تخلى الملياردير موكيش أمباني عن خطة شراء شركة مترنحة لتجارة التجزئة وسط مواجهة قانونية ممتدة مع شركة "أمازون"، منهيا بذلك مشهدا من مشاهد الصراع الشامل بين عملاقين من أجل السيطرة على السوق الهندية التي يتجاوز سكانها المليار نسمة.
في تقرير رسمي قدمته أمس السبت، قالت شركة "ريلايانس إنداستريز" إنها "لن تستطيع تنفيذ" اقتراح الاستحواذ على بعض الأصول من شركة "فيوتشر غروب"، ومقرها في مومباي – وكانت تشغل أكبر سلسلة لتجارة التجزئة في البلاد قبل انتشار جائحة كورونا – وأرجعت ذلك إلى أن شركتها الرائدة "فيوتشر ريتيل" فشلت في الحصول على موافقة الدائنين أصحاب الديون المضمونة بالأصول على الصفقة. ولم تفسر "ريلايانس" أكثر من ذلك.
منذ أن أعلنت "ريلايانس" في أغسطس 2020 خطة شراء الوحدات الأساسية لشركة "فيوتشر" مقابل 247.1 مليار روبية (3.2 مليار دولار)، وجدت شركة تجارة التجزئة التي تعاني تحت عبء الديون نفسها في مركز معركة بين أمباني وجيف بيزوس.
اعترضت شركة "أمازون" بشراسة على استحواذ أمباني على الشركة، وقالت أمام محاكم عديدة إنها وفقا للعقود تمتلك حقا أوليا في رفض شراء شركة "فيوتشر".
الصراع على كعكة الهند
إضافة متاجر العلامة "بيغ بازار" التابعة لشركة "فيوتشر" إلى أصولها كان سيساعد شركة أمازون التي تتخذ مقرها في سياتل في توسيع تواجدها الحقيقي على الأرض في مختلف أنحاء الهند.
بالمثل، كان أمباني يراهن على وحدات تجارة التجزئة والجملة والإمدادات اللوجيستية والمخازن في شركة "فيوتشر" من أجل توسيع عمليات شركة "ريلايانس ريتيل فينتشورز" – في إطار تحول أوسع نطاقا عن نشاط المجموعة الأساسي في مجال تكرير النفط والبتروكيماويات.
قرار شركة "ريلايانس" بالتراجع عن الصفقة يأتي بعد عامين تقريبا من عملية تقاضي معقدة وممتدة في مختلف المحاكم أدت إلى تدهور المركز المالي لمجموعة "فيوتشر غروب".
بدون رؤية تتعلق بشريان حياة يساعد على إحياء نشاطها، تعثرت شركة تجارة التجزئة في سداد ديونها واضطرت بعض دائنيها إلى رفع دعاوى إفلاس ضدها.
قد يكون الأثر السلبي على شركة "ريلايانس" في أدنى الحدود بعد أن بدأت الشركة في صيد الرؤوس والاستحواذ على عقود الإيجار لمئات المتاجر التي كانت تديرها "فيوتشر ريتيل" و "فيوتشر لايف ستايل فاشونز"
قال كرانثي باثيني، محلل لدى شركة "ويلث-ميلز سيكيوريتيز" في مومباي: "لن تتأثر ريلايانس تأثيرا يذكر بسبب إلغاء الصفقة إذ أنهم سيطروا على معظم متاجر شركة فيوتشر. كما أن كثيرا من موظفي فيوتشر انتقلوا إلى ريلايانس، ومن هنا فإن لديهم فعلا ما يريديونه بدون الاستحواذ على فيوتشر".
في الشهر الماضي، قالت "أمازون" للمحكمة العليا بالهند إن مفاوضات التهدئة مع شركة "فيوتشر ريتيل" لإنهاء النزاع قد فشلت، ونشرت إعلانات في الصحف تحذر شركة التجزئة المحلية ومؤسسيها بأن أي تحويل للأصول إلى شركة "ريلايانس" سوف يترتب عليه اتخاذ اجراءات قانونية جنائية ومدنية.
على صعيد منفصل، قالت شركة "فيوتشر ريتيل" في تقارير إفصاح رسمية في 22 أبريل إن 69% من الدائنين أصحاب الديون المضمونة بالأصول صوتوا برفض عرض شركة "ريلايانس"، ولم يصل التصويت إلى العتبة اللازمة للموافقة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}