نبض أرقام
05:14 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

مراجعة كتاب "السلاح الاقتصادي: صعود العقوبات كأداة للحرب الحديثة"

2022/05/21 أرقام

في الوقت الذي باتت العقوبات الاقتصادية تهيمن بشدة على المشهد السياسي العالمي، يأتي المؤرخ والاقتصادي الأمريكي " نيكولاس مولدر" في كتابه الصادر هذا العام "السلاح الاقتصادي" ليلقي نظرة فاحصة على العقوبات الاقتصادية في العصر الحديث، متتبعاً أصولها والتي ترجع إلى الفترة بين الحربين العالميتين.

 

 

- يذكر "مولدر" أن العقوبات الاقتصادية تمتد إلى أبعد من ذلك في التاريخ، ولطالما استخدمتها الدول ضد أعدائها.

 

- أشار "مولدر" إلى أن المؤرخ اليوناني "ثوسيديديس" كتب عما يمكن أن يكون أول استخدام للعقوبات الاقتصادية في العالم، وذلك عندما فرضت أثينا حظراً تجارياً على التجار من مدينة ميغارا في عام 432 قبل الميلاد.

 

- لكن ما يميز العقوبات الاقتصادية الحديثة من وجهة نظر "مولدر" أنها تُطبق في وقت السلم وليس أثناء الحرب.

 

- ويتم التبرير لها بالقوانين الدولية، مشيراً إلى أن هذا النهج ظهر في القرن العشرين في عصر عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، و ميثاق "كيلوغ برياند" عام 1928.

 

 

- حظر هذا الميثاق العدوان الدولي، وتعهدت فيه الدول الموقعة بعدم إعلان الحرب أو المشاركة فيها كطريقة لحل النزاعات.

 

- في تلك الفترة اعتقد رجال الدولة والدبلوماسيون أن من الممكن استخدام أدوات غير عسكرية لإنهاء الحرب إلى الأبد.

 

- ومن ثم استخدمت عصبة الأمم العقوبات كوسيلة لإنفاذ القانون، إذ نصت المادة 16 في ميثاقها على أن أي عضو يرتكب عملاً من أعمال الحرب العدوانية، سيخضع لقطع جميع العلاقات التجارية أو المالية.

 

- وقد تأثر السياسيون في هذه الفترة في اختيارهم للعقوبات كأداة لردع أي عدوان عسكري، باستخدام الحصار الاقتصادي خلال الحرب العالمية الأولى.

 

- يُنظر إلى العقوبات الآن باعتبارها أداة أقل عنفاً من استخدام القوة العسكرية.

 

- رغم ذلك فإن أولئك الذين نفذوا الحروب الاقتصادية لم يكونوا ينظرون إليها على هذا النحو، وإنما نظروا إليها باعتبارها استراتيجية مروعة لن تخاطر أي دولة بأن تكون ضحية لها.

 

- ومثلما يقول "مولدر" فإن الحروب لم تتوقف على الرغم من مخاطر العقوبات، لكن هذه الأداة حققت بعض النجاحات.

 

- فعلى سبيل المثال سحبت اليونان قواتها من بلغاريا عام 1925، بسبب احتمالية فرض عقوبات عليها من عصبة الأمم.

 

- لكن "مولدر" يذكر أن العقوبات لم تنجح طوال الوقت، فعندما غزت إيطاليا إثيوبيا عام 1935، فشلت الإجراءات المفروضة في ردع " بينيتو موسوليني" أو في حثه على التراجع.

 

- بل يؤكد "مولدر" أن عقوبات عصبة الأمم جاءت بنتيجة عكسية، ودفعت إيطاليا لتعميق علاقاتها الاقتصادية مع ألمانيا النازية.

 

- ويكشف ذلك البحث العميق الذي أجراه "مولدر" في التاريخ السياسي والعسكري والقانوني والاقتصادي، عن كيف استخدمت عصبة الأمم أداة العقوبات القسرية في زمن الحرب كأداة لحفظ السلام، موضحاً الأسباب التي تجعل من العقوبات شكلاً من أشكال الحرب، ولماذا تكون عواقبها هائلة للغاية.

 

- وبينما كان يُنظر إلى العقوبات في الوقت الذي بدأت تُنفذ به على أنها أداة لبناء نظام دولي جديد خالِ من ويلات الحروب الدولية، فعلى ما يبدو أنها الآن مجرد محاولات فاشلة أخيرة لمنع النظام الحالي من الانهيار.

 

 

المصدر: واشنطن بوست

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.