في القرن التاسع عشر كانت مدينة ليفورنو في إقليم توسكانا تفخر بأفضل المنتجعات السياحية في إيطاليا، وكان المشاهير يزورونها، لكن حال المدينة الآن لم يعد كما كان في السابق، فلم يعد يزورها السياح.
والقلة منهم الذين يتواجدون هناك عادة ما يكونون في انتظار عبّارة تقلهم إلى كورسيكا أو سردينيا، أو يتجولون في المدينة فقط بحثاً عن مكان يتناولون الطعام به.
ويُرجع البعض سبب تراجع جاذبية ليفورنو إلى كونها محاطة بمدن إقليم توسكانا المشهورة عالمياً مثل فلورونسا وبيزا، والتي تسرق الأضواء من ليفورنو مثلما يقول العديد من السكان المحليين، بينما يرى البعض الآخر أن مصافي النفط في المدينة أعطت انطباعاً عنها على مر السنوات بأنها مدينة صناعية ملوثة.
ولا يدرك المسافرون الذين يمرون على تلك المدينة بسرعة أنهم يفوتون على أنفسهم فرصة اكتشاف مدينة نابضة بالحياة، تتمتع بتاريخ طويل من الليبرالية منذ تأسيسها في القرن السادس عشر، ووضع قوانين بها تضمن حريات غير مسبوقة لجميع الوافدين الجدد، مما جذب الأعمال والمواهب، وساهم كل ذلك في التنوع السكاني للمدينة وازدهارها.
- بحلول القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أصبحت ليفورنو وجهة صيفية شهيرة للمجتمع الإيطالي الراقي.
- وظلت المدينة من القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية موطناً لأرقى المنتجعات الإيطالية، والتي كان يتردد عليها أفراد العائلة المالكة الإيطالية بانتظام.
- لكن هذه الأيام لم تدم، إذ دمرت الغارات الجوية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية أماكن عديدة في ميناء ووسط المدينة، وكانت ليفورنو من أكثر المدن الإيطالية التي تعرضت للقصف في ذلك الوقت.
- وأشار السكان المحليون إلى أن الأمور ازدادت سوءاً مع إعادة التطوير التي تمت بسرعة لأحياء كاملة بعد الحرب.
- شُيدت مبانٍ حديثة بجوار المباني القديمة التي تعود للقرن السابع عشر والتي نجت من القصف، مما جعل شكل المدينة غير متسق.
- ورغم هذه السلبيات يرى كثيرون أن المدينة تمتلك أشياءً لا تتواجد في مدن إقليم توسكانا الأخرى.
- إذ جذب انفتاح المدينة الرسامين على مدى قرون، فبات لدى المدينة تاريخ فني، وآثار قديمة مثل المنتجعات الساحلية العريقة، والمنارة التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر.
- كما ورثت المدينة من تاريخها الذي ضم ثقافات متعددة شيئاً غير موجود في مدن توسكانا الأخرى، وهو تسامحها الكبير تجاه الأديان والثقافات المختلفة.
- ويشير أحد الطهاة إلى أن الطعام يعكس شخصية المدينة أيضاً، فمطبخ ليفورنو هو نتاج التنوع الثقافي الذي قامت عليه المدينة.
- فعلى عكس مدن توسكانا الأقدم والتي لديها تقاليد محددة فيما يخص الطعام، كانت مدينة ليفورنو الكوزموبوليتانية والأكثر حداثة قادرة على مزج الجديد بالقديم، وابتكار مطبخ خاص بها.
- وعلى المستوى الثقافي والفني، بات المشهد الفني في ليفورنو أكثر حيوية في السنوات الأخيرة، وأصبح يُقام بها الكثير من المهرجانات الموسيقية، والمسارح، والمعارض الفنية، خاصة في فصل الصيف.
- ويبدو أن مدينة ليفورنو تحتاج إلى ذلك النوع من الزوار المستعدين لاستكشاف كنوزها الخفية، والاستمتاع بشخصيتها الفريدة والمختلفة والمتنوعة.
المصدر: بي بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}