نبض أرقام
07:03 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/28
2024/12/27

ظاهرة "إيلون ماسك" .. ما الذي يريده هذا الرجل الذي يثير الجدل حتى في ركود الاقتصاد؟

2022/05/18 أرقام - خاص

على الرغم من وجود العديد من كبار رجال الأعمال الذي يُعدون "مثيرين للجدل"، ومن بينهم "بيل جيتس" و"مارك زوكربرج" و"جيف بيزوس" على سبيل المثال، فإن أكثرهم إثارة للجدل والانتباه في الفترة الماضية بكل تأكيد كان "إيلون ماسك".

 

ولاشك أن أحدث أشكال إثارة الجدل من جانب رجل الأعمال الشهير كانت حول صفقة الاستحواذ على "تويتر" وقرار "ماسك" "تجميدها" لحين التأكد من أن نسبة الحسابات المزيفة (bots) على الموقع لا تتعدى 5% فحسب، وحديثه عن أن ذلك قد يدفع لإعادة تسعير الموقع، ولكن الجدل الذي يثيره "ماسك" لا يبدأ حول "تويتر" ولا ينتهي حوله.

 

 

"رؤية" "ماسك" العلنية

 

فأمس حذر "ماسك" من ركود اقتصادي قد يصل إلى 18 شهرا، معتبرًا أن هذا ليس أمرًا سيئا بالضرورة كما تتخوف الغالبية، بل أشار إلى أن الركود يكون مفيدا في إعادة توجيه الأصول في أعقاب فترات النمو الاقتصادي الكبير بحيث تعود لأماكنها الصحيحة.

 

والتحذير من الركود ليس جديدا، ولكن "ماسك" قال تحديدا إنه "في فترات النمو الاقتصادي الطويلة تتضخم الأصول حتى أن الكثير منها يقع في أيدي "الحمقى" بما يؤدي في نهاية الأمر إلى توجيه الموارد المادية والبشرية إلى أنشطة اقتصادية غير نافعة للإنسان"، مضيفا أن الركود الاقتصادي غالبًا ما يبعد الأنشطة الاقتصادية الضارة بشكل أكبر من إيذائه لتلك النافعة.

 

والشاهد أن تصريحات ماسك حول "فوائد" الركود تتسق- ولو نظريا- مع ما يروج له حول تمتعه بـ"رؤية" وليس رغبته في تننمية ثروته فحسب ولكن في جعل الجنس البشري "متعدد الكواكب" ومن أجل ذلك أسس شركة "سبيس إكس" وجعل هدفها استيطان المريخ.

 

هذا فضلا عن رغبته في إطلاق وسائل اتصال "غير خاضعة لأحد" وهو من المنتظر أن تحققه أقمار "سبيس إكس" الصناعية وسيطرته على موقع "تويتر" (وإن كانا سيبقيان خاضعين له بالطبع)، ولهذا السبب أيضا يرفض الحظر التام على موقع التواصل الاجتماعي ويطالب بكشف الخوارزميات التي يعمل وفقا لها.

 

​ كما تمتد "رؤية" "ماسك" لتشمل تعزيز العملات الرقمية، من خلال القبول بـ"بيتكوين" كوسيلة إيفاء بالثمن لفترة في شركة "تسلا" مثلا، وتغريداته المؤيدة للتعامل بتلك العملات التي وصفها بـ"الحرة"، حتى أن كثيرين يعدونه أكبر داعم للعملات الرقمية حول العالم، بما في ذلك عملة "دوجكوين" التي أصبح لها سعر فقط بعد تغريدات "ماسك" حولها.

 

 

تعبيرات "صادمة"

 

واللافت هنا أن "ماسك" عموما لا يتردد في استخدام تعبيرات أقرب لـ"الشعبية" و"الصادمة" (ليس فقط تعبير الحمقى) ومنها وصف بعض الشركات بأنها "فضلات بشرية"، ورده على رئيس تويتر مؤخرا بإيموجي يمثل "فضلات" في قول الأخير بأن الموقع لا يشتمل على الكثير من الحسابات المزيفة، ووصفه للرئيس الأمريكي بـ"دمية مصنوعة من الجوارب".

 

ويقترن اختلاف مفردات "ماسك" بشكل عام بما كشفه هو نفسه من معاناته من متلازمة "اسبرجر" والتي تشير إلى معاناة من غياب القدرة على التواصل بشكل فعال مع الآخرين، وهو ما يقول إنه كان سببًا لمعاناته من جهة، ولا سيما عندما كان صغيرا، وتفوقه في المنتجات التكنولوجية منذ حداثة سنه من جهة أخرى.

 

ولعل هذا أيضا ما يجعله ينادي علنًا بإقرار تعاطي "الماريجوانا" بل إنه أرسل أكثر من إشارة إلى تأييده لذلك، وأحدثها السعر الذي حدده لشراء أسهم "تويتر" بـ54.20 دولار، ليضع بذلك كود الماريجوانا في الأوساط الأمريكية (420) في السعر للتأكيد على رغبته في تقنين عام لتعاطيها في الولايات المتحدة.

 

ووصل الأمر إلى حد تقدمه لتسمية ابنه (X Æ A-12)، ولا أحد يعرف ماهية تلك الرموز، ولكن السلطات الأمريكية رفضت ذلك الاسم، ولديه شركة في مجال البنية التحتية باسم "the boring company" أو "الشركة المملة".

 

لإيصال البشر بالآلة

 

ووفقا لـ "بيزنيس إنسايدر"، كشف الكثير من المتعاملين مع "ماسك" أنه مركزيٌّ للغاية في إدارة شركاته، ويرغب في الإشراف على "كل شيء"، ولعل هذا ما دفع أسهم "تسلا" للانخفاض فور استحواذه على "تويتر" لمخاوف متعلقة بقدرته على إدارة ثلاث شركات كبيرة (مع "سبيس إكس") بشكل كامل.

 

والشاهد أن أغلبية المراقبين شككوا في جدوى الاستحواذ على "تويتر" من الناحية الاقتصادية بالسعرالذي قدمه "ماسك"، فعلى الرغم من القيمة المعنوية الكبيرة للموقع وتأثيره الضخم، إلا أن عائداته الحالية والمنتظرة لا تكافئ السعر المطروح بما يؤكد أيضا أن الاستحواذ عليه يتم لهدف غير "اقتصادي".

 

وتبقى شركة "نيورالينك" –البعيدة عن الأضواء نوعا ما- إحدى أخطر الشركات المملوكة لـ"ماسك" في ظل سعيها المعلن لعمل ربط بين الإنسان والآلة بأنظمة متعددة أولها حاليا من خلال شريحة تزرع في أدمغة البشر، وتعرضت الشركة لانتقادات متعددة من منظمات حقوق الحيوان بدعوى إجرائها تجارب "قاسية للغاية" على القردة في مسعى لإجرائها لاحقا على البشر.

 

 

وبغض النظر عن "صدق" ما يطرحه "ماسك" حول "رؤيته" حول الكواكب وحرية الاتصال المطلقة والتوسع في إنجاب الأطفال، إلا أنه من المؤكد أنه يتحرك وفقا لخطة واضحة يصفها هو نفسه بأنها تهدف لـ"تغيير البشرية وتطويرها".

 

ويحاول "ماسك" تطبيق خطته بالتوغل وربما "السيطرة" على مجالات بعينها، وتشمل تلك الخطة التواجد القوي للغاية في المجالات التكنولوجية ولاسيما الاتصالات والفضاء والإعلام لتبقى أهداف تلك الخطة محل لجدل مستمر لا سيما في ظل التوسع المستمر في "أدواته" لتنفيذ تلك الخطة.


المصادر: ارقام- سي.إن.إن- بيزنيس إنسايدر- بلومبرج- سي.إن.بي.سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.