كشف رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين «ألبا» الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة عن عدد من خطط ومشاريع الشركة التي ستعمل على تنفيذها خلال السنوات المقبلة ضمن خططها الاستراتيجية، والتي تضمنت مشاريع يتم الكشف عنها للمرة الأولى.
وقال دعيج بن سلمان في حديث خاص لـ«الأيام» إن شركة ألبا أحرزت تقدمًا جديدًا في مشروع خط الصهر السابع، إذ وافق مجلس إدارة الشركة على تعيين شركة استشارية لإعداد دراسة الجدوى الأولية لخط الصهر الجديد، لافتًا إلى أن عمليات التوسع المستمرة للشركة ستساعد في حمايتها من آثار الأزمات الاقتصادية العالمية المختلفة، كما ستسهم في تحقيق وفورات أعلى في تكلفة الإنتاج الإجمالية.
وأضاف أنه من المتوقع أن تتسلم شركة ألبا نتائج الدراسة قبل نهاية العام الجاري، مؤكدًا أن المؤشرات الأولية للمشروع تظهر أنه سيكون إضافة قوية للشركة على غرار خط الصهر السادس.
الإدارج في سوق الأسهم السعودي
وأشار رئيس مجلس إدارة ألبا إلى أن الشركة تبحث العديد من الفرص المتاحة، من ضمنها إمكانية الإدارج الثانوي في السوق المالية السعودية، مبينًا أن هذا الأمر لا يزال في مرحلة الدراسة والتقييم إلى جانب مبادرات أخرى قيد الدراسة بهدف خلق القيمة، وذلك في إطار استراتيجية الأعمال التي تنتهجها الشركة بشكل عام.
مشروع حديقة الطاقة الشمسية وتوسعة محطة الطاقة (5)
كما كشف دعيج بن سلمان عن توجه الشركة لإنشاء محطة لتوليد الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توسعة أحدث محطة لتوليد الطاقة بالشركة وهي محطة الطاقة رقم 5، مضيفًا أنه يتم حاليًا استكمال الإجراءات التمويلية لمجمع الطاقة الرابع بمحطة الطاقة (5)، وإرساء المناقصة لمشروع حديقة الطاقة الشمسية بحلول الربع الرابع من العام 2022، لافتًا إلى أن حديقة الطاقة الشمسية الجديدة ستنتج ما بين 5 إلى 7 ميغاوات من الكهرباء.
وأضاف أن هذا المشروع المرتقب (حديقة الطاقة الشمسية) تقوم من خلاله الشركة بالتعاون مع هيئة الطاقة المستدامة لتطبيق حلول الطاقة المتجددة بهدف خفض الانبعاثات الكربونية. وستغطي حديقة الطاقة الشمسية مساحة تتجاوز 37000 متر مربع موزعة على المواقع التشغيلية، ومواقف السيارات ونادي ألبا.
وبشأن توسعة محطة الطاقة رقم (5)، فقد أوضح أن المحطة تنتج حاليًا حوالي 1800 ميغاوات، وقد تم في شهر مايو الماضي توقيع اتفاقية توسيع المحطة لإضافة حوالي 680 ميغاوات، ليصبح إجمالي إنتاج المحطة حوالي 2480 ميغاوات، وسينتهي العمل من التوسعة الجديدة للمحطة في الربع الرابع من العام 2024.
ولفت دعيج بن سلمان إلى أن إنشاء حديقة الطاقة الشمسية وتوسعة محطة الطاقة الخامسة سيسهمان في خفض تكاليف الإنتاج بأكثر من 30 مليون دولار سنويًا، وذلك بسبب الترشيد في استهلاك الغاز الطبيعي، كما سيؤدي ذلك إلى خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بواقع 0.5 طن من الانبعاثات الكربونية مقابل إنتاج كل طن من الألمنيوم.
إنشاء وحدة للبحث والتطوير
وتأكيدًا على مضي الشركة في استراتيجيتها التوسعية والبحث عن الابتكارات الجديدة، كشف رئيس مجلس إدارة شركة ألبا عن توجه الشركة لإنشاء وحدة للبحث والتطوير، مشيرًا إلى أن مهمة الوحدة الجديدة ستتمثل في تطوير أداء الشركة من مختلف النواحي، بالإضافة إلى التفكير خارج الصندوق من أجل تقديم منتجات مبتكرة، وتطوير الإنتاج والتكنولوجيا والإجراءات التي تستخدمها الشركة في عمليات الإنتاج.
وأكد أن وحدة البحث والتطوير ستساعد الشركة على مواجهة التحديات الجديدة، والصمود أمام المنافسة المحتدمة في الأسواق العالمية، مضيفًا أنه إذا لم تقم الشركة بتطوير أعمالها وأدائها ستتراجع إلى الخلف.
ارتفاع الإيرادات
وأعرب رئيس مجلس إدارة ألبا الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة عن رضاه عن النتائج التي حققتها الشركة خلال النصف الأول من العام الجاري، والذي حققت فيه الشركة إيرادات بلغت 2,594 مليون دولار، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 45% على أساس سنوي مدفوعة بارتفاع الأسعار في بورصة لندن للمعادن، وارتفاع منتجات القيمة المضافة، والعائدات الأعلى.
وبيّن أن الإيرادات قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بلغت 1,046 مليون دولار، إذ ارتفعت الإيرادات قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 77% على أساس سنوي نتيجةً لارتفاع الأسعار في بورصة لندن للمعادن، ومنتجات القيمة المضافة، بالإضافة الى ارتفاع العائدات الأعلى، بينما تأثرت الإيرادات قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء جزئيًا بالتكلفة المرتفعة ومصروفات البيع والتوزيع.
وأشار إلى أن صافي الديون بلغ 1,937 مليون دولار، إذ انخفض بنسبة 26% على أساس سنوي نتيجة الانخفاض في القروض طويلة وقصيرة الأمد والاقتراضات، بينما بلغ صافي الأرباح 874 مليون دولار، ليسجل ارتفاعًا بنسبة 127% على أساس سنوي مدفوعًا بارتفاع الإيرادات قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء.
وأكد الشيخ دعيج بن سلمان أن إيرادات الشركة جاءت مدفوعة بارتفاع الأسعار في بورصة لندن للمعادن (زيادة بنسبة 20% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2022، وبنسبة 37% على أساس سنوي خلال النصف الأول من 2022)، بالرغم من معدل النمو الثابت لحجم المبيعات، في حين جاءت أرباح الشركة خلال الربع الثاني والنصف الأول من العام 2022 مدفوعة بارتفاع إيرادات الشركة، بينما تأثرت جزئيًا بارتفاع نفقات التكلفة والتوزيع.
وصرح بأن مجلس إدارة شركة ألبا أوصى بتوزيع أرباح مرحلية نقدية بقيمة 45,120,000 دينار بحريني (120 مليون دولار أمريكي)، بما يعادل 31.88 فلس للسهم الواحد (0.08478 دولار أمريكي للسهم الواحد)، على المساهمين المسجلين أسمائهم في سجل الشركة في تاريخ الاستحقاق.
رفع نسبة منتجات القيمة المضافة
وأكد دعيج بن سلمان خلال حديثه لـ«الأيام» أن منتجات القيمة المضافة كان لها أثر كبير على حجم الإيرادات التي حققتها الشركة مؤخرًا، مبينًا أن الشركة تسعى إلى زيادة إنتاجها من منتجات القيمة المضافة بشكل سنوي، إكان الهدف خلال العام 2020 هو تحقيق 44% من منتجات القيمة المضافة، ثم ارتفعت النسبة إلى 63% خلال العام 2021، والهدف في العام الجاري هو تحقيق 72%، ثم الوصول إلى 75% في العام 2023 وصولاً إلى 80% بحلول العام 2025.
مصنع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر
كما تحدث عن مشروع مصنع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر -الذي بلغت تكلفة إنشائه حوالي 37 مليون دولار ويُعد الأول من نوعه في المنطقة- لمعالجة مادة بقايا بطانة خلايا الصهر دون ترك أي مخلفات، إذ يمتد المصنع على مساحة 26,000 متر مربع ويمتلك طاقة استيعابية لمعالجة 35,000 طن من هذه المادة سنويًا، وتحويلها إلى منتج ذي قيمة يتم استخدامه في صناعات أخرى، مثل صناعة الإسمنت. مضيفًا أن الشركة قامت بتصدير أول شحنة بلغت (125 طنًا) من هذا المنتج الذي يُعرف باسم «مادة الهايكال» إلى مملكة تايلند وذلك في شهر فبراير من هذا العام، إذ يتم استخدام هذه المادة في صناعة الإسمنت.
وذكر أن هذا المشروع يُعد من المشاريع البيئية التي تسعى من خلالها الشركة إلى تخليص البيئة من المواد الضارة التي تتولد من صناعة الألمنيوم، وتحويلها إلى مواد نافعة تستخدم في صناعة منتجات أخرى.
لافتًا إلى أن ما يبرهن على حرص ألبا الكبير على تعزيز الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة وتطبيق أفضل الممارسات في هذه الجوانب؛ فوزها بعدد من الجوائز المرموقة في هذا المجال، ومنها الفوز بجائزة أفضل شركة في مجال الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة في البحرين من ESG Invest، وجائزة أفضل مؤسسة في حوكمة الشركات من Ethical Boardroom.
كما أشار إلى أن الشركة تحرص أيضًا على تلبية أعلى متطلبات الاستدامة في صناعة الألمنيوم، وقد حصلت في العام 2020 على شهادة الأداء من منظمة مبادرة استدامة الألمنيوم (ASI) بفضل جهودها في تأمين إنتاج ومناولة منتجات الألمنيوم بطريقة مسؤولة، ومن شأن هذه الشهادة أيضًا أن تمنح ألبا ميزة تنافسية في إطار مساعيها لدخول أسواق جديدة في مختلف أرجاء العالم.
الحياد الكربوني
وفيما يتعلق بالحياد الكربوني وخطط الشركة لخفض الانبعاثات الكربونية، قال دعيج بن سلمان إن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات اكتسبت خلال العقد الأخير أهمية بالغة على الصعيد العالمي، موضحًا أن شركة ألبا لطالما سعت منذ انطلاق عملياتها إلى خلق القيمة لجميع الأطراف المعنية والمجتمع من حولها، ويتضح ذلك جليًا في رؤية ومهمة وقيم الشركة التي قمنا بالإعلان عنها في مطلع العام 2021.
وأضاف: «يأتي اهتمامنا بالجوانب البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات تعزيزًا لمبادئنا ومبادراتنا العديدة في هذا المجال منذ انطلاق عمليات الشركة في سبعينيات القرن الماضي».
وبيّن أن الشركة قامت مؤخرًا بالإعلان عن خارطة طريق الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تم وضعها بالتعاون مع شركة استشارية عالمية، وتهدف إلى دمج الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة في العمليات التشغيلية للشركة استنادًا إلى 6 أولويات استراتيجية، هي: إزالة الكربون، الطاقة النظيفة والألمنيوم الأخضر، الاقتصاد الدائري وصناعة الألمنيوم التحويلية، تعزيز رفاهية الموظفين، التعاون والشراكات، بالإضافة إلى الشفافية والاتصالات واستيفاء المتطلبات.
مشيرًا إلى أن خريطة الطريق هذه تجسد أهداف الشركة الطموحة في إيجاد الحلول لمختلف التحديات التي تؤثر حاليًا أو ستؤثر مستقبلًا على الشركة والمجتمع من حولها، كما تؤكد التزام ألبا الثابت بالأهداف التي وضعتها مملكة البحرين تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بتحقيق الحياد الكربوني الصفري بحلول 2060، إلى جانب أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
29 مليون ساعة عمل آمنة
وبشأن الصحة والسلامة، وتعليقه على وصول الشركة إلى 29 مليون ساعة عمل آمنة، قال رئيس مجلس إدارة ألبا إن الشركة تولي أهمية بالغة لسلامة العنصر البشري الذي تعده ثروتها الحقيقية، مضيفًا أنه لا يقتصر هذا الاهتمام على عمال وموظفي الشركة فحسب، بل يشمل جميع عمال شركات المقاولين التي تتعامل معها الشركة.
وأوضح أن الشركة قد تمكنت مؤخرًا من تحقيق 29 مليون ساعة عمل آمنة للمرة الأولى في تاريخها وذلك بالتزامن مع احتفالها بيوبيلها الذهبي، إذ تسير الشركة اليوم بخطى ثابتة نحو تجاوز حاجز الـ30 مليون ساعة عمل آمنة، وذلك قبل نهاية عام 2022.
وأكد دعيج بن سلمان أن هذه الإنجازات تعتبر نتيجة لتطبيق أفضل الممارسات في أنظمة إدارة السلامة بالشركة، فضلًا عن الاهتمام الكبير الذي يوليه كبار مسؤولي ألبا لتوعية العاملين بجوانب السلامة كافة وتعزيز التزامهم ورفع معنوياتهم، من خلال عقد الزيارات الميدانية والتفقدية المتواصلة لمختلف المواقع التشغيلية، وتلقي ملاحظات واقتراحات العاملين في هذه المواقع بشكل مباشر.
كما أشار إلى حملات السلامة التوعوية التي تنظمها الشركة على مدار العام والتي تلعب دورًا كبيرًا في هذا الصدد، إذ يتم خلالها استخدام مختلف قنوات التواصل كشاشات العرض، والرسائل الإلكترونية، وحسابات الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق الواتساب، بهدف رفع مستوى الوعي وتعزيز ثقافة السلامة لدى جميع الموظفين وعمال المقاولين بالشركة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}