ما هي الأفضلية النسبية؟ وما فائدتها في التجارة الحرة؟

تحدث الأفضلية النسبية عندما تتمكن دولة ما من إنتاج سلعة أو خدمة بتكلفة فرصة أقل من دولة أخرى.

وتُنسب نظرية الأفضلية النسبية إلى الاقتصادي السياسي "ديفيد ريكاردو"، الذي كتب كتاب "مبادئ الاقتصاد السياسي والضرائب" عام 1817.
 

واستخدم ريكاردو هذه النظرية لنقد القوانين الحمائية البريطانية، التي حظرت استيراد القمح في الفترة من 1815 إلى 1846. وفي دفاعه عن التجارة الحرة، قال الخبير الاقتصادي السياسي إنه من الأفضل أن تتخصص الدول في إنتاج السلع، التي تتمتع فيها بأفضلية نسبية، وأن تستورد السلع التي تفتقر فيها إلى أفضلية نسبية.

ما هي تكلفة الفرصة البديلة؟
 

- لفهم نظرية الأفضلية النسبية، من المهم أن نفهم أولاً مفهوم تكلفة الفرصة البديلة، والذي يعني الفوائد المفقودة جراء اختيار بديلٍ على حساب البدائل الأخرى.

- على سبيل المثال، يمكن أن يقضي عامل ساعة لإنتاج إما قطعة قماش أو 3 براميل من النبيذ.

- وتكمن تكلفة الفرصة البديلة في الفوائد المفقودة جراء اختيار إنتاج سلعة دون الأخرى، فإذا اخترنا إنتاج قطعة قماش، فهذا يعني أن الفوائد المفقودة جراء اختيارنا هذا هو عدم إنتاج 3 براميل من النبيذ.

الأفضلية النسبية والتجارة الحرة

- تعد الأفضلية النسبية مبدأً أساسياً في التجارة الدولية وهي تشكل الأساس الذي يجعل التجارة الحرة مفيدة للدول.

- وتُظهر نظرية الأفضلية النسبية أن التجارة مفيدة للأطراف المشاركة فيها، حتى وإن كانت إحدى هذه الدول تتمتع بأفضلية مطلقة في إنتاج السلع.

أمثلة عملية على الأفضلية النسبية

- تخيل أن دولتين (فرنسا والولايات المتحدة مثلاً) تستخدمان العمالة كمُدخل في إنتاج سلعتين، وهما النبيذ والقماش.

- في فرنسا، يمكن أن يُنتج العامل خلال ساعة واحدة إما 5 قطع قماش أو 10 براميل نبيذ.

- وفي الولايات المتحدة، يمكن أن يُنتج العامل إما 20 قطعة قماش أو 20 برميل نبيذ خلال ساعة واحدة فقط. من المهم ملاحظة أن الولايات المتحدة تتمتع بأفضلية مطلقة في إنتاج القماش والنبيذ.

- ولتحديد الأفضلية النسبية لكل من فرنسا والولايات المتحدة، يجب أولاً تحديد تكلفة الفرصة البديلة لكل منتج.

- في فرنسا، تكلفة الفرصة البديلة لإنتاج قطعة قماش هي 2 برميل نبيذ، وتكلفة الفرصة البديلة لإنتاج برميل نبيذ هي نصف قطعة قماش.

- أما في الولايات المتحدة، فتكلفة الفرصة البديلة لإنتاج قطعة قماش هي برميل نبيذ، وتكلفة الفرصة البديلة لإنتاج برميل نبيذ هي قطعة قماش.

- وإذا ما قارنا تكلفة الفرصة البديلة لإنتاج قطعة قماش في فرنسا والولايات المتحدة، سنجد أن هذه التكلفة منخفضة في الولايات المتحدة، وهو ما يجعلها تتمتع بأفضلية نسبية في إنتاج القماش.

- وإذا ما قارنا تكلفة الفرصة البديلة لإنتاج برميل نبيذ في فرنسا والولايات المتحدة، سنجد أن هذه التكلفة أقل في فرنسا، ما يمنحها أفضلية نسبية في إنتاج النبيذ.

الأفضلية النسبية وفوائدها بالنسبة للتجارة الحرة

- كيف يمكن أن يساعد تحديد الأفضلية النسبية لكل دولة في فهم فوائدها للتجارة الحرة؟

- أولاً، دعونا نفترض أن الحد الأقصى لعدد ساعات العمل هو 100 ساعة.

- في فرنسا، إذا خُصِصت كل ساعات العمل لإنتاج النبيذ، فهذا يعني أنها قادرة على إنتاج 100 برميل نبيذ خلال هذا الوقت.

- أما إذا خُصِصت كل ساعات العمل لإنتاج القماش، فهذا يعني أنها قادرة على إنتاج 500 قطعة قماش.

- أما في الولايات المتحدة، إذا خُصِصت كل ساعات العمل لإنتاج النبيذ، فهذا يعني أنها قادرة على إنتاج 2000 برميل.

- وإذا خُصِصت كل ساعات العمل لإنتاج القماش، فهذا يعني أنها قادرة على إنتاج 2000 قطعة قماش.

- وبحسب نظرية ريكاردو عن الأفضلية النسبية في التجارة الحرة، فإن كلتا الدولتين ستكونان أفضل حالاً، إذا تخصصت كل منهما في إنتاج السلعة، التي تتمتع فيها بأفضلية نسبية، واستوردت السلعة الأخرى.

- تتخصص فرنسا في إنتاج النبيذ، لتنتج 1000 برميل، ولأن تكلفة الفرصة البديلة لإنتاج برميل نبيذ في الولايات المتحدة هي قطعة قماش، ستكون الولايات المتحدة مستعدة لمبادلة برميل نبيذ مقابل قطعة قماش.

- بينما تتخصص الولايات المتحدة في إنتاج القماش، لتنتج 2000 قطعة قماش، ولأن تكلفة الفرصة لإنتاج قطعة قماش في فرنسا هي برميلان من النبيذ، ستكون فرنسا مستعدة لمبادلة كل قطعة قماش مقابل برميلين من النبيذ.

- لذا، وبحسب النظرية، تجني الدولة، التي تتخصص في إنتاج السلع التي تتمتع فيها بأفضلية نسبية، مزيداً من الأرباح عبر تصدير السلع التي تتمتع فيها بأفضلية نسبية واستيراد السلع التي تقل فيها أفضليتها النسبية مقارنة بالدول الأخرى.
 

المصدر: Corporate Finance Institute