بعد انضمام فيجي إلى مبادرتها .. أمريكا تكسب أول جولة من الصين في صراع المحيط الهادئ

2022/05/29 اقتصاد الشرق

ستنضم فيجي إلى الولايات المتحدة في مبادرة اقتصادية واسعة النطاق، ما سيجعلها أول دولة من دول جزر المحيط الهادئ تفعل ذلك مع احتدام المنافسة بين بكين وواشنطن على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.


فيجي ستصبح الدولة الرابعة عشرة التي تنضم إلى الإطار الاقتصادي للمحيط الهندي والهادئ التي أطلقها الرئيس جو بايدن، في الوقت الذي قام فيه وزير الخارجية الصيني وانغ يي بجولة نادرة استمرت ثمانية أيام إلى دول جزر المحيط الهادئ هذا الأسبوع. ويتطلع إلى الدفع نحو صفقات أمنية مماثلة للتي أبرمتها بكين في أبريل مع جزر سليمان، وتوسيع العلاقات التجارية أيضاً.

 

قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي في بيان: "تعد فيجي شريكة قريبة للولايات المتحدة ورائدة في المنطقة، ستضيف فيجي قيمة حيوية ومنظوراً إلى الإطار الاقتصادي لدول المحيط الهندي والهادئ (IPEF)، بما في ذلك جهودنا لمعالجة أزمة المناخ وبناء اقتصاد نظيف يحدث وظائف برواتب جيدة".

 

أطلق بايدن منتدى الإطار الاقتصادي لدول المحيط الهندي والهادئ (IPEF) في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال رحلته الأولى إلى آسيا، في محاولة لتأكيد القيادة الأمريكية في المنطقة. يُعد إطار العمل هذا أهم جهد أمريكي لإشراك آسيا في الشؤون الاقتصادية منذ انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2017 من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ التي جرى التفاوض عليها في ظل إدارة أوباما.

 

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين في إحاطة إن أي مبادرة يجب أن تؤدي إلى السلام والاستقرار وليس إقامة حواجز مصطنعة وإيجاد مواجهة. وأضاف أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ "لا ينبغي أن تصبح رقعة شطرنج في مسابقة سياسية أكبر".

 

قالت ديبورا إلمز، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الآسيوي ومقره سنغافورة: "إن كان الأمر يتعلق بالرؤية، فما تريده حقاً هو الكثير من الأعضاء، والكثير من الأعضاء المحتملين. وأظن أنها ستستقطب نصف الدول الجزرية في المحيط الهادئ إلى الاقتصاد النظيف".

 

المنافسة

 

تصاعدت التوترات بين الصين وحلفاء الولايات المتحدة في المحيط الهادئ الشهر الماضي، بعد أن قالت الحكومة الصينية في أبريل إنها وقعت اتفاقية أمنية مع جزر سليمان. ورغم عدم إصدار الصياغة النهائية للصفقة، إلا أن نسخة مسودة سابقة تم تسريبها على وسائل التواصل الاجتماعي ستسمح لبكين بنشر قوات أمن في جزر سليمان في أعقاب الاضطرابات المحلية.

 

كما ستسمح للسفن الحربية الصينية بالرسو بأمان في جزر سليمان، على بعد 2000 كيلومتر فقط (1,200 ميل) من الساحل الأسترالي.

 

يعد المحيط الهادئ منطقة جيوستراتيجية حيوية لكل من الولايات المتحدة والصين. بالنسبة لبكين، تعد مجموعة الدول الصغيرة شركاء دبلوماسيين مهمين يمكنهم المساعدة في جدول أعمالها في الأمم المتحدة، بينما تعتمد الولايات المتحدة وأستراليا على دول المحيط الهادئ لحماية علاقاتهما الأمنية والتجارية.

 

10 دول

 

برز ذلك الآن إلى الواجهة مع ظهور تقارير إخبارية تفيد أن الصين تسعى إلى إبرام اتفاقيات أمنية واقتصادية مع حوالي 10 دول في المحيط الهادئ، ما يوسع بشكل كبير تعاون بكين مع المنطقة.

 

قال كيرت تونغ، شريك في "مجموعة آسيا" والسفير الأمريكي السابق: "لا تزال الصين تعرف كيفية استخدام" الجزرة "و" العصا "في السعي وراء النفوذ العالمي. تأتي العديد من أقوى العروض الدبلوماسية الصينية في مجالات الأعمال والاقتصاد."

 

بعد أقل من 72 ساعة على أداء اليمين الدستورية يوم الاثنين، طارت وزيرة الخارجية الأسترالية الجديدة بيني وونغ إلى فيجي للقاء رئيس وزراء البلاد قبل زيارة الوفود الصينية للجزيرة. في خطاب ألقته يوم الخميس، وجهت ضربة مبطنة لدبلوماسية الصين في المنطقة، قائلة إن شراكة أستراليا لا تأتي مع شروط.

 

الاحترام والانفتاح

 

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مؤتمر صحفي عقد في هونيارا في اليوم نفسه إن الصين ستتواصل مع دول جزر المحيط الهادئ على أساس الاحترام المتبادل والانفتاح والشمولية.

 

في إشارة إلى خطاب وونغ، أضاف وانغ أن الصين لم تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المحيط الهادئ، وقال إن دعمها يأتي أيضاً دون قيود. وسيزور كيريباتي يوم الجمعة في أول زيارة رسمية له منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2019.

 

صرح مبعوث كيريباتي إلى الصين ديفيد تيابو لصحيفة "غلوبال تايمز" (Global Times) التي تحظى بدعم الحزب الشيوعي أنه سيتم توقيع 10 اتفاقيات للتنمية وأنه لا يرى وجود الصين في البلاد على أنه منافسة للولايات المتحدة وأستراليا.

 

قال سفير كيريباتي ديفيد تيابو لصحيفة جلوبال تايمز إن كيريباتي تعتبر الصين "صديقاً حقيقياً وموثوقاً"، وليس عاملاً لزعزعة الاستقرار في المحيط الهادئ. يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي كيريباتي يوم الجمعة للمرة الأولى منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية في عام 2019.

 

- غلوبال تايمز (globaltimesnews) 27 مايو 2022

 

قال تيابو لصحيفة غلوبال تايمز: "يمكن تحقيق تنمية أفضل إذا كان لديك المزيد من الأصدقاء. كلما زاد عدد الأشخاص حولي، زادت فرصة تلبية احتياجاتي".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.