قد تكون روسيا قوة عسكرية عظمى، لكنها بالتأكيد أبعد ما تكون عن مصطلح قوة عظمى اقتصادياً، ورغم امتلاكها لقدرات إنتاجية وموارد طبيعية هائلة من المعادن والهيدروكربونات والحبوب فإنها تظل أضعف من أن تتحمل حربًا طويلة الأجل في ظل الجوائح الاقتصادية والصحية التي تضرب جسد الاقتصاد العالمي في العامين الأخيرين.
الزاوية الاقتصادية في الصراع على أوكرانيا |
|
ما الذي تريده روسيا؟ |
الحزام يضم دولا بشرق أوروبا في الأصل كانت ضمن الحزام السوفيتي ولكنها انضمت إلى الناتو تباعاً من 1999: - إستونيا. - لاتفيا. - ليتوانيا. - بولندا. - التشيك. - المجر. - بلغاريا. - رومانيا.
لم يتبق في حزام الدول الشرق أوروبية والملاصقة لروسيا سوى: - أوكرانيا. - بيلاروسيا. - جورجيا.
- لذا كلما تسارعت جهود ضم أوكرانيا للناتو وخروجها من تحت العباءة الروسية في الأعوام الأخيرة، زادت حدة الغضب وردة الفعل الروسية. |
ما سبب التصعيد مؤخراً؟ |
- لذا قررت حشد قواتها وإجراء مناورات كبرى على الحدود وهددت بشكل غير مباشر وغير رسمي بغزو أوكرانيا والتهام كافة دول شرق أوروبا الصغيرة المنضمة حديثاً للناتو. |
تأثيرات على الاقتصاد العالمي |
- أسعار القمح والذرة ارتفعت جراء مخاوف من حدوث صدمة مفاجئة في المعروض لو حدث غزو.
- نفس الأمر ينطبق على سلعة الألومنيوم الذي تساهم روسيا بحصة كبيرة من إنتاجه العالمي.
- ارتفاع أسعار الألومنيوم قد يتسبب في ارتفاعات جديدة لأسعار السيارات، وارتفاع أسعار القمح يؤدي لارتفاع أسعار كافة أنواع المخبوزات.
- التأثير على أسعار الغاز بدأ قبل أشهر وما زاد لهيب الأسعار هو التغير المناخي والشتاء القارس هذا العام وضعف إمدادات الطاقة المتجددة. |
نظام "سويفت" في مواجهة روسيا
السلاح النووي: استبعاد روسيا من نظام التحويلات الدولية سويفت SWIFT |
|
كيف بدأت القصة؟ |
- لم يلوح المسؤولون الأمريكيون رسميا وعلانية بالتهديد بـ"سويفت"، لكن بايدن قال لبوتين: لو قررت غزو أوكرانيا، سوف نطعنك بعقوبات لم تر لها مثيلاً من قبل. |
ما هو "سويفت"؟ |
- يضم النظام 11 ألف مؤسسة مالية ومصرفية تقوم بآلاف التحويلات كل ثانية.
- مقره بلجيكا، تأسس 1973، يعمل به 3 آلاف موظف.
|
هل يمكن تسييس "سويفت"؟ |
- لكن الولايات المتحدة تملك تأثيراً ناعماً غير مباشر تستطيع من خلاله تحقيق ما تريده، عبر تهديد "سويفت"نفسه كما فعلت مسبقاً في سابقة تاريخية وحيدة.
- السابقة التاريخية: في 2012 حدثت مرة واحدة بأن تم استبعاد دولة بمؤسساتها وبنوكها من "سويفت"وهي إيران بطلب من الاتحاد الأوروبي وضغط أمريكي. |
هل "سويفت" أداة إلكترونية لنقل الأموال؟ |
|
كيف كانت الحياة قبل "سويفت"؟ |
|
روسيا و"سويفت" |
|
من يدير "سويفت" ؟ |
- بلجيكا. - كندا. - فرنسا. - ألمانيا. - إيطاليا. - بريطانيا. - الولايات المتحدة. - سويسرا. - السويد. - المركزي الأوروبي. |
كيف سيكون التأثير على اقتصاد روسيا لو فصلت عن "سويفت"؟ |
- الروبل سوف يتدهور بشدة. - البورصة سوف تتراجع دون شك. - العديد من معاملات الصادرات والواردات سوف تواجه عراقيل عدة. - البنوك سوف تضطرب والجهاز المصرفي قد يصيبه شلل.
- لكن من ناحية أخرى وعلى الأجل الطويل، سوف يتأقلم الروس خاصة وأنهم يعملون منذ سنوات على تجهيز نظامهم الخاص الموازي لـ"سويفت".
- بدأ العمل الروسي على النظام الموازي لـ "سويفت"منذ أن رصدت الحكومة الروسية أولى علامات الخطر في 2014 بعد أزمة شبه جزيرة القرم، في ذلك الوقت نادت العديد من الدول باستخدام سلاح فصل روسيا عن "سويفت" وبدأت منذ ذلك الحين موسكو في تطوير بدائل. |
نظام SPFS الروسي |
- يضم في عضويته 400 مؤسسة وبنك. - يضم 24 دولة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة. - تولى مسؤولية تنفيذ خُمس الرسائل أو التعليمات بين البنوك وبعضها في 2020.
- العيوب:
- النظام يعمل خلال ساعات وأيام العمل الرسمية فقط بينما يعمل "سويفت" يعمل 24 ساعة 7 أيام أسبوعياً. - روسيا لا تملك سمعة طيبة في مجال أمن المعلومات. - النظام لا يزال ضيق النطاق ولا يُعتمد عليه بشكل واسع في روسيا أو الدول الصديقة لها مثل الصين. |
نظام CIPS الصيني |
- تم البدء في تطويره بـ 2015. |
لا تزال روسيا حتى اللحظة تعد اقتصادا هيدروكربونيا بامتياز، حيث تعتمد على إيرادات النفط والغاز بشكل كبير في ميزانياتها ومواردها المالية، وبصفتها عضوا رئيسيا في تحالف أوبك بلس استطاعت الاستفادة من ارتفاعات الأسعار مؤخرا لسعر خام برنت الذي لامس في الأيام الأخيرة مستويات الـ 90 دولارا، بينما وبالتزامن مع ذلك تراجعت قليلاً العملة الروسية أمام الدولار ومعها مؤشر البورصة الرئيسي في موسكو.
أغلق مؤشر MOEX الروسي مرتفعا بنسبة 1% عند 3,489 الجمعة الماضية، منهيا بذلك أسبوعا متقلبا من التداول مرتفعا بنسبة 1.5%، سبب التحسن أن هناك بعض دلائل الاطمئنان وتراجع مخاوف الغزو الروسي مع انطلاق محادثات واتصالات أمريكية روسية، كما أن حديث وزير الخارجية الروسى "سيرجى لافروف" في نفس الأسبوع مع أربع إذاعات محلية عن أن روسيا لا تريد الحرب وحديثه بشكل إيجابى عن المقترحات الأمنية من الولايات المتحدة، كل ذلك ساهم في تحسين أداء مؤشر البورصة.
لكن لا يزال المستثمرون يرون مخاطر عدة، يجب أن يوضع بالاعتبار أن المؤشر تراجع بشدة مقارنة بشهر مضى حيث هبط من مستوى 4100 -4200 نقطة إلى مستوى 3400 – 3500 نقطة، لذا لا تؤخذ الارتفاعات بالأسبوع الأخير على محمل الجد.
الأسهم التي حققت مكاسب: ارتفعت أسهم شركات الطاقة الروسية بنسبة 1.2٪، مدفوعة بسهم تات نفت، (3.6٪). كما تم تداول سهم غازبروم (1.3٪) على اللون الأخضر بفضل تراجع توقعات فرض عقوبات على الشركة المملوكة للدولة، وساهم أيضا في مكاسب هذا الأسبوع قيام شركة نورد ستريم 2 بتسجيل شركة تابعة لها في ألمانيا رضوخا للطلبات السياسية والمتطلبات التنظيمية الألمانية لتشغيل مشروع الأنابيب المعطل.
المصادر: أرقام – بلومبرغ – atlanticcouncil – oilprice.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}