هناك حكمة شهيرة للمخترع "توماس إديسون" يقول بها إن العبقرية 1% منها إلهام، و99% منها كد وكفاح، وهو ما يعرف باسم "نسبة إديسون".
وتوضح هذه النسبة بشكل كبير ما يتطلبه الأمر لتحويل فكرة ملهمة إلى شيء حقيقي، كما توضح أيضاً السبب الرئيسي وراء فشل الشركات في كثير من الأحيان في الجانب المتعلق بالابتكار، وهو أن الشركات تفرط في التركيز على التوصل إلى أفكار جديدة، دون أن تقدر بشكل صحيح حجم العمل اللازم لتنفيذ كل فكرة منها.
قلب نسبة إديسون
- يقوم الكثير من رواد الأعمال بقلب نسبة إديسون، بمعنى أنهم يعتقدون أن فكرتهم الرائعة – سواء كانت أصيلة فعلاً أو مكررة- هي كل ما يهم لنجاح مشروعهم، دون أن يولوا أهمية لمقدار العمل المطلوب لتحويل الفكرة إلى واقع، مما يؤدي في النهاية إلى فشل مشروعهم.
- أخطر ما في هذا الأمر هو تهوين القادة من مقدار الجهد المطلوب لتنفيذ الأفكار.
- يعود ذلك إلى أن تهوينهم ذلك يكون بمثابة عدوى تنتشر بين جميع أعضاء الفريق المشاركين في تنفيذ الفكرة، والذين سيبالغون بدورهم في التقليل من أهمية الجهد اللازم.
- وفي حين يبالغ القادة في القول إن الابتكار يحتاج إلى المزيد من الأفكار الجديدة، فعلى العكس يتضح من التجربة والواقع أن الأفكار الجديدة الكثيرة قد تعوق الابتكار.
- يحدث ذلك عندما يعتقد القائد أن أي فكرة تخطر على باله رائعة، ومن ثم فكلما طرأت على ذهنه فكرة يطلب من الفريق أن يترك كل شيء بيده، ويركز على هذه الفكرة.
- ولا يمر وقت طويل حتى تأتي على ذهنه فكرة أخرى، فيفعل الشيء نفسه، مما يعني أفكاراً كثيرة جداً، وجهداً كبيراً من الفريق لتداركها، والنتيجة النهائية شلل المؤسسة، وفشلها إن عاجلاً أو آجلاً.
تصحيح المسار
- قد يعني ما سبق ذكره أن المؤسسات التي تخلو من الأفكار الجديدة هي البديل المثالي للمؤسسات التي تسعى إلى التوصل إلى أفكار جديدة كل لحظة.
- لكن هذا ليس هو الحال، فالمؤسسات تحتاج إلى تشجيع الابتكار دون الوقوع في فخ الاهتمام بالأفكار على حساب الجهد اللازم لتنفيذها.
- وحتى يمكن تحقيق ذلك يجب أن يضع القادة في اعتبارهم عدة أشياء عند التوصل لفكرة جديدة، وهي:
- تصميم الحل:
لا يجب الاكتفاء بطرح الفكرة، وإنما ينبغي تصور كل التفاصيل المتعلقة بها، من أجل تقدير التكاليف، والمزايا، وتأثيرها على المؤسسة.
- رصد تأثير الفكرة على العمليات التجارية الحالية:
حتى ولو كانت الفكرة الجديدة متمثلة في تحسين تجربة المستخدم، من خلال تطوير واجهة المستخدم، يجب أن تعرف الشركة الإجراءات اللازمة لإحداث هذه التغييرات، وكيفية تأثير ذلك على العمليات الحالية للشركة.
- تحديث التطبيقات:
أي تغيير يحدث في الجوانب المتعلقة بالعمليات التجارية وواجهة المستخدم، يستلزم قيام موظفي تكنولوجيا المعلومات بتحديث تطبيقات الشركة أيضاً.
- مقاييس الأداء:
من المفترض أن يؤدي تنفيذ أي فكرة لتحسين مقاييس الأداء، ومن ثم ستتطلب الأفكار الجديدة تغيير أهداف مقاييس الأداء، أو استبدال المقاييس الحالية بمقاييس جديدة، لأن الإبقاء على المقاييس والأهداف الحالية سيؤدي إلى عدم تغيير أي شيء.
- تقييم آراء المساهمين:
- أي تغيير يحدث في أي شركة يؤثر على المساهمين، وفي حين سيؤيد بعضهم التغييرات، قد يقاومها البعض الآخر.
- لذلك من المهم ألا يتجاهل القادة أهمية تحليل آراء المساهمين، ووضع استراتيجيات لإقناع المعارضين، حتى لا تتحول معارضتهم إلى عقبة تعوق الشركة عن تنفيذ التغييرات.
- إدارة المشروعات:
لا يمكن المضي قدماً في تنفيذ فكرة ما دون تحديد من هم أعضاء الفريق الذين سينفذون الفكرة، أو من هو مدير المشروع، فإدارة المشروعات والتخطيط لها جيداً جزء أساسي في نجاحها.
المصدر: سي آي أو
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}