إن ما يميّز الكونجرس الأمريكي الحالي، الذي أقر مؤخراً قانوناً مهماً للتغيّر المناخي، أن عدد "منكري وجود التغيّر المناخي" قل بنسبة 7% عن الجلسة السابقة، وبنسبة 23% عن الكونجرس الذي كان قائماً منذ أقل من 6 سنوات.
ربما هذا هو ما مهد الطريق أمام إقرار أول قانون مهم للتغيّر المناخي منذ بدء مناقشة القضية في الكونجرس منذ أربعة عقود، وإذا لم يعد ممكناً إنكار وجود التغيّر المناخي، تبقى هناك حجة تفيد بأن هذا ليس الوقت المناسب لمعالجة القضية.
غير أن هذه الحجة لا تلقى صدى لدى الناس في الوقت الذي يعانون فيه من موجات حرارة غير مسبوقة، وحرائق غابات، وفيضانات مميتة مرتبطة بالتغيّر المناخي.
- ويحاكي تغيّر المنهج الأمريكي توجهات في أماكن أخرى حول العالم.
- وجد تحليل، أجُري على المقالات الافتتاحية بالصحف البريطانية المنتمية "لتيار اليمين"، أن نسبة الأشخاص الرافضة لاتخاذ خطوات تجاه التغيّر المناخي تراجعت خلال العقد الأخير بينما تزايد عدد الأصوات المدافعة عن اتخاذ ردة فعل تجاه الأمر.
- وفي الاتحاد الأوروبي، احتل التغيّر المناخي المرتبة الثالثة بين أكثر القضايا التي تشغل الرأي العام في مسح أجري عام 2009، وتصدرت القضية القائمة في العام الماضي.
- وبات الناخبون في جميع المقاعد الفيدرالية بأستراليا يدعمون حالياً زيادة الإجراءات المتخذة لمعالجة التغيّر المناخي، وفقاً لنتائج مسح نُشر العام الماضي.
- وكان عالم سويدي قد اقترح في عام 1896 بأن زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، سترفع درجة حرارة سطح الأرض، غير أن هذه النظرية أُهملت لعقود.
- أشار بيان نشر عام 1969 إلى أن العلماء قد حذروا "الجنس البشري" من تأثير التلوث على التغيّر المناخي.
- في نفس العام، نشر مستشار للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون مذكرة يجادل فيها بأن "مشكلة ثاني أكسيد الكربون" قد تشغل مخيلة الناخبين "الذين لا يهتمون عادةً بالمشروعات المتعلقة بالتغييرات المنذرة بنهاية العالم".
المزيد من القلق بشأن التغيّر المناخي، والمزيد من الإنكار
- في الوقت الذي بدأ فيه الناس يدركون أن العلماء كانوا محقين بشأن مخاوفهم تجاه التغيّر المناخي، اكتسب إنكار القضية زخماً ودعماً مالياً أيضاً.
- ظهر "تحالف المناخ العالمي" "Global Climate Coalition" في عام 1989.
- بعدها بأعوام، نشر التحالف بياناً صحفياً يؤكدون فيه أن بعض العلماء يعتقدون "أن المناخ العالمي يبرد بشكل طبيعي وتدريجي".
- في المفاوضات المؤدية إلى اتفاق التغيّر المناخي في مدينة كيوتو اليابانية عام 1997، وضعت المجموعة إعلاناً يصف الاتفاق بأنه "صفقةٌ سيئة للولايات المتحدة"، وقد انسحبت الولايات المتحدة بالفعل من هذا الاتفاق.
- واستمرت حالة الإنكار الواسع في القرن التالي، وظهر نوع من التقارير الإخبارية، التي تحاول نقل الحجتين المتضادتين عبر وصف المنكرين لوجود تغيّر مناخي بأنهم مفكرون مستقلون، ولم يساعد هذا في جعل الوضع أفضل.
- في الآونة الأخيرة، تعرض إنكار التغيّر المناخي للتقويض عبر الصور التي تُظهر المناطق الأكثر جفافاً في أمريكا الشمالية وهي تتحول إلى أكثر المناطق تعرضاً للفيضانات.
- أو صور الأشخاص وهم يرتدون سراويل قصيرة في القطب الشمالي الذي ترتفع درجة حرارته بوتيرة متسارعة.
- ساهم أيضاً نقص مياه الري الضرورية للزراعة، وانخفاض منسوب المياه في القنوات الملاحية في تقليص عدد الأصوات المنكرة للتغير المناخي.
- ويقوض الجفاف المرتبط بالتغيّر المناخي التجارة في أوروبا في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة ركوداً وشيكاً.
- لكن إنكار وجود التغيّر المناخي لا يزال مستمراً وهو يتطور باستمرار.
- فقد وصف أحد العلماء، الذين تلقوا تهديدات بالقتل من منكري التغيّر المناخي، تحولًا في تكتيكاتهم، من الرفض الشديد إلى إلقاء اللوم على الآخرين وتأجيل اتخاذ الإجراءات.
المصدر: المنتدى الاقتصادي الدولي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}