فيما مضى كان الأشخاص يظلون في نفس الوظيفة لسنوات، لكن الأجيال الجديدة تميل إلى التنقل الوظيفي خلال فترات قصيرة، ووفقاً لبحث أجراه موقع "لينكد إن" لعام 2022، فقد زاد مستخدمو الموقع الذين غيروا وظائفهم بنسبة 37% في 2021.
وأظهر التقرير أن الموظفين من الجيل "زد"- الذين ولدوا في عام 1997 وبعد ذلك - كانوا الأكثر تغييراً لوظائفهم، وقال نحو 25% ممن شملهم التقرير إنهم يأملون أو يخططون لترك عملهم الحالي في غضون الستة أشهر المقبلة.
ووجد بحث آخر أجرته شركة "CareerBuilder" في 2021 أن الموظفين من الجيل "زد" يقضون في المتوسط عامين وثلاثة أشهر في الوظيفة، بينما قد يبقى الموظفون من جيل الألفية (25-40 عاماً) ستة أشهر إضافية في الوظيفة.
وتتضح الاختلافات الكبيرة بين الأجيال في هذا الأمر، من خلال مقارنة الجيلين "زد" و"جيل الألفية"، بالموظفين من الجيل "إكس" (41-56 عاماً) الذين قد يظلون في نفس الوظيفة لمدة خمس سنوات، بينما قد يظل الموظفون من جيل "طفرة المواليد" (57- 75) في نفس الوظيفة لمدة 8 سنوات تقريباً.
ورغم أن الأيام التي كان الموظفون يعملون في نفس الشركة منذ تخرجهم وحتى تقاعدهم قد ولت، إلا أن مديري التوظيف لهم رأي في التنقل الوظيفي السريع، ونستعرض في هذا التقرير آراء عدد من مديري التوظيف في هذا الأمر.
ما الوقت المناسب للتنقل الوظيفي؟
- على الرغم من أن التنقل بين الوظائف أصبح مقبولاً الآن أكثر مما مضى، إلا أن "إيمي زيمرمان" كبيرة مسؤولي الموظفين في شركة " Relay Payments" ترى أن تغيير الوظيفة بعد قضاء أقل من عام بها خطوة سريعة للغاية.
- وتؤكد "زيمرمان" أن ذلك يعطي انطباعات سيئة عن الشخص لدى مديري التوظيف، بما في ذلك أنه يفتقر إلى الالتزام والمثابرة، وأنه سيترك العمل بمجرد أن تسوء الأمور.
- ترى "زيمرمان" أن الوقت المناسب لتغيير الوظيفة هو كل سنتين إلى ثلاث سنوات، فذلك وقت كافٍ ليثبت المرشحون للوظائف قدرتهم على الالتزام.
- في حين قالت جايا داس المديرة الإدارية لشركة "Randstad" في سنغافورة وماليزيا إن قضاء 18 شهراً كحد أدنى في الوظيفة نفسها أمر مقبول، لكن سيكون من الأفضل لو استمر الشخص في الوظيفة ما بين ثلاث إلى خمس سنوات.
أهمية عمق المعرفة
- في حين يؤكد الخبراء على مزايا التنقل الوظيفي كل عامين، بما في ذلك اكتساب المرونة والتكيف مع البيئات الجديدة بسرعة، إلا أنهم يؤكدون أهمية عمق المعرفة التي تأتي من البقاء مدة أطول في الوظيفة نفسها.
- تؤكد "داس" أن الأشخاص الذين يتركون وظائفهم بعد فترة قصيرة، قد يتعلمون الأمور الخاصة بالوظيفة نفسها خلال هذه الفترة.
- لكنهم يفوتون على أنفسهم عوامل التغيير التي قد تساعدهم على التطور في عملية صنع القرارات، وقد تشمل عوامل التغيير أعضاء الفريق، أو المديرين.
- قد يكون التنقل الوظيفي وسيلة سريعة للحصول على راتب أعلى مقارنة بفرص الترقية في نفس الشركة.
- رغم ذلك فإن "زيمرمان" حذرت من الثمن الذي سيتعين على الأشخاص دفعه على المدى الطويل مقابل ذلك.
- تشير "زيمرمان" إلى أن التنقل الوظيفي السريع يؤثر سلباً على عمق المعرفة لدى الأشخاص، وهو ما سيؤثر على قيمتهم في المستقبل، إذ لن يكونوا قادرين على المنافسة مع أقرانهم.
- ومن ثم فإن المكسب الذي يحققه الأشخاص من التنقل الوظيفي على المدى القصير لا يستحق المخاطرة على المدى الطويل.
ما الذي يحتاج الباحثون عن عمل إلى معرفته؟
- تؤكد "داس" أن مديري التوظيف ينظرون إلى الفجوات في التوظيف (وهي الفترة التي يكون فيها الشخص بدون عمل) في السيرة الذاتية.
- تشير "داس" إلى أنه عندما لا تكون هناك فجوات في التوظيف فإن مديري التوظيف يرون التنقل الوظيفي أمراً جيداً، لأنه يعني أن المرشح للوظيفة مطلوب في السوق.
- لكن إذا كان لدى الشخص على الجانب الآخر فجوات كبيرة في التوظيف، فهذا يعطي انطباعاً أن الشخص معتاد على ترك العمل عندما تسوء الأمور.
- تؤكد " زيمرمان" أيضاً أنها قد تعطي عذراً للمرشح للوظيفة إذا ترك وظيفته بعد فترة قصيرة لظروف متعلقة ببيئة العمل السامة.
- لكن إذا تكرر الأمر كثيراً لأسباب مثل تلك، فهذا يعطي انطباعاً عن الموظف أنه لا يجيد الحكم على الأمور، أو أنه يفضل التنقل الوظيفي السريع.
- ومن أجل تقليل التنقل الوظيفي تنصح "زيمرمان" الأشخاص الطموحين ببذل الجهد اللازم لإيجاد مكان العمل المناسب لهم، وأن يتأكدوا من اختيار الشركة التي تحقق نمواً كبيراً، مما يمكنهم من تحقيق نمو مهني بداخلها، ففي النهاية لا يمكن لأي شخص أن يتنقل بين الوظائف طوال الوقت.
المصدر: سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}