وصلت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية هذا العام وحقق المصدرون أرباحًا كبيرة منها، ومن المتوقع أن تستمر في تحقيق أرباح كبيرة بسبب استمرار طلب أوروبا على السلعة الرخيصة نسبيًا.
وعلى مدار الأشهر العشرة الأولى من العام، قام مصدرو الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بزيادة الشحنات بأكثر من 11% إلى الخارج، مع زيادة الصادرات إلى أوروبا بنسبة 150%، وفقًا لبيانات من "كبلر" استشهدت بها "رويترز".
ومع ذلك، بدأت الأسعار المحلية في الارتفاع أيضًا، لأن إنتاج الغاز الطبيعي ينمو بمعدل أقل بكثير من الصادرات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الأمريكية قرب أسعار الغاز العالمية في نهاية المطاف.
هل تستمر صادرات الغاز في الارتفاع؟
- في الوقت الحالي، يبدو وضع العرض والطلب على الغاز الطبيعي المسال تحت السيطرة بشكل أو بآخر، إذ انخفضت الأسعار المحلية بشكل كبير، ولم ترتفع الصادرات بالسرعة التي كانت عليها في أوائل عام 2022 لأن مرافق التخزين في أوروبا أصبحت ممتلئة الآن.
- ولكن على مدار العام الجاري كان لدى أوروبا الغاز الروسي حتى يونيو، ما يعني أنها ستحتاج إلى المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي العام المقبل، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز المحلية في ظل تخلف الإنتاج عن الطلب.
- ويبدو أن أوروبا هي التي تغير بيئة أسعار الغاز الطبيعي على نطاق عالمي لأن إمدادات الغاز الروسي لن تعود في أي وقت قريب، بينما لا يزال أمام أوروبا فترة طويلة قبل أن تستطيع الاستغناء عن هذه الإمدادات بشكل كامل.
هل يصل سعر الغاز المسال إلى مستوى الأسعار العالمية؟
- يبدو أن البنوك الاستثمارية تتوقع أن تظل الأسعار منخفضة نسبيًا في العام المقبل، حيث يتوقع "جولدمان ساكس" متوسط 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما يرى "بنك أوف أمريكا" سعر الغاز عند 4.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
- ومع ذلك، حتى إذا اتضح أن البنوك كانت على حق وظلت أسعار الغاز في الولايات المتحدة أقل من متوسط هذا العام البالغ 6.60 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية حتى الآن، فسيكون ذلك بمثابة زيادة كبيرة في أسعار الغاز عن السنوات القليلة الماضية.
- كما أنه قفز سعر الغاز المسال هذا العام بسبب الصادرات القياسية، وربما في العام المقبل قد يتم كسر هذا الرقم القياسي إذا استمرت أوروبا في الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي بسبب نقص البدائل.
كيف تؤثر هذه الأزمة على تحول الطاقة عالميًا؟
- تحتاج دول أوروبا بشكل مُلح إلى مصادر للطاقة وسط نقص الإمدادات المشهود، مما قد يحفز الانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة، خاصة وأن بعض أشكال الطاقة منخفضة الكربون، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، هي بالفعل أرخص بكثير من محطات توليد الطاقة بالغاز الطبيعي.
- وقدرت شركة استشارات الطاقة النرويجية "ريستاد إنرجي" أن الطاقة الشمسية على وجه الخصوص، أصبحت الآن أرخص 10 مرات من حيث تكلفة البناء في أوروبا من مقارنة ببناء محطات جديدة لتوليد الغاز الطبيعي، اعتمادًا على مقياس التكلفة المتساوية للكهرباء.
الطاقة المتجددة قد لا تكون بديلا مثاليا!
- مفهوم التكلفة المتساوية للكهرباء Levelized Cost Of Electricity هو المقياس المستخدم عادة كأساس لتعزيز طاقة الرياح والطاقة الشمسية بدلاً من توليد الوقود الأحفوري، ومع ذلك، يعارض العديد من النقاد استخدام هذا المقياس لأنه قد يكون مضللًا تمامًا.
- ويتجاهل هذا المقياس بعض التكاليف الموجودة في الواقع، كما يفترض وجود مستوى معين من إنتاج الكهرباء، في حين أنه قد يتحقق أو لا لأن ناتج الرياح والطاقة الشمسية يعتمد في النهاية على الطقس، والطقس عامل غير موثوق به وقابل للتغيير.
- بعبارة أخرى، قد يٌظهر توليد المزيد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ضرورة بناء المزيد من المحطات التي تعمل بالغاز لاستخدامها كنسخة احتياطية أثناء الليل للطاقة الشمسية، أو في الأيام الخالية من الرياح.
المصدر: أويل برايس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}