نبض أرقام
05:27 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

لماذا يكره الأشخاص ارتفاع الأسعار أكثر من خوفهم من فقدان وظائفهم؟

2022/07/30 أرقام

تراجعت شعبية الرئيس الأمريكي "جو بايدن" كثيراً، فالعديد من الأمريكيين ينظرون إليه باعتباره أسوأ رئيس أمريكي منذ "هربرت هوفر"، ووفقاً لموقع تحليل استطلاعات الرأي "FiveThirtyEight"، فإن "بايدن" يحظى في هذه المرحلة بأقل نسبة تأييد بين كل الرؤساء الأمريكيين بعد الحرب.

 

ويعتقد الكثير من الأمريكيين أن دولتهم تسير على المسار الخاطئ، ويحملون "بايدن" مسؤولية ذلك، مما يطرح تساؤلاً حول سبب تراجع شعبية "بايدن" إلى هذا الحد، لكن الإجابة لا تخفى على أحد، فالسبب الرئيسي لذلك هو التضخم.

 

يكره الأمريكيون ارتفاع الأسعار، وبالأخص ارتفاع أسعار الوقود، فمع ارتفاع معدل التضخم عند حد 9%، وصلت أسعار الوقود إلى نحو 4.50 دولار للجالون.

 

 

- وقد أظهر استطلاع حديث أجرته قناة "سي إن بي سي" أن الأمريكيين مستاءون بسبب التضخم، وفشل "بايدن" أو عجزه عن القيام بأي شيء حيال ذلك.

 

- لكن من المثير للدهشة أن الأشخاص الذين كانت الوظائف تشكل أكبر مصدر قلق بالنسبة لهم، قالوا إنهم يفضلون هيمنة الجمهوريين على الكونجرس بنسبة أكبر من النسبة التي حظى بها الحزب الجمهوري لدى أولئك الذين كانت تكلفة المعيشة مصدر القلق الأكبر بالنسبة لهم.

 

- وفي استطلاع آخر أجرته شركة "Global Strategy Group" وأصدرته في فبراير، قال 37% من المشاركين إن الاقتصاد الأمريكي فقد الكثير من الوظائف في عام 2021، رغم أن في هذا العام أضاف الاقتصاد الأمريكي 6.6 مليون وظيفة.

 

- وتعد هذه النتائج مثيرة للدهشة خاصة أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 9 ملايين وظيفة منذ تولي "بايدن" منصبه، ويرجع ذلك جزئياً إلى حزمة التحفيز الاقتصادي التي أقرها الديمقراطيون في أوائل عام 2021، والتي يبلغ قيمتها 1.8 تريليون دولار.

 

- ورغم ذلك لا يشعر الأمريكيون بصدى ذلك عليهم، فقد يظن البعض أن انخفاض معدل البطالة (يبلغ حالياً 3.6%، وهو أدنى مستوى له منذ عقود) -حتى مع ارتفاع معدل التضخم- قد يجعل الأمريكيين يعتبرون هذه الفترة أفضل فترة، إلا أنهم على العكس يعتبرونها الأسوأ.

 

- ويمكن تفسير ذلك بأن الأمريكيين لا ينظرون إلى حزمة التحفيز باعتبارها السبب في تعافي سوق العمل، وإنما يرون أن تعافي سوق العمل كان حتمياً بعد انتهاء جائحة كورونا، لكن الأمر في الواقع ليس كذلك، فمعظم التوقعات الخاصة بانتعاش سوق العمل في 2021 كانت قاتمة.

 

- توقع العديد من الاقتصاديين أن يشهد سوق العمل انتعاشاً بطيئاً، وتوقع استطلاع شمل 45 خبيراً اقتصادياً أن معدل البطالة سيظل عند 6% في نهاية 2021، حتى أن أحد الخبراء توقع أن خفض معدل البطالة عند حد 3.5% قد يستغرق عقداً من الزمن.

 

- لكن في الواقع بلغ معدل البطالة نحو 4% بنهاية عام 2021، واستغرق الأمر عامين فقط للوصول بحد البطالة إلى 3.6%.

 

ورغم أن أخذ اللقاحات وتخفيف إجراءات الإغلاق ساهم في تحسين تداعيات كورونا، إلا أن خطة التحفيز الاقتصادي هي السبب الرئيسي وراء انتعاش سوق العمل.

 

- ومع ذلك نسى الأمريكيون هذه التوقعات القاتمة، وأصبح معظم المواطنين الآن يربطون بين خطة التحفيز وارتفاع معدل التضخم، بدلاً من انخفاض معدل البطالة.

 

- وقد تغيرت تصورات الأمريكيين كثيراً للأداء الاقتصادي بدءاً من عام 2020، فعلى مدار التاريخ كانت وجهات نظر الأشخاص تجاه الأداء الاقتصادي تُبنى على أساس معدل البطالة، فعندما يكون معدل البطالة منخفضاً كانوا يشعرون على نحو جيد والعكس.

 

- لكن يرى "دارين جرانت" الخبير الاقتصادي في جامعة "سام هيوستن" أنه منذ بدء الوباء، لم تعد وجهات نظر الأمريكيين تجاه الأداء الاقتصادي مرتبطة بمعدل البطالة.

 

- ورغم أن العلاقة بين التضخم وتصورات الأشخاص عن الأداء الاقتصادي ظلت كما هي إلى حد كبير على مدار الخمسين عاماً الماضية، إلا أن العلاقة بين تصورات المواطنين ومعدل البطالة اختلفت تماماً.

 

- فرغم أن إدارة الرئيس "بايدن" تتحدث عن الوظائف في كل فرصة تسنح لها، إلا أن عدداً قليلاً من الأشخاص يهتمون بذلك.

 

- ويعكس ذلك أن الأمريكيين لا يرون أن سوق العمل مرتبط بالتضخم أو أسعار الوقود، بل أن كل ما يشغلهم هو التضخم.

 

- ومن الواضح أنهم لن يشعروا بالرضا عن الإدارة الأمريكية حتى تنخفض معدلات التضخم، بغض النظر عن تركيز الحزب الديمقراطي حالياً على الإشارة إلى انخفاض معدلات البطالة.

 

 

المصدر: ذا أتلانتيك

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.