خطة الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم تضغط على أسعار الحبوب عالمياً

2021/12/25 اقتصاد الشرق

يؤكد استهداف الصين تحقيق الاكتفاء الذاتي، بالكامل تقريباً، من إنتاج لحم الخنزير في المدى الطويل على استمرار استحواذها على إمدادات الحبوب العالمية لإطعام أكبر قطيع من الخنازير في العالم.

 

تهدف الدولة التي تستهلك نصف لحوم الخنزير عالمياً لإنتاج 95% من البروتين محلياً بحلول العام 2025، والاكتفاء ذاتياً من إنتاج الدواجن والبيض، وكذلك إنتاج 85% من لحوم البقر والضأن، و70% من احتياجاتها من منتجات الألبان. تلك الأهداف التي وصفتها "وزارة الزراعة" بأنها تشكل جزء من أهداف الأمن الغذائي للصين.

 

من المرجح تعزيز تلك الأهداف من واردات الصين من فول الصويا وحبوب الأعلاف اللازمة لتغذية الخنازير والماشية والدواجن، فيما تعد الصين أكبر مستورد بالفعل لفول الصويا والذرة، حيث اشترت كميات غير مسبوقة خلال العامين الماضيين لإطعام قطيع خنازير يتعافى من حمى الخنازير الأفريقية.

 

وأدى إقبال الصين على شراء الحبوب إلى ارتفاع أسعارها عالمياً، وسط مخاوف المستثمرين من نقص العرض.

 

قال دارين فريدريش، الشريك المؤسس، ومدير أبحاث السوق في "سيتونيا كونسلتنج" مزود خدمات البيانات الزراعية ومقرها الصين: "قد تبقى واردات حبوب الأعلاف مرتفعة في المستقبل القريب مع إعطاء الصين أولوية لإنتاج اللحوم ومنتجات الألبان محلياً".

 

تزامن إعلان الصين عن أهدافها للاكتفاء الذاتي منذ عام 2020 على الأقل، مع تفشي حمى الخنازير الأفريقية القاتلة قبل نحو 3 سنوات، حيث قضت على نحو نصف أعداد الخنازير في الصين، ما أدى لزيادة واردات اللحوم، وتسجيل أسعار لحوم الخنازير مستويات قياسية، ودفعها للإسراع بزيادة إنتاج الخنازير وخفض التكاليف.

 

أما الآن، فقد تعافى قطاع تربية الخنازير في البلاد، وسجلت أعداده أعلى مستوياتها بزيادة 17% عن أعداده قبل انتشار الوباء، وتزامن ذلك مع انخفاض أسعار العقود الآجلة في بورصة "داليان" بنحو 50% هذا العام في تأكيد على دورة التباين بين الازدهار والكساد التي تشتهر بها صناعة تربية الخنازير في الصين.

 

تمثل أهداف الاكتفاء الذاتي جزءاً من سلسلة التدابير التي تتبعها الصين لضمان إمدادات وأسعار مستقرة من اللحوم. وقالت "وزارة الزراعة"، إن استهلاك الصين لمنتجات الثروة الحيوانية يستمر في النمو، لكن ستكون هناك فجوات بين العرض والطلب على حبوب الأعلاف، وأشارت إلى أن الصين "تعتمد بشدة" على واردات فول الصويا.

 

التجارة مع أمريكا

 

كانت هناك آمال أن يؤدي توقيع الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة في يناير 2020 للحد من التوترات بين البلدين واستعادة بعض التوازن للميزان التجاري بينهما، لكن تلك الأهداف تؤكد صعوبة تحقيق ذلك. فبعد ما سجلت الواردات الصينية من الولايات المتحدة مستوى قياسي عقب توقيع اتفاقية المرحلة الأولى، تأخر ت بكين كثيراً في تنفيذ وعودها، ولم تشترِ حتى نهاية الشهر الماضي سوى أكثر من 59% بقليل من ما قيمته 200 مليار دولار إضافية من السلع المصنعة والزراعية والطاقة التي وعدت بشرائها من الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2021.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.