أوصت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء الأشخاص المعرّضين للخطر بعدم السفر، لكنها قالت إن حظر السفر الذي فرضته دول عدة لن يوقف انتشار المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا على مستوى العالم.
ورأت المنظمة في وثيقة توجيهية تتضمن توصياتها بشأن السفر أن "حظر السفر العام لن يمنع تفشي (المتحورة) على مستوى العالم، ويضع عبئا ثقيلا على سير الحياة وسبل العيش".
إلا أنها أوصت "الأشخاص الذين لا يتمتعون بصحة جيدة أو المعرضين لخطر الإصابة بمرض كوفيد-19 بشكل حاد أو مميت، ولا سيما الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما وأكثر أو الذين يعانون من أمراض مصاحبة (مثل أمراض القلب والسرطان والسكري) بتأجيل السفر".
وفي مواجهة حالة الهلع المسيطرة، دعا المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الثلاثاء إلى "الهدوء" وطلب من "كل الدول الأعضاء اتّخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض الأخطار".
وقال إنه من المفهوم أن الدول تريد حماية مواطنيها "ضد متحوّرة لم نفهمها تماما بعد ... لكنني قلق أيضا لأن العديد من الدول الأعضاء تفرض تدابير شاملة لا تستند إلى أدلة ... ولن تؤدي إلا إلى تفاقم عدم المساواة" بين الدول.
ما إن أعلنت جوهانسبرغ اكتشاف هذه المتحوّرة الجديدة الأسبوع الماضي، حتى أغلقت دول كثيرة حدودها أمام القادمين من جنوب إفريقيا ودول مجاورة لها، ما أثار الغضب في المنطقة.
وحذّرت المنظمة من أن هذه التدابير "يمكن أن يكون لديها تأثير سلبي على الجهود الصحية العالمية خلال فترة تفشي وباء عبر ثني الدول عن الإبلاغ وتبادل البيانات الوبائية وتلك التي تتعلق بالسلالات".
في وقت يتساءل العالم حول الاستجابة لهذه المتحورة، توقع رئيس شركة موديرنا ستيفان بانسل لصحيفة "فايننشال تايمز" أن يكون هناك "انخفاض جوهري" في فعالية اللقاحات الحالية ضد أوميكرون.
وأشار إلى أن تطوير لقاح فعال في هذا الصدد سيستغرق أشهرا.
وصرّح للصحيفة "قال جميع العلماء الذين تحدّثت إليهم... إن الوضع لن يكون جيّدا".
لكن العديد من المختبرات من بينها موديرنا وأسترازينيكا وفايزر/يايونتيك ونوفافاكس أعربت عن ثقتها في قدرة لقاحاتها على مكافحة المتحوّرة أوميكرون.
من جانبها، أعلنت روسيا أنها تعمل على تطوير نسخة من "سبوتنيك-في" تستهدف أوميكرون بشكل خاص، إذا لم يكن اللقاح المتوافر حاليا فعالا "وهو أمر غير مرجح".
أودى وباء كوفيد-19 بحياة ما لا يقل عن 5,206,370 شخصا منذ ظهوره نهاية العام 2019 في الصين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادًا إلى الأرقام الرسمية.
انتشرت المتحوّرة الجديدة التي اكتشفت في جنوب إفريقيا في كل القارات، إلا أن أوروبا التي تواجه موجة وبائية جديدة، تبدو الأكثر تضرّرًا حاليا بأوميكرون.
ودفع ذلك العديد من الدول إلى تعليق الرحلات مع جنوب إفريقيا ودول أخرى في جنوب القارة وفرض تدابير وقائية، وحضّت أكثر البلدان تزودا باللقاحات، سكانها على الحصول على جرعة ثالثة.
بعدما اعتُبرت لفترة طويلة نموذجًا يُحتذى به في أوروبا، طرحت ألمانيا التي تشهد طفرة إصابات جديدة، الثلاثاء إلزامية تلقي اللقاح، وهو موضوع سيُطرح للتصويت في البرلمان بحلول نهاية العام.
وقال المستشار الألماني المقبل أولاف شولتز لقناة "بيلد تي في" الألمانية إن "عددًا كبيرًا من الناس لم يتلقوا اللقاح".
في المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكثر الدول تضررا بالوباء (145 ألف وفاة)، أعيد الثلاثاء فرض إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل والمتاجر.
كذلك، أصبح يتوجب على جميع المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا الخضوع لاختبار "بي سي آر" ولحجر صحي حتى صدور النتيجة.
وأعلنت السويد التي تميّزت منذ بدء تفشي الوباء بتدابير أقلّ تقييدًا من تلك التي فرضتها سائر الدول، أن تواصل سلوك المسار ذاته.
وقال كبير خبراء الأوبئة في المملكة أندرز تيغنيل في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن "التدابير السويدية لديها تأثيرات لا تختلف عن تأثيرات التدابير المتخذة في دول أخرى".
وأعلنت هولندا أن 14 مسافرا وصلوا نهاية هذا الأسبوع من جنوب إفريقيا مصابون بأوميكرون.
وقالت السلطات الهولندية الثلاثاء إن المتحوّرة كانت منتشرة في البلاد في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، أي قبل أسبوع تقريبا من إعلان جنوب إفريقيا اكتشافها.
وأبلغت فرنسا عن اكتشاف أول إصابة بأوميكرون الثلاثاء في جزيرة لا ريونيون، وهي أوصت بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاما والمعرضين لخطر الإصابة بأعراض حادة من المرض.
مساء الثلاثاء، أُعلن عن إصابتين بالمتحوّرة أوميكرون في سويسرا.
في آسيا، حظرت اليابان، بعد ثلاثة أسابيع من تخفيف بعض القيود، "دخول جميع الرعايا الأجانب" اعتبارا من الثلاثاء.
وأكدت الحكومة أول إصابة بأوميكرون الثلاثاء لدى رجل عائد من ناميبيا.
وأثارت أوميكرون قلقا أكثر من أي متحوّرة أخرى منذ ظهور دلتا التي تبيّن أنها أشد عدوى من متحورات كوفيد-19 السابقة.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن "احتمال انتشار أوميكرون في العالم "مرتفع"، مقرّة بأن معلومات كثيرة ما زالت مجهولة، مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضدها وشدة الأعراض.
لكن حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي وفاة مرتبطة بأوميكرون.
في جنوب إفريقيا، ترتبط غالبية الإصابات الجديدة بأوميكرون وتتوقع الحكومة زيادة متسارعة في عدد الإصابات.
وتوحي هذه البيانات بأن المتحوّرة لديها إمكانات كبيرة على الانتشار وتذكّر بضرورة التلقيح على نطاق عالمي باعتباره الوسيلة الوحيدة القادرة على توفير غطاء مناعي عالمي للسيطرة على الوباء، في وقت ما زالت إفريقيا من بين الأقل تحصينا.
ودعت جنوب إفريقيا التي تعتبر نفسها "معاقبة" لكشفها وجود المتحوّرة الجديدة، إلى الرفع "الفوري والعاجل" لقيود السفر معتبرة أنه من "المؤسف" أن بعض الدول الإفريقية تتخذ هذه الإجراءات أيضا.
فقد أعلنت الغابون إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من ثماني دول إفريقية.
وتراجعت البورصات العالمية وأسعار النفط بشكل واضح في مواجهة تفشي متحورة أوميكرون.
كما أقرت الصين الثلاثاء بأن أوميكرون ستصعّب استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية (4-20 شباط/فبراير 2022) لكنها أكدت ثقتها في نجاح الحدث.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}