قطر تطالب الاتحاد الأوروبي بإبرام عقود طويلة الأجل لاستيراد الغاز

2022/06/23 اقتصاد الشرق

تعتزم قطر الإصرار على شروط من شأنها أن تلزم دول الاتحاد الأوروبي، بشراء الغاز الطبيعيالمسال لمدة 20 عاماً، وهي خطوة من شأنها أن تعقد هدف التكتل لخفض الانبعاثات مع تقليل اعتماد "الاتحاد" أيضا على مصادر الطاقة الروسية.

 

ستطالب قطر، وهي واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، دول الاتحاد الأوروبي بتوقيع عقود طويلة الأجل، وفقا لمصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هوياتهم لأن المناقشة ما تزال سرية.

 

قالت دول الاتحاد الأوروبي إنها بحاجة إلى إبرام عقود قصيرة الأجل لتحقيق أهداف الحد من التلوث في المنطقة، وفقا للمصادر، التي أوضحت أن الاتفاق الذي وقعته ألمانيا مؤخرا بشأن توريد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي لمدة 20 عاما، عزز تحفظ قطر لتلبية مطالبها.

 

مع ذلك، يجادل الأوروبيون بأن العروض القطرية جامدة للغاية، مما يوفر للمشترين قدرة قليلة على تحويل مسار الإمدادات، على عكس العقود الأميركية.

 

طريق مسدود

 

أشارت المصادر إلى أن المفاوضات بشأن مدة عقود نوريد الغاز وصلت إلى طريق مسدود منذ مارس.

 

لم تستجب شركتا "قطر للطاقة" و"قطر غاز" المملوكتان للدولة، وتشغلان منشآت الغاز الطبيعي المسال، فورا لطلبات التعليق، وكذلك وزارة المالية الألمانية.

 

كانت الدول الأوروبية بقيادة ألمانيا، تقاوم الضغط القطري بسبب مخاوف من أن الطبيعة الصارمة لتلك العقود ستعني أنها ستحتاج إلى الاستمرار في استيراد الوقود الأحفوري حتى بعد أن تهدف المنطقة إلى الحد من الانبعاثات.

 

إذا لم تتراجع قطر، فإنها تهدد قدرة أوروبا على تنويع إمدادات الغاز بعيدا عن روسيا ، حيث قد تتحرك الدولة الواقعة في الشرق الأوسط لتوقيع المزيد من الاتفاقيات في مناطق أخرى مثل آسيا.

 

سباق أوروبي

 

تتسابق أوروبا لإيجاد بدائل لواردات الغاز الروسي- أكبر مورد للقارة - بعد غزو موسكو لأوكرانيا، ويمكن أن تكون واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر، التي تستثمر عشرات المليارات من الدولارات لتعزيز الإنتاج في السنوات الخمس المقبلة ، جزءا أساسيا من هذا الحل (توفير بدائل للغاز الروسي).

 

إلى جانب قطر والولايات المتحدة، هناك عدد قليل من مصدري الغاز الطبيعي المسال الآخرين الذين يعززون الإمدادات بشكل كبير خلال العقد المقبل ، خاصة وأن الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تعيق خطط التوسع الروسية.

 

لكن في الوقت نفسه، من المقرر أن يتزايد الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2030، في حين تحتاج قطر إلى إلزام العملاء بعقود طويلة الأجل لدعم خطة توسع هائلة للغاز الطبيعي المسال.

 

الصفقة التي وقعتها ألمانيا مع الولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، على الرغم من أن مدتها 20 عاما، تتمتع بشروط مرنة للغاية وتسمح بتحويل مسار الشحنات أو حتى إلغائها مقابل رسوم أقل.

 

خفض الانبعاثات

 

قد تكون هذه الشروط مفيدة إذا انخفض الطلب الألماني في المستقبل على الغاز وسط عملية التحول بقطاع الطاقة، حيث يعد الغاز وقود أحفوري أنظف من الفحم والنفط، لكن الصناعة لا تزال مسؤولة عن انبعاثات كبيرة من الكربون والميثان.

 

في المقابل، لا تسمح قطر عادة للمشترين بإرسال شحنات إلى موانئ مختلفة أو إلغاء التسليم دون دفع القيمة الكاملة للشحنة.

 

قال وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي الثلاثاء الماضي، إن "الكثير من التذمر" يلقي بظلاله على المفاوضات بين بلاده وألمانيا.

 

زار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك قطر خلال مارس، حيث التقى الأمير الشيخ تميم بن حمد والكعبي في إطار مساعي برلين لدعم إمدادات الغاز في الوقت الذي تستعد فيه الدولة لبدء استيراد الغاز الطبيعي المسال.

 

قالت قطر إن الغاز الطبيعي المسال قد يتم إرساله إلى ألمانيا من محطة جديدة في أميركا، تمتلك بها حصة، اعتبارا من عام 2024 ، لكن لا يوجد اتفاق ملموس.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.