اليابان تجري إصلاحات لسوق أسهمها البالغ قيمتها 6.5 تريليون دولار

2022/01/13 اقتصاد الشرق

كشفت أكبر شركة تشغيل للبورصة في اليابان عن العناصر التي تشكل ثلاثة أقسام حديثة في سوق التداول يوم الثلاثاء الماضي، لكن التعديل المنتظر منذ فترة طويلة لسوق الأسهم الذي يعاني من التراجع في البلاد يجلب شكوكاً إضافية ذات إثارة أكبر.

 

قالت مجموعة "بورصات اليابان" (Japan Exchange Group) إن 1841 عضواً سيشكلون القسم الجديد "برايم" (Prime) في بورصة طوكيو، والذي سيحل محل "القسم الأول" حالياً من الشركات التي يتكون منها مؤشر "توبكس" الرئيسي.

 

لكن ذلك التغير جاء مخيباً لآمال محللين ينظرون إليه على أنه إجراء وهمي، في ظل وجود عناصر أقل بنسبة 16% فقط من "القسم الأول"، الذي يضم أسهم 2185 شركة.

 

يعتبر تضخم عدد الشركات في "القسم الأول" سبباً جوهرياً وراء هذا التحرك، والذي جرى الإعلان عنه على أساس أنه عملية إصلاح تحدث لمرة واحدة كل جيل. لكن توجد حالياً تساؤلات لدى البعض حول ما إذا كان عملية التحديث، التي تدخل حيز التنفيذ في تاريخ 4 أبريل المقبل، تستحق هذا الضجيج الهائل المصاحب لها.

 

أوضح ترافيس لوندي، الذي يعمل محللاً في شركة "كويديتي أدفيسورس" وينشر تحليلاته على موقع "سمارتكارما"، وهو يتحدث قبيل صدور ذلك الإعلان: "أنا غير متأكد من الهدف وراء ذلك". "لن يُحدث ذلك تغييراً بأي صورة ذات معنى".

 

مؤشر متضخم

 

تضاعفت عضوية مؤشر "توبكس" الياباني تقريباً منذ تسعينيات القرن الماضي لتتضمن ما يزيد على نصف الشركات المدرجة في البلاد، مما جعله يذكر من بين الأسباب التي تقف وراء ضعف الأداء لمدة زمنية طويلة.

 

بعض الشركات المتداولة هي مجرد شركات صغيرة غير معروفة تتوافر لديها سيولة قليلة أو معدومة وتقدم تقارير إفصاح مالي محدودة أو معدومة وبدون تقارير إفصاح باللغة الإنجليزية.

 

طرحت بورصة طوكيو قسم "برايم" كسوق للشركات "التي تنصب أعمالها على الحوار المثمر مع المستثمرين على مستوى العالم"، مع اعتبار إدارة الشركات المحسنة بين الأهداف الموضوعة.

 

قال تاكيو كامي، رئيس خدمات التنفيذ في شركة "سي إل إس إيه سيكيورتيز" اليابانية: "من الصعب أن تشعر بإثارة الحماس من الوهلة الأولى نظراً لأن مؤشر "برايم"، الذي يتمتع بأعلى معايير الإدراج بالبورصة، لديه ما يفوق 1800 شركة".

 

أحد الأسباب التي تغيرت على نحو محدود هي ما تنوه عليه بورصة طوكيو كتدبير "انتقالي" يسمح للشركات التي لا تفي بمعايير الإدراج الفضفاضة في قسم "برايم" بمواصلة العملية عبر التعهد باستكمال المعايير في وقت ما مستقبلاً.

 

سيستمر مؤشر "توبكس" في عمله، لكنه سيشهد تعديلاً في عناصره يجري عبر عدة مراحل على مدى أعوام عديدة. ستوجد 459 شركة في قسم "غروث" (Growth)، الذي سيحل محل سوقي "مازرز" (Mothers) و"جاسداك" ، و1477 في قسم "ستاندرد"، بحسب إعلان صدر في طوكيو يوم الثلاثاء الماضي.

 

الإنحدار

 

يعتبر التواجد في "القسم الأول" من بورصة طوكيو ميزة خاصة في اليابان وتظهر وكأنها مشابهة لعملية الإدراج كشركة ضمن قائمة "فورتشين 500". وربما شجع ذلك بعض الشركات على اللجوء لاستراتيجيات تجعل من نفسها في أفضل مكانة.

 

يأتي ضمن هذه الشركات مؤسسة التجارة الإلكترونية "ماركيت إنتربرايز" (Market Enterprise Co)، التي تفوق قيمتها السوقية بقليل 32 مليون دولار، و"كومنيكس" (Cominix Co)، وهي شركة متخصصة في صنع الآلات نجحت في تحقيق أرباح تصل قيمتها إلى 2.5 مليون دولار خلال السنة الماضية، وكلاهما سيدراج في مؤشر "برايم".

 

أثار إدراج الشركات الصغيرة نسبياً انتقادات من حيث أن خطط الإصلاح مخففة تماماً بحيث تكون ذات أهمية. وردت بورصة طوكيو بالقول إن الإصلاح هو "خطوة مبدئية" فحسب.

 

قال هيرومي ياماجي، رئيس بورصة طوكيو للصحفيين يوم الثلاثاء: "يمثل إعلان اليوم خط البداية لطريق ممتد نحو تحقيق نمو مستدام وتعزيز قيمة الشركة على مدى يتراوح من متوسط ​​إلى طويل الأجل".

 

رغم ذلك، سيتجاهل المستثمرون إعلان يوم الثلاثاء الماضي على الأرجح نظراً لأنه يأتي بمثابة تدبير إجرائي ولا يعد تعديلاً جوهرياً.

 

قال جاستن تانغ، الذي يعمل رئيساً لوحدة الأبحاث الآسيوية في شركة "يونايتد فيرست بارتنرز" إنه حتى "تمتنع السلطات عن الوعود الوهمية بإجراء إصلاحات، فإننا نقوم بخلط الأوراق على نحو مؤسف".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.