تجارية جديدة؟
- «كيبكو» ستبقى «كيبكو»، فنحن فخورون بما تم إنجازه، غير أننا نعتبر الاندماج علامة فارقة في أعمالنا ولذلك ارتأينا أن نقوم بتجديد الهوية البصرية، وذلك بشكل يعكس هذا التجدد الذي نشهده، وسيتم الإعلان عنه في الأشهر القليلة المقبلة.
لا خطط للإدراج.. خارجياً
* هل هناك نية لإدراج كيبكو في أسواق مال خارج الكويت؟
- ليس هناك نية في الوقت الحالي للإدراج في أسواق خارج الكويت، خصوصا أن استراتيجية المجموعة تركز على أعمالها داخل الكويت بصورة كبيرة وأن المناخ الاقتصادي العالمي غير مناسب اليوم، غير أننا قد ننظر في الموضوع مستقبلا، سوف نسعى في المرحلة المقبلة لإدراج سهم «كيبكو» على مؤشر «MSCI» للأسواق الناشئة.
* ما خططكم الاستثمارية بعد الاندماج جغرافيا وقطاعيا؟
- تتمركز عمليات كيبكو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك لن يتغير في الفترة القادمة، غير أن هناك أسواقا نسعى لأن نزيد من أعمالنا فيها، مثل السوق السعودي لما فيه من فرص.
ومثل ما قلت في البداية، من أهدافنا تعزيز الإيرادات في القطاعات التي نعمل بها ونجد فيها الفرصة للنمو، غير أننا نؤمن بأن العائد الأكبر يكمن في الاستثمار بشكل أوسع في الاحتياجات الأساسية والتي تهتم بالاحتياجات المعيشية لحياة الإنسان مثل الصحة، والتعليم والغذاء، والسكن ومثلما تعلمون، لدينا استثمارات في هذه القطاعات، غير أننا نرى أنها قطاعات واعدة ونسعى الى توسعة نشاطنا فيها سواء في الكويت أو في المنطقة.
* استثماراتكم في القطاع المصرفي نوعية واستراتيجية.. كم يبلغ حجمها حاليا وما خططكم بشأنها لجهة التوسع في الاستثمار سواء محليا أو خارجيا؟
- يبلغ حجم الأصول في القطاع المصرفي 8.7 مليارات دينار، إذ نعتبر بنك برقان واحدا من أ صلين لدى «كيبكو» إلى جانب شركة العقارات المتحدة، وهما اثنان من الأصول متفائلة بهما للعودة الى سابق عهدهما، حيث يتم العمل حاليا على تقويتهما.
* وما خططكم تجاه تطوير هذين الكيانين؟
- سيتم التركيز في بنك برقان على العمليات داخل الكويت، فضلا عن استحداث إدارات جديدة للتركيز على إدارة الثروات والاستثمار، وقد بدأ البنك رحلة التحول في مجال الخدمات المصرفية للأفراد منذ عام 2019، ونجح في تنفيذ مبادرات متعددة مثل إعادة العمل بمنتجات مصرفية وزيادة قدرة المبيعات وهو ما انعكس إيجابا على تحقيق البنك لنتائج مالية جيدة وشكل عام 2022 إحدى أفضل المراحل التي مرت بها الأعمال المصرفية للأفراد في البنك منذ فترة طويلة.
وبالنسبة إلى «العقارات المتحدة» فإن الشركة ماضية في تنفيذ واحد من أكبر المشاريع العقارية في البلاد والمتمثل في مشروع ضاحية حصة المبارك وهو نموذج ناجح للغاية لدور القطاع الخاص في تطوير وإنشاء مدينة سكنية على الطراز الحديث تلبي جميع تطلعات واحتياجات عملائنا من المواطنين بخيارات سكن تم العمل عليها بعناية فائقة لتتناسب مع طموحاتهم.
ونجحت «العقارات المتحدة» في تحقيق أداء مالي جيد خلال عام 2022 إذ ارتفعت الأرباح التشغيلية للشركة بنسبة 33% لتصل إلى 43 مليون دولار خلال أول 9 أشهر من العام الحالي مقارنة بـ 33 مليون دولار عن الفترة ذاتها من 2021، كما زاد صافي الربح خلال الفترة ذاتها إلى 26 مليون دولار مقارنة بـ 8 ملايين دولار، ويتوافق التحسن في الأداء التشغيلي مع تحسن ظروف السوق خلال العام بعد رفع قيود جائحة كورونا.
* وما أبرز استثمارات مجموعة بنك برقان خارجيا؟
- تتركز الاستثمارات في 3 أسواق خارجية وهي تركيا والجزائر وتونس، ورغم صغر حجم هذه الاستثمارات قياسا إلى إجمالي محفظة المصارف لدينا، إلا أن تلك الاستثمارات تحقق أداء تشغيليا إيجابيا.
* وماذا عن أداء بنك برقان خلال العام الحالي؟
- حافظ «برقان» على مستويات ثابتة في الأداء حيث سجل 166 مليون دينار في الإيرادات خلال أول 9 أشهر من 2022 وارتفعت إيرادات الربع الثالث بـ 2% لتصل إلى 56 مليون دينار، وتحسنت هوامش الربح على أساس سنوي لتصل إلى 2.3% فيما ارتفع صافي الدخل خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام لتبلغ 41 مليون دينار.
واستقر إجمالي أصول مجموعة بنك برقان عند مستوى 7 مليارات دينار على مدى السنوات الـ 3 الماضية، وإجمالا فإن مقاييس الأعمال الرئيسية لمجموعة بنك برقان تتحرك في الاتجاه الصحيح، ورأينا تقدما رقميا في أعمال البنك ينعكس على نشاط العملاء وتصنيفاتهم للخدمات الرقمية، وسنواصل وتيرة رقمنه الخدمات في المستقبل.
* وكيف سيكون حجم كل قطاع في أنشطتكم؟
- بالنسبة للأحجام، فذلك يخضع الآن لعملية حسابية، غير أن خريطة الاستثمارات يمكن أن ننظر لها على شكل توازنات تحقق سياسة «كيبكو» التحوطية وتعظم العوائد لدى المجموعة وذلك من خلال نموذج عمل قمنا فيه بموازنة كل قطاعين نعمل بهما تحقيقا لتلك الأهداف، فمثلا سيكون قطاع البتروكيماويات والنفط هو المعادل لنشاط القطاع المصرفي في المجموعة، وكذلك قطاع التغذية سيكون النشاط الموازن لقطاع قطاع إدارة الأصول، بينما سيكون قطاع التأمين مقابلا لقطاع الخدمات الصحية واللوجستية، فيما سيشكل قطاعا الاعلام والعقار حجما أصغر من المحفظة، وبذلك يتحقق تنويع الإيرادات.
* هل لدى «كيبكو» خطة استحواذات جديدة أو تخارجات مرتقبة خلال الفترة المتبقية من 2022 أو 2023؟
- بما أننا قد انتهينا من عملية الدمج يبقى الآن تحويل الأصول التي كانت ضمن محفظة القرين إلى كيبكو والذي نتوقع أن يستكمل أغلبها مع نهاية العام، أما بالنسبة للتخارج والاستحواذات فذلك يرجع للدراسة التي أشرت لها سابقا، ونحن كشركة استثمارية نؤمن بأن أي أصل يمكن بيعه بالوقت والسعر المناسبين فيما يتسق مع أهدافنا.
* وما مستهدفاتكم من الصفقة الجارية لاندماج العقارات المتحدة وأبراج المتحدة؟
- العقارات المتحدة بصدد إتمام عملية الاندماج عن طريق الضم مع أبراج المتحدة وشركة الضيافة، ويستهدف الاندماج تحقيق 3 أهداف استراتيجية، أولها تعزيز محفظة العقارات المتحدة من الأصول المدرة للدخل وزيادة حقوق الملكية للشركة من خلال إصدار أسهم جديدة. أما الهدف الثاني فهو تعزيز أداء المجموعة التشغيلي بما يتناسب مع الرؤية الاستراتيجية للمجموعة وأهدافها المستقبلية.
والهدف الثالث هو زيادة القدرة المالية التنافسية وخلق فرص استثمارية جديدة لمساهمي الشركات المندمجة واستفادتهم من التنوع بالمحفظة التي تتمتع بها شركة العقارات.
ومن المتوقع أن ترتفع الإيرادات وإجمالي الأرباح السنوية لشركة العقارات المتحدة بعد إتمام عملية الاندماج.
* ما الأهمية الاستراتيجية لمحفظتكم العقارية قياسا إلى نموذج أعمالكم وما مستهدفاتكم لتلك المحفظة؟
- أنشطتنا العقارية محط اهتمام، ومثال على ذلك مشروع ضاحية حصة المبارك التي نقوم بتطويرها من خلال ذراعنا العقاري شركة العقارات المتحدة، كما لدينا أرض خباري الصناعية والتي نعمل على استكمال الإجراءات المطلوبة لها في هذه المرحلة.
تطورات مشروع حصة
* ما الجديد لديكم في مشروع حصة المبارك؟
- قمنا ببيع الأراضي في المشروع، والآن ترون أعمال التشييد على قدم وساق، المشروع ناجح والدليل أرقام المبيعات، حيث باعت شركة العقارات المتحدة نحو 80% من الوحدات السكنية في أبراج حصة بواقع 163 وحدة من أصل 204 على أن يكون التسليم في الربع الثالث من 2023.
يأتي ذلك بالإضافة إلى 59% من بيوت حصة بواقع 94 وحدة من أصل 144 والتسليم في الربع الثالث من 2023، كما بدأنا بتشييد المنطقة التجارية، وتم إطلاق مشروع حدائق حصة الأسبوع الماضي وهو مشروع سكني استثماراتنا به مع عدد من الشركاء.
* مر وقت منذ استحواذ «كامكو» على «جلوبل» فما تقييمكم لتلك الخطوة؟
- استحواذ «كامكو» على «جلوبل» يعد تجربة ناجحة على أكثر من صعيد، أدت إلى تعزيز نمو وتوسع «كامكو» في المنطقة عبر الدخول إلى أسواق جديدة منها السعودية ومصر، ورفع من قدرة الشركة التنافسية، حيث أصبحت واحدة من كبرى شركات إدارة الأصول في المنطقة إذ تصل قيمة الأصول المدارة من قبل الكيان الجديد «كامكو إنفست» في الوقت الراهن إلى أكثر من 12.9 مليار دولار، مما يجعلها من أكبر مديري الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما ارتفع حجم الأصول العقارية المدارة إلى ما يقرب من 1.9 مليار دولار وبتوزيعات سنوية بمعدل 7.7% للمستثمرين.
* وماذا عن أداء صناديق الشركة؟
- لجهة صناديق الأسهم الكويتية التقليدية، حقق صندوق كامكو الاستثماري أداء بلغ 8.13% منذ بداية العام، كما حقق صندوق كامكو لمؤشر السوق الأول أداء بلغ 6.31% منذ بداية العام، مما يجعلها أفضل صناديق الأسهم الكويتية التقليدية أداء، أما صناديق الأسهم الكويتية الإسلامية، فقد حقق صندوق الدرة الإسلامي أداء بلغ 3.65% منذ بداية العام مما يجعله أفضل صناديق الأسهم الكويتية الإسلامية أداء.
* وكيف سيكون توسعكم في القطاع الصحي؟
- نستهدف التوسع مع شركائنا في ذلك القطاع من خلال شركة التقدم التكنولوجي«ATC»، والتي نمتلك فيها حصة تصل إلى 44%، إذ تعتبر تلك الشركة واحدة من الكيانات الرائدة محليا بخبرة تمتد إلى 37 عاما رسخت خلالها مكانتها كشريك رائد ومفضل لجميع مشاريع الرعاية الصحية والبيئية في الكويت كمورد للمعدات والتجهيزات الطبية وحققت الشركة قفزات كبيرة وأصبحت الموزع لمنتجات وخدمات الرعاية الصحية إذ تستطيع توفير أكثر من 95% من المتطلبات التي تحتاج اليها المستشفيات.
وتمتلك الشركة حصة سوقية رائدة في قطاع المعدات الطبية بدءا من المعدات المتطورة وحتى مستلزمات المستشفيات، ويصل عدد عملائها في قطاع الرعاية الصحية إلى 1000 عميل بمن فيهم المستشفيات الحكومية والخاصة وممارسو علاج الأسنان والمختبرات.
* تبدون اهتماما شديدا بقطاع التعليم، فما رؤيتكم تجاهه؟
- شركة التعليم المتحدة تضم تحت رايتها الجامعة الأمريكية، بالإضافة إلى 5 مدارس تقدم أفضل مستويات التعليم في الكويت، ولدينا نحو 20 ألف طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية.
* أعلنتم سابقا أنه إذا وجد عرض استحواذ مناسب على OSN فإن التخارج منها سيكون هدفا، فهل تلقيتم عروضا فعلية؟
- نتلقى العروض على الدوام، ولكننا ننتظر الأفضل لمساهمي المشاريع، وهذا طبعا لا ينتقص من جهودنا نحو تطوير خدمات OSN وتقديم الأفضل لمشتركينا إذ نعمل بصورة مستمرة على تطوير عمليات الشركة لتعظيم العوائد منها ورفع قيمتها الرأسمالية بصورة مستمرة عبر حزمة من الاستثمارات التي نضخها وفق خططنا لرفع تنافسية الشركة وأرقامها وهو ما حدث بالفعل.
* وما الإجراءات التي اتخذتموها لتطوير عمليات OSN؟
- أطلقت OSN صندوقا جديدا وهو «OSNtv box» وهو صندوق يمكن من خلاله الاستمتاع بباقة قنواتنا بالإضافة إلى القنوات المجانية الأخرى، إلى جانب إضافة مميزات جديدة لتطبيق «OSN+» تتيح تحميل الأفلام والمسلسلات على الجهاز، ناهيك عن إضافة باقات ابتدائية جديدة في 8 أسواق نعمل بها وهي مصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، والعراق، وفلسطين، والجزائر، وليبيا، وتونس.
يأتي ذلك بالتزامن مع تطوير خيارات الدفع عن طريق البطاقات المصرفية لتتناسب مع حزمة أكبر من عملائنا إذ عمدت الشركة إلى تحديث بوابات الدفع في 3 أسواق رئيسية وهي مصر والكويت والسعودية.
وتواصل OSN تحسين منتجات البث والبرامج والتسعير من خلال باقات جديدة منخفضة الأسعار تم إطلاقها في الأسواق الناشئة لتعزيز الوصول إلى العملاء.
* ما أبرز التطورات في الشركة بعد تصدر خدمات البث الرقمي مقابل «الستالايت»؟
- تقوم OSN بالاستثمار بقوة في التطبيق ومنصات البث بهدف تطوير التكنولوجيا وإضافة خدمات جديدة، وتركيزنا الأكبر ينصب على المحتوى ولذلك نحرص دائما على تقديم أفضل محتوى إنجليزي ودولي من أفلام ومسلسلات، بالإضافة إلى المحتوى العربي والأصلي، كما نتوسع في الشراكات، بما فيها HBO وParamount، كما نقدم محتويات حصرية ينفرد بمشاهدتها عملاؤنا فقط عبر منصاتنا، ولدينا الكثير لنعلن عنه في 2023.
* ما قيمة الاستثمارات التي قدرتموها للتحول إلى البث الرقمي وما أوجه إنفاق تلك الاستثمارات؟
- جهودنا منصبة على التوسع وزيادة حصتنا السوقية من جانب الاشتراكات في التطبيق، ونسعى الى تعزيز شراكاتنا إذ حقق «House of the Dragon» معدلات مشاهدة قياسية على OSN+ وأصبح أكبر إصدار له حتى الآن، وأدت السلسلة إلى نمو غير مسبوق في عدد المستخدمين ومجربي الخدمة منذ العرض الأول، كما نستثمر في المحتوى الأصلي ونسعى للتنوع من خلال الإنتاج والشراكات.
الخليج للتأمين ما بعد استحواذ أكسا
* يشهد قطاع التأمين في الكويت منافسة شديدة، فما رؤية المجموعة تجاه القطاع؟
- لقد تضاعف حجم أعمال مجموعة الخليج للتأمين بعد الاستحواذ الأخير على عمليات AXA في الخليج وأصبح لها تواجد أكبر في دول الخليج، ونحن الأوائل في معظم الأسواق التي نعمل بها وشبكتنا تمتد لتغطي 13 دولة.
وتعتبر مجموعة الخليج للتأمين - الكويت رائدة في أعمال تأمينات الحياة والصحي في السوق المحلي، حيث تعتبر حاليا أكبر شركة تأمين في الكويت من حيث إجمالي الأقساط المكتتبة والمحتفظ بها في قطاعات التأمين المختلفة.
وتظهر مؤشرات الأداء في المجموعة خلال أول 9 أشهر من 2022 أن حجم الأقساط الإجمالية تبلغ 2.1 مليار دولار بزيادة 73% قياسا إلى الفترة نفسها من العام الماضي حيث بلغت حينها 1.2 مليار دولار، وتأتي تلك الزيادة مدفوعة بتأثير الاستحواذ على عمليات AXA التي اكتملت في سبتمبر 2021، وجاءت الزيادة كذلك مدفوعة بنمو أقساط التأمين التقليدية والتكافلية مع مساهمة كبيرة من أعمال AXA في الخليج.
* تعتبر الخليج للتأمين من الكيانات الرائدة في تقديم خدماتها للمتقاعدين والقطاع النفطي. ما استراتيجية الشركة وخططها المتوقعة خلال الفترة المقبلة؟
- عقد عافية الجديد تم إطلاقه مؤخرا، إذ وقع مع وزارة الصحة في شهر يوليو الماضي بقيمة 354.5 مليون دينار، لفترة تمتد إلى عامين، بدأ تقديم الخدمة بموجبها اعتبارا من 16 سبتمبر 2022.
ونحن فخورون بالخدمات التي نجحنا في توفيرها منذ بداية تعاوننا مع وزارة الصحة، ومن خلال خبرتنا الممتدة أصبح لدينا القدرة على تقديم أفضل الخدمات بعض النظر عن حجم العقد وعدد الأشخاص المؤمن عليهم وهذا ما يميزنا.
* كيف ترون الوضع الاقتصادي محليا وما مدى اتساقه مع خططكم؟
- متفائلون بالتعاون بين الحكومة ومجلس الأمة، وانعكاسه على السعي لإنجاز خطة التنمية «كويت جديدة 2035»، وفي «كيبكو» نؤمن بالعمل بالاتساق وبالتوازي مع هذه الجهود، وبالذات فيما يخص تنويع الاقتصاد مثل الجانب الصناعي، وتعزيز الأمن الغذائي، وتقوية المنظومة الصحية وغيرها، يأتي ذلك إلى جانب بناء اقتصاد أكثر استدامة مع تسارع الجهود العالمية نحو الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات «ESG».
نحن متفائلون ونرى جهودا كبيرة تبذل في دعم القطاع الخاص وإعطائه الفرصة لقيادة النمو الاقتصادي في الكويت، ولذلك فإن «كيبكو» ووحداتها التابعة تساند هذه الجهود.
* كيف تتسق خططكم مع الجهود الحكومية؟
- في «كيبكو» نعتبر أنفسنا شركاء مع الحكومة في سعيها من أجل تقديم الأفضل للكويت ومواطنيها، إذ نستهدف العمل في القطاعات الرئيسية التي توفر جميع الخدمات للمواطنين وعلى رأسها الصحة والتعليم والأمن الغذائي والإسكان، كما نلعب دورا مهما في خلق فرص وظيفية وتطوير شبكة الطاقة النظيفة والمتجددة والمساهمة في إيجاد الحلول الإسكانية عبر مشروعاتنا ومنها ضاحية حصة المبارك على سبيل المثال.
* ما موقع العنصر النسائي والكوادر الوطنية في «مشاريع الكويت القابضة»؟
- في المجموعة نعطي عامل الكفاءة صفة الأولوية في كل خياراتنا، ومن هذا المنطلق نشهد تزايدا في العنصرين النسائي والوطني إذ أثبتا جدارة عالية في العمليات التشغيلية على كافة الأصعدة، وتعمل المجموعة دائما على استقطاب الكفاءات الوطنية لتطعم بها كوادرها لتقود مستقبل المجموعة نحو الأفضل دائما في إيمان تام بأن الأولوية دائما للعنصر الوطني والكفاءة، ولدينا في المجموعة عناصر نسائية ووطنية قوية جدا وسنرى نماذج منهم في قيادة «كيبكو» قريبا.
ونسعى في مجموعة «كيبكو» إلى استقطاب الكفاءات الوطنية ضمن فرق العمل في مختلف شركاتنا، وذلك تماشيا مع جهودنا للدفع نحو التجديد وإيماننا بأن بناء الوطن يأتي من خلال أبناءه المخلصين، إذ إن بث الدماء الجديدة في شركاتنا لا يعني الاستغناء عن الخبرات الكبيرة التي تضمها الإدارات التنفيذية لشركاتنا، إلا أنها سوف تساهم في رسم الخطط المستقبلية بالاتساق مع احتياجات السوق الذي يمثل الشباب أكثر من 70% من تعداده السكاني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}