الاقتصاد الدائري هو نظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من المواد، وتقليل هدرها من خلال إعادة تدويرها، مما يؤدي في النهاية إلى تقليل النفايات، ومن ثم خفض الانبعاثات الناتجة عنها، وخفض انبعاثات الكربون.
وفي الوقت الذي تستهدف فيه العديد من الاقتصادات المتقدمة تحقيق الحياد الكربوني، أو الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، بات من الضروري التحول نحو الاقتصاد الدائري كجزء أساسي من تحقيق هذا الهدف.
3 أسباب تجعل الاقتصاد الدائري ضرورياً للتحول نحو الطاقة المتجددة |
|
السبب |
الشرح |
1- الحفاظ على المواد المهمة |
- يعتمد التحول نحو الطاقة المتجددة على تقليص استخدام الغاز الطبيعي والنفط، والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغير ذلك من مصادر طاقة متجددة، لا ينتج عنها أي انبعاثات كربونية.
- لكن التحول إلى هذه التقنيات على الجانب الآخر يؤدي إلى زيادة الطلب بشكل كبير على معادن مهمة مثل الليثيوم، والكوبالت، والمعادن الأرضية النادرة.
- ذكرت الوكالة الدولية للطاقة أن الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2040 سيتطلب زيادة في إنتاج المعادن بنحو ستة أضعاف بحلول ذلك العام، وقد تشهد بعض المعادن الأساسية مثل الليثيوم زيادة في الطلب بمعدلات تتجاوز أربعين ضعفاً، بينما قد يتزايد الطلب على النيكل والكوبالت بمعدلات تتجاوز 20 ضعفاً.
- ويتزايد الطلب بالفعل على هذه المعادن، فقد وصل سعر الليثيوم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في شهر فبراير عام 2021، حيث وصل سعر طن الليثيوم الواحد إلى 50 ألف دولار، مقارنة بـ 10 آلاف دولار في 2020.
- ولا يمكن الاعتماد على التعدين كمصدر مستدام للحصول على هذه المعادن النادرة، فعلى سبيل المثال ينتج عن عملية تعدين النيوديميوم تلوث شديد، وهو معدن أرضي نادر يُستخدم في تصنيع المحركات والمولدات الكهربائية.
- يمكن أن يقلل الاقتصاد الدائري من الاعتماد على التعدين، ويضمن إعادة استخدام هذه المواد والعناصر النادرة مرة أخرى، في حالة تطبيق الاقتصاد الدائري على نطاق واسع.
- يمكن أن تساعد عملية إعادة التدوير في استعادة المعادن من نحو 60 مليون طن من الهواتف المحمولة، وأجهزة اللاب توب وغير ذلك من أجهزة إلكترونية.
- في الوقت الحالي يُعاد تدوير 1% فقط من النيوديميوم، كما أن باقي المعادن الهامة الأخرى الموجودة في الأجهزة الإلكترونية، واللازمة للتحول نحو الطاقة المتجددة (مثل الليثيوم، التانتالوم، الكوبالت، والمنغنيز) تتم إعادة تدويرها بمعدلات ضئيلة للغاية.
- تعمل بعض الشركات على إعادة تدوير هذه المعادن، وقد تكون الأنظمة التي يتم تطبيقها اليوم لإعادة تدوير الهواتف الذكية فعالة للغاية في تصنيع العديد من الأجهزة في المستقبل.
|
2- استخدام مواد منخفضة الانبعاثات الكربونية |
- يتطلب تحقيق صفر انبعاثات كربونية، أن يتم استخدام مواد خالية من الانبعاثات الكربونية في التقنيات النظيفة مثل السيارات الكهربائية أو المعدات المستخدمة في التحول نحو الطاقة المتجددة، بما في ذلك توربينات الرياح.
- يمكن أن يكون الاقتصاد الدائري مصدراً للمواد منخفضة الكربون، فعلى سبيل المثال ينتج عن الألومنيوم المعاد تدويره انبعاثات كربونية أقل بنسبة 95% من الانبعاثات الصادرة عن إنتاج الألومنيوم لأول مرة، ومن ثم يساعد إعادة تدوير المعادن بشكل كبير على تحقيق هدف صفر انبعاثات كربونية.
|
3- تصميم الأنظمة الدائرية |
- لا يمكن تحقيق فائدة من النظام الدائري دون مراعاة تصميم منتجات الطاقة المتجددة بشكل يسمح بإعادة تدويرها، فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يكون هناك 43 مليون طن من نفايات شفرات توربينات الرياح بحلول عام 2050.
- ومن ثم فقد حان الوقت للتفكير في كيفية تصميم مثل هذه المنتجات، بشكل يسمح بتفكيكها بسهولة من أجل إعادة تدويرها، ومن المهم أيضاً التفكير في كيفية بناء أنظمة تتعامل بكفاءة مع النفايات.
- وقد بدأت بعض الشركات بالفعل تهتم بهذه النقطة، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة " سيمنس جاميسا" مؤخراً عن إنتاجها أول شفرة توربينات رياح في العالم قابلة لإعادة التدوير بالكامل، كما ذكرت شركة "BYD" الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية أن حجم خلايا بطارياتها الكبير يسمح بإعادة تدويرها بسهولة.
|
المصادر: المنتدى الاقتصادي العالمي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}