قال الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس جونيور في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن الفلبين تتفاوض مع روسيا لشراء الوقود والسلع الأساسية الأخرى لأن المصلحة الوطنية للبلاد تتجاوز المخاوف المحتملة بشأن الحرب في أوكرانيا.
في إشارة إلى أن الفلبين لا يمكن أن تكون راضية عن الاعتماد على الموردين التقليديين، قال ماركوس إن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا تجري محادثات مع روسيا ودول أخرى لتنويع سلسلة توريد المواد الغذائية والسلع الزراعية الضرورية مثل الأسمدة للحفاظ على الأسعار منخفضة.
أضاف ماركوس بعد ظهر الجمعة من نيويورك، حيث يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة: "ربما نحتاج الآن إلى التقارب مع روسيا، وإبلاغهم بإمكانية تزويدنا بالوقود دون مشكلات". وأشار إلى "الاقتراب" من إبرام اتفاقات مع روسيا وغيرها من الدول.
خيارات صعبة
ورداً على سؤال حول العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، قال: "الجانب السياسي منها صعب بعض الشيء، لكن رغم ذلك فالمصلحة الوطنية تأتي أولاً، نحن بحاجة لإيجاد مصادر جديدة للوقود، والأمر لا ينطبق فقط على الوقود، بل على أشياء أخرى مثل الأعلاف والأسمدة والمدخلات الأخرى التي تُعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لنا".
تأتي التصريحات عقب أسبوع مزدحم من النشاط الدبلوماسي العالمي في نيويورك، حيث يحاول الرئيس الأميركي، جو بايدن وزعماء آخرون لمجموعة السبع اكتساب مزيد من الزخم الدولي لحملة معاقبة وعزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، بينما تعكس تصريحات ماركوس، الذي التقى بايدن هذا الأسبوع، الخيارات الصعبة التي تواجه القادة بالعديد من الدول النامية والتداعيات السياسية المحتملة في ظل زيادة فقر الشعوب بسبب ارتفاع الأسعار.
يهدف فريق العمل الاقتصادي بإدارة ماركوس إلى تحقيق نمو بنسبة 6.5% على الأقل سنوياً حتى 2028، لإعادة البلاد لمستويات التوسع، التي بلغتها قبل انتشار الوباء، بينما يدعم إعادة الانفتاح على نطاق واسع تعافي الاقتصاد عقب واحدة من أكثر عمليات الإغلاق صرامة أثناء الجائحة.
نقص الغذاء
تواجه الحكومة الجديدة رغم ذلك تحديات اقتصادية، حيث دفع ارتفاع أسعار السلع الأساسية عالمياً التضخم فوق المستوى المستهدف في دولة تستورد السلع من النفط إلى القمح، ونتيجة لذلك تفاقم تراجع البيزو لمستوى قياسي منخفض، ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة 225 نقطة أساس منذ بداية العام للحد من التضخم.
كذلك عانت الدولة، الواقعة في جنوب شرق آسيا من نقص بالمواد الغذائية مثل السكر والبصل، ما دفع ماركوس لاتخاذ إجراء نادراً ما يحدث، حيث تولى مسؤولية إدارة وزارة الزراعة من أجل الوفاء بتعهده أثناء حملته الانتخابية بتحقيق الاكتفاء الغذائي.
أشار ماركوس إلى أن التضخم انعكاس لقوة الدولار الأميركي، وأن الاحتياطي الفيدرالي كان "متشدداً للغاية"، مما أجبر البنك المركزي الفلبيني على رفع أسعار الفائدة بشكل حاد هو الآخر، وأن حكومته تتابع الأسعار عن كثب لضمان عدم خروجها عن سيطرة شعب الفلبين.
قال ماركوس: "لا يمكننا السماح له بالوصول إلى حد لا يستطيع فيه الناس ببساطة شراء طعامهم ولا يستطيعون دفع فاتورة الكهرباء أو الماء، فكلها أشياء أساسية، ونحن نراقب عن كثب للتأكد من عدم الوصول أبداً إلى تلك المرحلة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}