إلى أي مدى يعتبر خريجو الجامعات مؤهلين للعمل في الواقع الفعلي؟ تتوقف الإجابة على الشخص الموجه له هذا السؤال، فوفقاً لأحد التقارير، يعتقد 96% من مديري الجامعات أنهم يقومون بعمل جيد لتأهيل طلابهم إلى سوق العمل -غير أن حوالي 80% من أصحاب الأعمال لا يوافقونهم الرأي.
الخبر السار هو أنه قد يكون هناك طريقة لتقليص الفجوة بين وجهتي النظر السابقتين: وهي وثائق الاعتماد الرقمية.
والاعتماد الرقمي هو بيانات رقمية موثقة تصف الإنجاز التعليمي للطلاب وتشمل أشياء مثل الفصول التي حضروها، والأنشطة، والمهارات التي طوروها، والمؤهلات، والتقديرات، والإنجاز المهني، وغيرها.
ويرى كثيرون أن الاعتماد الرقمي بات ضرورة مُلحة في سوق العمل، ويقول بريان لودوكا، المدير التنفيذي لمعهد IACT بجامعة دايتون الأمريكية: "عبر الاطلاع على وثائق الاعتماد الرقمي، يمكن لأصحاب الأعمال أن يروا الخطوات الملموسة التي اتخذها الطلاب لاكتساب مهاراتهم".
ويقول داني كينج، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة "أكريدبل Accredible": "أصبحت وثائق الاعتماد الرقمية حالياً أداة لا تقدر بثمن بالنسبة لأنشطة الأعمال والنظام التعليمي لاكتساب المهارات، وتطويرها، وتسهيل التغيير الوظيفي- إنها أداة حيوية لتحقيق النجاح".
لا للمزيد من الورق
- تقليدياً، كانت وثائق الاعتماد تتواجد في شكل شهادات ورقية أو صور طبق الأصل، لكن هذا لم يعد مناسباً في عالم يتجه بوتيرة سريعة صوب رقمنة كل شيء.
- ويقول "داني كينج" المدير التنفيذي لشركة "أكريدبل": "ينطوي الاعتماد الرقمي على بعض العيوب حيث إنه أصبح يتسم بالضعف بعض الشيء، كما ويصعب التحقق من مصداقيته، مما يسبب مشكلات لأصحاب الأعمال والموظفين على حد سواء".
- لهذا يجادل "لودوكا" بأن الاعتماد الرقمي يهدف إلى تكوين لغة مشتركة في سوق العمل، ويقول: "إنه عنصر حديث للتعلم والتطوير، يُتيح إمكانية التحقق من صحة الوثائق بدرجة أكبر من الشهادات الورقية".
تقليص الفجوة بين التعليم وسوق العمل
- تختلف الجامعات وأصحاب الأعمال في رؤيتهم لمدى جاهزية خريجي الجامعات لسوق العمل.
- ويعتقد "لودوكا" أن أحد أسباب هذا هو غياب اللغة المشتركة، فيقول: "لدى طلابنا خبرات قوية في الفصول الدراسية، لكنهم يواجهون صعوبة في ترجمة مهاراتهم وما تعلموه إلى لغة مفهومة بالنسبة لأماكن العمل".
- ويتابع: "لقد أدمجنا أدوات مثل منصة "كريدلي" "Credly" للمساهمة في تقليص فجوة التواصل بين الطلاب وأصحاب الأعمال".
- ويمكن أن يفيد الاعتماد الرقمي الجامعات أيضاً إلى حد كبير عبر تسليط الضوء على الاختصاصات والمهارات الفرعية التي يسعى الطلاب إليها.
- فيقول "لودوكا": "يمكن أن تساعد هذه البيانات الجامعات لإعادة تقييم برامجهم التعليمية وإعادة هيكلتها لتلبية احتياجات طلابهم وأصحاب الأعمال".
ليست فقط لحديثي التخرج
- بالطبع، وثائق الاعتماد الرقمية ليست مناسبة فقط لخريجي الجامعات الذين يبدأون مشوارهم الوظيفي.
- فهي أيضاً أداة لا يمكن الاستغناء عنها للتحقق من امتلاك القوة العاملة الحالية للمهارات المطلوبة.
- ويقول كينج: "خلق الدمج السريع للتكنولوجيا وأتمتة أماكن العمل احتياجاً كبيراً لبرامج تطوير مهارات الموظفين الحاليين، ويوفر الاعتماد الرقمي الأدوات الضرورية لإنشاء برامج مفصلة وشاملة لتحقيق هذا".
أداة مهمة للتعليم والتطوير
- أصبح الاعتماد الرقمي الحل الطبيعي لبيئة العمل التي باتت تتطلب تطويراً وتحديثاً مستمراً لمهارات الموظفين.
- ويؤكد "كينج" أن توقعات الموظفين من أصحاب الأعمال أصبحت أعلى من أي وقت سابق.
- فيقول: "يتوقع الموظفون أن يحصلوا على تدريب جيد وأن يتلقوا إعداداً ملائماً، يمكنهم من أداء وظائفهم بكفاءة، وكثيراً ما يطلبون هذا".
- إن المعادلة بسيطة بالنسبة للشركات -إذا لم يوفروا هذه الأشياء للموظفين، ستفعل شركة أخرى هذا، وهو ما يهدد قدرتهم على الاحتفاظ بالمواهب والكفاءات.
تكامل لا تنافس
- بينما يصبح الاعتماد الرقمي أداة رئيسية في سوق العمل، يعتقد "لودوكا" أن هناك الكثير من الأِشياء التي يمكن تحسينها في هذا المجال.
- فيقول: "نرغب في أن نرى عالماً لا تتنافس فيه وثائق الاعتماد الرقمية مع أشكال الاعتماد الأخرى، بل تتكامل لتزويد الطلاب بأفضل رحلة تعليمية ممكنة، تؤهلهم للنجاح في سوق العمل".
- ويرى "كينج" أن توفير نظام مختلط يجمع بين الاعتماد الرقمي وبرامج التدريب الأخرى هو الوضع المثالي.
- فيقول: "لا ينبغي أن تنظر المؤسسات التعليمية للاعتماد الرقمي باعتباره تهديداً، فهو قد يساعد في تعزيز نماذج التعليم التقليدية عبر إتاحة المزيد من الخيارات أمام الطلاب لمواصلة تعليمهم".
المصدر: مجلة فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}